عدالة السماء

كلمات مضيئة..عدالة السماء

ما اشد قبضة العدالة عندما تمسك باعناق من ارتكب جريمة , العدالة تذل كل كبير وتوقظ كل حالم بالمجد وتعيده كما كان , عدالة الله لا تستثنى احدا , من اغتر بنفسه واستكبر وعلا فى الارض واكثر فيها الفساد فلا بد ان يمتحن بما استكبر به من سلطة او مال , عدالة الله فى الارض آتية وغالبة وآتية  , تاملت كثيرا في احداث التاريخ ورأيت عجبا , وتاملت فيما فى الحياة وادركت ان الله غالب على امره وان عدالته حق لا ريب فيه , لا احد من الخلق خارج اسوار العدالة الالهية  , مهما استكبر الطغاة فالله اكبر وعدالته حق ورحمته بالمستضعفين والمظلومين لا يوقفها عصيان العاصين ولاذنوب المذنبين , ما اكثر ما نراه من احداث ومفاجآت نرى فيها حكمة الله وعظمة تدبيره , الحياة هي المدرسة التى نتعلم منها ما يشعرنا بان الله تعالى يختار لعباده  ماهو مقدر عليهم , ويلهمهم ما يريده لهم , طغاة الارض لن يكبروا فى الارض ولو كبروا , عندما يريد الله شيئا يهيئ اسبابه ويشرح القلوب له, تفتح ابواب وتغلق اخرى , وتنشرح قلوب وتنقبض قلوب , وتشتد العواصف , وعندما يطلع الفجر يكتشف الانسان ان ماكان لم يعد كما كان , لم تعد باسقات الاشجار متعالية متحدية , عواصف القمة لاتعرف الرحمة , اذا اشتدت اسقطت , الكبير يصبح صغيرا , هذه هي الحياة وهذه هي حكمة التدبير , فالله تعالى اذا اراد شيئا هيأ القلوب له وسخر كل شيء لكي يكون ما اراده الله , اقول هذا واناتع حدثا نعيشه , ويشغل العالم كله , كيف يمكن ان تنقبض القلوب  فجاة عمن كانت تحبه , وكيف تغلق الابواب التى كانت مفتوحة ويصد عنها من كانت له فرحة به ومرحبة , خطيئة صغيرة كان يمكنها ان تمر سريعا كسحابة عابرة , وكبرت وتضخمت حتى اصبحت قضية العصر والزمان , كل ثروات الارض لا ترد قدرا , ما اراده الله سيكون , لعلها دعوة مظلوم او مستضعف  كانت مستجابة فاصابت مقتلا, ما اشد جهل الانسان بنفسه وما اكثر غفلته عن ربه , المظلومون فى  كل مكان لهم مكانة عند ربهم ولا يرد لهم طلبا , تلك هي  الحكمة التى نحتاج اليها لكيلا نغتر بمانحن فيه ففى مملكة الله لا احد يعلو ويكبر على خلق الله , فالله هو اكبر , ولا احد يعلو عن مرتبة عبديته , ما اراده الله هو الذى سيكون في النهاية , تلك هي عدالة السماء التى لا تخلف وعدها , متى نتعلم الانسان الا يظلم احدا من خلق الله , الله اعلم بهم وارحم , ولاتخفى عليه خافية ..

 

( الزيارات : 902 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *