سفينة الوحدة المغاربية

ذاكرة الأيام..سفينة الوحدة المغاربية


الوحدة العربية هي أمل الشعوب العربية على امتداد التاريخ المعاصر..فشلت محاولات الوحدة وتركت آثاراً سلبية وإحباطاً ويأساً..
في المغرب العربي مازالت شعوب الدول المغاربية تشتاق للوحدة المغاربية وترفع شعاراتها في كل مناسبة , وتفرح بكل خطوة تحقق تقارباً بين الشعوب..وهو المطلب الذي يتطلع الجميع إليه ..
في تسعينيات القرن الماضي دعيت لحضور مؤتمر في مدينة فاس أقامته جمعية فاس سايس عن المغرب العربي الموحد..بعد المؤتمر انتقلنا إلى مدينة طنجة , وركبنا سفينة الوحدة المغاربية ..كنا قرابة أربعمائة من رجال الفكر والسياسة والتجارة والأدب والفن ينتمون إلى المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا..أبحرت السفينة إلى الجزائر..خرج الشعب الجزائري إلى الميناء مرحبا ..استقبلنا أجمل استقبال ..دخلنا الجزائر بغير جوازات سفر..في المساء أبحرت السفينة إلى تونس.. خرج الشعب التونسى مرحباً بوفد الوحدة .. استقبلنا الرئيس بن علي في قصره …في المساء تابعنا الرحلة إلى طرابلس ليبيا..خرج الشعب الليبي مرحباً في الشوارع ..استقبلنا معمر القذافي في خيمته الشهيرة..عادت السفينة إلى طنجة بعد خمسة أيام ..كانت رحلة أمل شعب في وحدته..كان الكل يرحب بالوحدة ..لم نكن نحمل جوازات سفر في هذه الرحلة ..
ألقيت محاضرة في السفينة عن المغرب العربي الموحد تكلمت فيها عن مكونات الوحدة في دول المغرب العربي , وأهمها إرادة هذه الشعوب في إحياء تاريخها المشترك ودفاعها عن وجودها في ظل انتمائها إلى أهم عامل في وحدتها وهو الإسلام , وهو ما التقت عليه هوية كل المغاربة من عرب وأمازيغ ومن أصول مغربية أو أندلسية .. الإسلام السني المالكي الأشعري هو مذهب المغاربة جميعاً ..كنا نشعر بالفرحة والأمل ..
مازالت شعوبنا تتطلع إلى الوحدة.. الوحدة هي طريقنا إلى القوة والنصر..وما زالت هي الأمل الذي تحلم به شعوبنا ..أين نحن اليوم مما كنا نحلم به من قبل..هكذا كنا نفكر من قبل..هل سنعود إلى ماكنا عليه من أحلام مضيئة ..
كان معنا في الرحلة المؤرخ المغربي الكبير الدكتور عبد الهادى التازي وعميد الفلاسفة الدكتور عزيز الحبابي وزوجته الدكتورة فاطمة الحبابي التي كتبت كتاباً عن هذه الرحلة بعنوان : سفينة الوحدة المغاربية..
انتهت الرحلة وما زالت ذكرياتها باقية ..

( الزيارات : 1٬666 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *