غاية الفكر ان يقودنا الى الخيرات

كلمات مضيئة..غاية الفكر ان يقودنا الى محبة الخيرات

اهم قضية شغلت اهتمام الفلاسفة والمفكرين هي قضية الدين , والدين يعنى الايمان بالوحي والنبوة والنصوص المقدسة , تلك قضايا اساسية ولا تقبل التشكيك فيها , الدين يعنى الايمان باصوله وثوابته الايمانية والروحية كما جاءت عن طريق النبوة , وهذه قضايا تصل الى المكلفين بها عن طريق الوحي  والنبوة , وكل من يتجاهل ذلك فقد انحرف عن  المنهج الذي يجب التوافق عليه من البداية , عندما نتكلم عن الخطاب الالهي فهذا يعنى وجود مخاطب به وهو الانسان , الانسان اذا كان كامل الاهلية فهو المخاطب , المخاطب هو الانسان بكل ما يملك من قدرات على الفهم , كل الانسان هو المخاطب بكل ما فيه , لا يهمنا كيف يكون قبول الايمان بالعقل اوبالقلب اوبالفطرة اوبالمشاعر , كل ذلك هو الانسان , كيف يمكن للعقل او للقلب ان يفهم فهذا امر لا يمكن ادراكه بعقولنا , الانسان ليس واحدا وهو وليد مجتمعه والمؤثرات الى اسهمت فى تكوين وعيه  الذاتى سواء كانت مؤثرات تربوية او مؤثرات اقتصادية او سياسية , هناك  من يفهم الخطاب بعقله متأثرا بما يحيط به والاخر يفهمه بقلبه وهناك من ينفعل به لانه يرى فيه قداسته وهذا حق له , وكل من وصل اليه الخطاب انفعل به بطريقته الخاصة التى تلائم تكوينه , التعبير عن المشاعر الايمانية ليست واحدة وتختلف اختلافا واضحا والكل على حق فيما يشعرون به , ولا يمكننا ان نفرض على كل المخاطبين ان يفهموه بطريقة واحدة , القوة الروحانية الكامنة قد تظهر اثارها على الانسان بطريقة مختلفة ولكل خصوصيته الذاتية , والكل يبحث عن الكمال الذى ينشده كما يراه , التطلع الى الكمال ليس واحدا , هناك من يجد كماله فى افعال الخير وعمل الفضيلة وهناك من يرى كماله وسعادته  فى اللذة المادية , وهناك من يرى كماله فى تحقيق منافعه ومصالحه , مهمة الدين انه يرتقى بكمالنا الى الكمال الحقيقى الذى يتمثل فى افعال الخير , مهمة الدين ان ينمى هذا الشعور الداخلى لكي يكون الانسان اقرب الى الكمال الذى يتمثل فى عمل الخيرات , تلك هي الخصوصية الايمانية , وما تجاوزها من العلوم والمعارف فهو من جهد العقول , وهو متجدد ومتغير ومتاثر بمجتمعه ولا يقين فيه , وهذا ما يجب على العقل ان يهتم به من منطلق التوابت الايمانية , كل ما ارتبط بالوحي فهو مقدس  لانه من الله , ولا يمكن التشكيك بقدسيته من حق العلماء ان يفسروا ذلك النص وان يحتفظوا بقدسيته فهو ليس كبقية النصوص التى تخضع لدراستها من خلال زمانها ولا تتجاوزه , ماكان من جهد العقول فيمكنه ان يخضع لمعايير الفهم والاستدلال , ماكان من الله فلا يمكن العبث به الابما يقود اليه اللفظ عن طريق التاويل التى يقره اهل الاختصاص من العلماء  , منهج العلوم منهج البحث عن الحقيقة , لا يمكن للنص ان يدل على غير ما اريد به ومن حق المفسر ان يبحث عن مقاصده المرادة التى تحقق مصالح اجتماعية واهداف ايمانية , المنهج النقدى يساعدنا على اكتشاف الحقيقة ولو بطريقة نسبية , كل جهد انسانى يلبى حاجة مجتمعه فى لحظة ما ويجب اكباره فيما اسهم فيه ولا يعنى التوقف عنده والتردد فى تجاوزه , ويحتفظ لنفسه بما اسهم فيه , ومن حق كل جيل ومجتمع ان يضيف ما يراه ملائما , وهكذا تتجدد اللبنات لكي يمتد الجدار ويعلو , وتجب الثقة بالعقل وبالعلم معا , وان نلتزم باخلاقية الحوار , الصادقون لا يلتفتون الى الوراء ابدا لانهم يبحثون عن ضالتخم وهي الحق , فلماذا ذلك الخلاف الذى اساء لمكانة العلماء فى مجتمعهم , جهد العقول يجب ان يقودنا الى محبة الفضيلة والعمل الخير والذى يشتد نفعه  لكل الاخرين ممن يحتاجون اليه , تعالوا نلتمس العذر لكل المناهج فيما ترجح لهم انه الصواب , كل ما قادنا الى الفضيلة والكمال من الافكار الانسانية فيجب احترامه والاستفادة منه ..

( الزيارات : 905 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *