عندما نتأمل فسوف نفهم

كلمات مضيئة.. عندما نتأمل فسوف نفهم.

منذ طفولتى الاولى كنت احاول ان افهم كل شيء اراه امامى , هناك ماكنت افهمه بسهولة , وهناك ماكان يستعصى علي فهمه , كنت ابحث عن الحق الذى يترجح لى انه الحق , ليس بالضرورة ان يكون هو الحق بالنسبة لكل الاخرين , كل مكلف من حقه ان يبحث عما كلف به , ليس فى وسع الانسان ان يدعى انه هو الوحيد الذى يدرك الحق , لكل مكلف رؤيته الخاصة به , لا احد يكلف بمالا طاقة له عليه , كنت اؤمن بالانسان بكل ما يملكه من قدرات وامكانات , لكل فرد كماله الخاص به , ولا احد يكلف بمالا طاقة له عليه , لا يمكن لاحد ان يلغي ذاته فلا عذر له فى ذلك , قدرات العقول ليست واحدة , والقلوب ليست واحدة , لا يمكن لاحد ان يدعى ان ما يراه هو نفس الشيء الذى يراه الاخر , مازلنا ندرك القليل وتخفى علينا اشياء كثيرة , لست على يقين ان الانسان يختار الافضل , ولا انه يحسن اختيار الافضل , لست على يقين بان العقل يقود صاحبه الى ما فيه الخير له , كنت اجد ان الاذكياء يفعلون مالا يفعله الاغبياء والقاصرين , العقول قاصرة لانها خاضعة لانفعالات الغريزة , الانسان يحتاج الى الدين لكي يكون اقل عدوانية وانانية , عندما يخاف الانسان من الله يحاول ان يمسك نفسه فيقل تجاوزه , مهمة الدين ان يرسم للانسان منهج الاستقامة لكي يلتزم ولو جزئيا به , عندما تغيب العقوبة الدنيوية وبخاصة بالنسبة لمن يملكون القوة التى تحميهم من العقوبة فلا بد من العقوبة الاخروية وقلما يخافون منها , طغاة الارض لا يخافون وقلما يتراجعون عن ظلم يملكون اسبابه , الدين يستمد من نصوصه ولا يستمد من التاريخ الذى عبثت الاجيال المتعاقبة  بمفاهيمه  ومقاصده , ماكان ظلما فلا يقره الدين ولو قال به رجاله والمنتسبون اليه ,جهد العقول يعبر عن  قيم المجتمعات السائدة , لان العقول هي وليدة مجتمعها ولا يمكن ان تفكر الا فيما تراه , الايمان بالله والعمل الصالح , ما اخل بفكرة الايمان بالله من العقائد والمفاهيم والاعراف فلا يعتد به , مالا يحقق هدفا من اهداف الدين فليس من الدين , وماليس صالحا من اعمال الانسان فلا ينسب الى الدين , معظم الاعراف تحقق اهدافها الاجتماعية وهي تخضع لمعيار الخير والشر وما هو نافع وما هو ضار , كل الانظمة والاعراف تخضع لمعيار المصالح والمفاسد , وعندما تتخلف المجتمعات تتجاهل الاصول وتشغلها الفروع , ويشتد بأسها فيما بينها على المصالح الدنيوية , وعندما يشتد الظلام يظن الجاهلون  انهم بامور الدين هم العالمون , لا اجد فيما نحن فيه اننا على الحق فيما ندعيه , نحن ابعد الناس عن الدين واجهلهم بحقيقة الدين , الدين خلق وادب واستقامة ومحبة ورحمة , وما تجاوز ذلك فهو منافسات على الدنيا باسم الدين , كل الخلق سواء لانهم خلق الله ورحمة الله واسعة بكل عباده , والتغالب فى الحياة حق  ولكل جهده فيما عمل من غير ظلم ولا تجاوز , من كبر بجهد غيره فقد ظلم , ومن اتسعت ثروته بجهد مجتمعه فالمجتمع شريك فيما اسهم فيه , التكافل الانسانى واجب دينى واخلاقى وهو منهج عاقل وعادل للتعايش , الاقوياء يحملون الضعفاء , والاغنياء يتكفلون بالفقراء والاصحاء يساعدون المرضى والعجزة , ما هو واجب فى الاسرة الصغيرة هو نفسه ما يجب فى الاسرة الكونية الكبيرة , الاتجار بالسلاح وانتاجه هو اكبر جريمة بحق الانسانية , والحروب جريمة انسانية مهما كانت اسبابها  , وطغيان الكبار على الصغار جريمة  , والظلم والفقر  والتمييز والاستبداد  والاحتكار كلها جرائم ,عندما يكبر المال ويسيطر من خلال المؤسسات التجارية والصناعية الكبيرة يشتد الاستغلال وتعم البطالة ويحتكر اصحاب الاموال ما هو ضرورى لحياة المستضعفين فان الفقر يزداد وخطره يتفاقم , ويدافع المستضعفون عن اسباب حياتهم ويزداد غضبهم ويكونون بذلك اكثر توترا وانفعالا واستعدادا لمقاومة ظالميهم .. كنت اتامل في كل ما اراه , واحاول ان افهم ذلك , كنت التمس العذر لكل المستضعفين فيما يفعلون , كنت اريد فهما اكثر واقعية لمعنى الدين , المفاهيم التراثية لم تكن تقنعنى , احيانا كنت اكتب شيئا واقول لنفسي لست مقتنعا بما كنت اكتبه , كنت اريد ان نمشى ولا نلتفت الى الوراء فالطريق امامنا وهو الذى يجب ان نوجه اهتمامنا اليه لئلا نتعثر  فى خطواتنا ..

( الزيارات : 577 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *