قراءة القرآن

كلمات مضيئة..قراءة القرآن

 

اجمل لحظة فى حياتى  هي التى انصت فيها لقارئ يقرأ القرآن , كنت استمتع بالسماع وافهم اكثر و كنت اشعر كأنه يخاطبنى و وانا المعنى به , كان ذلك يشعرنى بعظمة الخطاب القرآنى , وكنت استحضر كيف كان الصحابة ينصتون اليه , كنت اجد فيه الاعجار بكل دلالاته ومعانيه , لا شيء يفسر لك القرآن كالقرآن نفسه ولا شيء يشرح لك ما يريده القرآن كالقرآن , عندما اقرأ كتابا فى التفسير اجد نفسي قد ابتعدت عن القرآن , ما ابعد كتب التفسير عن ادراك ما يريده القرآن , لم يكن يعجبنى ذلك التغنى بالقرآن , القرآن لا يحتاج الى تفسير او توضيح , القرآن كل لا يتجزأ , هناك ترابط وتكامل بين الايات , لو قرأ المسلمون القرآن لفهموا ما يريده الله من عباده , ما فى الكتب ليس هو ما يريده القرآن , قراءة القرآن يحتاج الى تدبر وحسن فهم , قراءة اية مع التدبر  افضل من قراءة سورة , ليس المهم ان نقرأ اكثر وانما ان نفهم اكثر , لا اجد فضيلة فيمن يقرأ ختمة فى كل ليلة ولا يتدبر فيما يقرأ, الاسلام يؤخذ من كل القرآن , افضل بيان واصدقه هو البيان النبوى , وما عداه فهو جهد العقول ويعبر عن اجتهادات لاصحابها , يستأنس بها ولا يحتج , وهي مؤشرات وليست ادلة , التوغل فى المعانى والدلالات ينسب لاهله , ولا يضاف الى القرآن ماليس منه من المعانى , جهد العقول لا يتجاوز اصحابه و يرتقى وينحدر , عندما نفهم سبب النزول نفهم المراد , وفهم المراد يتجدد ولا يتوقف ,  ولكل فهمه الخاص به , ولا يتجاوزه , ومن حق كل مخاطب ان يفهم ما خوطب به , والقرآن واضح الدلالة على ما يريد , القرآن واحد وهو خطاب الله الذي لا يأتيه الباطل ,  والمخاطب به هو الانسان , بما يملكه من ادوات الفهم , والانسان متجدد , وخطاب الله لغبادة متجدد , لكل عصر ولكل مجتمع , ومن حق المخاطب ب هان يتجدد فهمه له فى كل يوم بل فى كل لحظة , بما يترجح له انه الحق , المخاطب يملك ادوات الفهم بعقله وبقلبه وبفطرته , ولا احد اولى بالحق من احد , قد يفهم الامي الجاهل فى لحظة صفاء مالا يفهمه اعقل العقلاء واعلم العلماء , ازيحوا ستار التقليد والتعصب والجهل ودعوا نور القرآن يسرى فى القلوب الصافية فيلهمها الهداية والرشاد , لا احد اولى بالحق من احد , ولاوصاية على الانسان فيما يترجح له انه الحق , رسالة الدين ان يحرر الانسان من العبودية والتبعية والجهل والتقليد , ومالا يحقق ذلك فليس من الدين , لا وصاية على العقول فيما ترجح لها انه الحق , ولا قوامة على الانسان فيما كان من امره , الوصاية والقوامة على القاصرين , فمن بلغ رشده فهو مخاطب ومؤتمن ومسؤول , الطريق الى الله معبد وميسر لكل الخلق , تلك مملكة الله وكل خلقه يستحقون رحمته وغفرانه ولو كانوا مذنبين وعاصين , لا وساطة ولا شفاعة ولا احد اقرب الى الله من احد الا بعمله الصالح , والله ارحم بعباده المذنبين من كل الشفعاء ولو كانوا من الصالحين , من ادعى انه اقرب الى الله من الاخرين اساء الادب وكان من الغافلين , كل الطرق التى تقود الى الله سالكة ومن سار فيها صادقا  لا يرد عنها , وافضل الطرق هي الطريقة التى  سار عليها النبي صلى الله عليه وسلم , ومن اختار طريقة اخرى فيكفيه جهلا وغفلة انه انتسب لطريقة اخرى لا يعرف مقامها عن الله , لو صدق اهلها لاختاروا منهج الاتباع لما هو فى السيرة النبوية و ولم يتجاوزوها لغيرها وكانوا بذلك من المحجوبين عن منهج النبوة , من كان صادق اللهجة فلا يعنيه ان يبتعد  عن منهج  النبوة وينفرد بمنهج ينسب اليه , الصالحون المتقون من اهل الزهد والورع لا يعنيهم امر الدنيا لانهم زاهدون فيها , هؤلاء اقرب الى الله , اما من اراد الدنيا وانشغل قلبه بها فان من الطبيعى ان يحرص عليها وان يغالب كل الاخرين وان ينافسهم فيما هم فيه , تعالوا نجدد فهمنا لرسالة الدين وان نكون اكثر قربا من مقاصده , وان نتامل فى كثير من مفاهيمه لكي نصحح ما نحن فيه , ما نحن فيه ليس هو الدين , من علامة القرب من الله ان تنبت الزهور فى حدائقنا الداخلية فتكون قلوبنا اكثر سعة ورحمة ومحبة لجميع الخلق  , هذه هي رسالة الدين .

( الزيارات : 499 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *