سلوكيات السفه..والعقول القاصرة

 

علمتني الحياة

أنّ سلوكيات السّفه عند الإنسان طبيعية وتتولد من عاملين الشعور بالقوة وصغر النفس وعندما يشعر أصحاب النفوس الصغيرة والعقول القاصرة بالقوة يصابون بالغرور والعظمة ولا يستطيعون السيطرة على هذه المشاعر الداخلية ويعبرون عن ذلك الغرور بسلوكيات السّفه وهي كثيرة وأهمها التكبر والشعور بالاستعلاء والتميّز فإذا كانت القوة ناتجة عن المال اتجه صاحبها إلى حياة الترف والمبالغة في البذخ وبخاصة إذا جاءه المال بعد فقر فإنّه يبالغ في مظاهر البذخ في مظهره وملابسه وحفلاته وفي سكنه ليُشعر الآخرين بما يملك ,وإذا كانت القوة ناتجة عن السلطة فإنّه يحرص على إظهار قوته في تعامله مع الآخرين وقد يعتدي على حقوق الجيران والأصدقاء بالتطاول عليهم في أسلوب حديثه وقد يمنعهم من بعض الحقوق التي يملكونها أذا شعر أنها تضرّ به وقد يغتصب حقاً من حقوقهم ولا أحد يجرؤ على التصدي له وقد تكون القوة ناتجة عن زعامة شعبية وقوة الأنصار أو قوة بدنية واستعداد للاعتداء على الآخرين وهذه القوة تدفع النفس إلى الطغيان وظلم الآخرين ممن هم أضعف منه ، ولا يظهر سفه الأقوياء إلا مع الضعفاء ، وهم يخشون ممن هو أقوى منهم ويتقرّبون إليه ، وكلّ قويّ هو ضعيف بالنسبة لمن هو أقوى منه …

وسلوكيات السفه قسمان ، منها ما يقتصر أثرها على صاحبها مثل مظاهر الترف وسلوكيات الغرور ومنها ما يتعدى أثرها على صاحبها وتلحق ضرراً بالمجتمع وبحقوق الآخرين ولا يتوقف هذا السلوك إلا بالردع والقوة ، وأنواع الردع ثلاثة : الردع الديني والأخلاقيّ ، وقلة من هؤلاء يدفعهم الخوف من الله إلى عدم ظلم الآخرين والالتزام بالقيم الأخلاقية ، وقلّة من هؤلاء يحسن سلوكهم ويزداد احترامهم للآخرين .

وأما الردع الثاني فهو الردع الاجتماعي وهو رفض المجتمع لهذه الظاهرة ، ومقاومة كلّ مظاهر الفساد بالإدانة وعدم الرّضوح لكلّ سلوكيّة خاطئة ، وهذه تحتاج إلى مجتمع نظيف مؤمن يقيم الحريّة والعدالة أما المجتمعات الجاهلة فإنها ترضخ وتنافق وتقر هذا السّفه السلوكي وترفع من شأن أصحابه ..وهناك الردع القانوني الذي يمنع كلّ قويّ من الاعتداء وتجاوز سلطته باسم القانون وبحكم القضاء وهذا يحتاج إلى مجتمع قويّ وقضاءٍ عادلٍ ، وسلطة تؤمن بقوة العدالة وحريّة المواطن ….

( الزيارات : 915 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *