سؤال يتردد..

ذاكرة الايام. سؤال يتردد

سؤال يتردد فى ذهنى  فى كل منعطف , ولا اجد له جوابا , قد  يكون مما يدفع اليه الفراغ والفضول , عندما كنت اتأمل فى كثير مما اراه كنت اسمع ذلك السؤال يتردد من جديد ويكبر مع الايام , هناك الكثير مما يتردد فى اذهاننا مما نراه نقره حينا ونفهمه وننكره حينا آخر , احيانا اضحك مما اراه واحيانا احزن واشفق , ذلك التساؤل يجعلنا نعيد فهم معنى الحياة , لا اشك ان ذلك من كمال الحياة وجمالها , ولولاه لما كانت الحياة ممتعة ومتجددة ومثيرة , هذا السؤال : ماذا يريد الانسان , هذا سؤال يتردد ولعل كثيرين يسألون نفس السؤال , زحمة الحياة وصخبها تشغل الانسان عن التأمل غالبا  , ماذا  يريد الانسان , كنت اكبر اؤلئك الرجال الذين كانوا اشد قوة لانهم تمكنوا من الامساك بمقود اهوائهم فاعرضوا عما يطمع فيه غيرهم وكانوا اكثر سعادة وطمأنينة وسكونا  هؤلاء ليسوا اغبياء وليسوا اقل فى قدراتهم البدنية والعقلية , كنت اشفق على اؤلئك الرجال الذين يراهم كل الناس كبارا ويظنون انهم سعداء بما اوتوا من اسباب القوة والسلطة والمال والشهرة , وما اكثر هؤلاء , من يراهم يظن انهم سعداء لانهم يملكون مالا يملكه غيرهم من الاسباب المادية التى تجعلهم متميزين عن كل الاخرين , كنت اتتبع حياة هؤلاء واجد لديهم من المتاعب ما يجعلهم اشد شقاءا من كل الاخرين , معظم المحظوظين فى نظر مجتمعهم ليسوا سعداء  وفى داخلهم شقاء لا يدركه غيرهم ويتمنون انهم ككل الاخرين لا يملكون ما ما ملكوا من تلك الاسباب , احيانا تجد لديهم ما يشقيهم من الهموم والالام وتحزن لهم  , مرض او نقص او عدو يتهددهم او ابن عاق يجعل حياتهم فى غاية الشقاء او زوجة متعبة مرهقة او جار يستفزهم , شيء ما لا بد الا ان يكون , كل الاخرين لا يدركون مدى ما يعانيه هؤلاء من الالام النفسية , معظم هؤلاء لا ينامون كما ينام غيرهم ولا يمشوق فى الاسواق كما يمشى غيرهم ولا يستمتعون بطعام يأكلونه ولابمال يربحونه , هؤلاء يعيشون فى عزلة نفسية عن كل الاخرين قد يشكون فى كل من حولهم ولا يثقون فى احد , هؤلاء لا خصوصية لهم لان كل الاخرين يتدخل فى تلك الخصوصية التى يتمنون ان تكون لهم , ما اكثر قسوة موقعهم الاجتماعي عليهم , كل الناس يعيشون حياتهم التى هي ملك لهم ويفعلون ما يريدون الا هؤلاء ممن ملكوا مالا يملك غيرهم من اسباب الدنيا المعتادة ,  بعض هؤلاء اصحاب سلطة كبيرة او مال اصبح ثقيلا عليهم او شهرة تججعلهم اقل حرية من كل الاخرين , قد يفرحون فى البداية بما هم فيه من تميز , ولكن الشعور بالشقاء يرهقهم ويجعل حياتهم مليئة بالالام والخوف من المستقبل ومن كل الاعين التى تراقبهم وتحصى عليهم هفواتهم , ما اقسى ان يشعر الانسان انه بلا حرية وبلا خصوصية , معظم هؤلاء يشعر بالحرمان لانه لا يستطيع ان يفعل ما يحبه وما يسعده , وبالرغم من كل هذا فهم يطلبون المزيد مما هم فيه فاذا اقتربوا من الكمال فيما كانوا يبحثون عنه ارادوا ان يتخلصوا منه وكان الثمن غاليا , احيانا يدفعون الثمن فى حياتهم فتكون نهاياتهم محزنة لانهم فقدوا ما اعتادوا عليه , ومعظم هؤلاء يضيق بما هو فيه فاذا فقده حزن لذلك وندم  وتمنى ان يعود اليه ما كان فيه , من طبيعة الانسان انه اذا شعر بالقوة كبر وهمه فى نفسه وطغى وتجبر وظن انه خالد فيما هو فيه , هؤلاء قد يصابون بالغرور ويكبرون ويظلمون ويتعالون ويفسدون فى الارض , قلة نادرة من هؤلاء تمسك بزمام امرها فلا تعلو ولا تكبر وتكون اكثر تواضعا ورحمة وحبا للمستضعفين , وهناك الكثير من يقسو ويظلم ويعلو ويعتدى على كل الاخرين من جيرانه واهله, ما احوجنا الى تربية راقية تجعلنا اكثر رقيا وادبا وقربا من كل الاخرين , تلك هي مهمة التربية الروحية الحقيقية التى تجعلك افضل مما انت فيه , لا تحقد ولا تكره ولاتفسد ولا تعلو فى الارض فالله لا يحب كل هؤلاء الذين يتوهمون انهم اكبر مما هم فيه , عندما يتخلف المجتمع ويكبر الجهل فيه يكثر السفهاء فيه , وهذا نذير شؤم فيه وغفلة عن الله …   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( الزيارات : 779 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *