مشاركات حول “مؤتمر جنيف 2”

مشاركات حول “مؤتمر جنيف 2

جنيف

هل انتهى مؤتمر جنيف 2
تابعت باهتمام افتتاح جنيف 2, كلمات وآمال وتمنيات ..
الكل متفق على أن ما يجرى في سوريا هو جريمة بكل المعايير , والكل متعاطف مع آمال الشعب الاعزل المقهور والمظلوم , بكاء بغير دموع ووصف جميل لما يجرى في سوريا من مآس وأحزان..
نتيجة واحدة خرجت بها بعد متابعتي لكلمات المشاركين في المؤتمر أن المؤتمر قد انتهى قبل أن يبتدئ , وأن رحلة العودة قريبة وأن هذا الطريق لن يؤدي إلى المحطة النهائية..
أمران لفتا انتباهي في الكلمات وأشعراني باليأس وأن الطريق طويلة وليست موصلة ولا مجدية …
.الأمر الاول : أن غاية المؤتمر هو الحوار حول إنشاء حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تمثل كل أطياف الشعب السورى وهذا ما اتفقت عليه جنيف الأولى وأقره مجلس الأمن والعالم كله , وهو أمر لاخلاف فيه , وبمقتضى هذا القرار ستكون الحكومة الانتقالية هي صاحبة القرار في كل شيء ولا مكان لأية سلطة أخرى معها ..القرار واضح ولا يحتاج إلى تفسير ..لا سلطان لأحد على أي قرار لهذه الحكومة ..إذا كان النظام مستمراً برموزه وهياكله فلا مبرر لهذه الحكومة ..ولا مبرر لمؤتمر جنيف..
الأمر الثاني : كل قرارات جنيف ستعرض على استفتاء شعبي فإذا رفضه الشعب فلا قيمة له , والنظام قادر وخبير على أن يتحكم في نتائج الاستفتاء وأن يعلنها قبل الإستفتاء , فما يريده يكون ومالا يريده لا يكون..ما قيمة قرارات جنيف إذا كانت غيرملزمة ؟!…الإستفتاء يمكنه أن يكون صحيحاً في ظل الحكومة الانتقالية كاملة الصلاحيات لا في ظل الحكومة الحالية وهي كاملة الصلاحيات أيضاً وبسلطات مطلقة مطلقة….من سيقول لا لسلطة تملك القدرة على أن تخيف من يعارض أي قرار من قراراتها ..
انتهت مباراة جنيف بالضربة القاضية فلا مبرر لتضييع الوقت في حوارات غير مجدية وغير قابلة للتنفيذ..
لا بد من البحث عن اسلوب اخر غير جنيف وعواطف المشاركين فى جنيف ..كلمتى اوجهها لاهل جنيف ولكل من ستابع اخبار جنيف ..

جنيف قادم

ليس مهما أن تذهبوا إلى جنيف أولا تذهبوا ..
المهم جداً أن تذهبوا متحدين أوتقاطعوا متحدين ..لو اتفقتم على أي قرار فافعلوه ولكن لا تختلفوا فيما بينكم ،لا قضية لمن لا يعرف قضيته ، ولا كلمة لمن لا يحسن التعبير عنها ، ولا حق لمن لا يعرف طريقه إلى حقه ..كونوا أنتم أصحاب القضية ولا تكونوا أنتم مطية لغيركم ، اتفقوا على قرار خاطئ فهو أفضل من ألا تتفقوا أبداً ..لا تكونوا مجرد شهود في قضية تعنيكم أنتم ، وأنتم أصحابها ،عبروا عن إرادة شعبكم الأعزل المستذل ولا تكونوا غائبين وإن حضرتم ،ولا تكونوا غائبين وإن غبتم ، فقضيتكم لن تكون غائبة عن جنيف فما اجتمع المجتمعون إلا لكي يأخذ كل فريق منهم حصته من تضحياتكم ، ومن دماء شهدائكم ..
في النهاية ستحضرون جنيف 2 ولا خيار لكم في ذلك ، ولو تظاهرتم بغير ذلك ، لا خيار لكم إلا أن تفعلوا ما يطلب منكم ، فلا تفرطوا فيما أنتم مؤتمنون عليه ، لن تأخذوا أكثر مما هو مقرر لكم ، المهم ألا تعطوا شرعية قانونية لواقع غير عادل ، فما قبلتم به اليوم في جنيف فلن تستطيعوا استرداده أبداً ولو بعد أجيال ..

ماذا ننتظر من جنيف2


منذ مؤتمر جنيف الأول وأنا أتابع ما يجري من إعداد لجنيف الثاني , والعالم كله مشغول به مابين متفائل به ومتشائم , والمتشائمون أكثر عدداً , وشعبنا الأعزل الذي يدفع الثمن في كل يوم من دماء أبنائه ومعاناة الملايين من شعب سوريا المهددين والمشردين , وإنني أفهم جيداً أسباب الإنقسام الذي وقع بين قيادات المعارضة والائتلاف حول المشاركة أو المقاطعة , لا شيء من المؤشرات الإيجابية حتى الآن , ولا شيء من البواعث والنوايا الحسنة يدعو للتفاؤل , ما نخشى منه أن يكون مؤتمر جنيف مطية لإعطاء شرعية جديدة لواقع يتوافق الجميع عليه يحمي مصالح جميع الأطراف المتصارعة ويغيب فيه شعب سوريا الذي تمادت جميع الأطراف في إذلاله وتجاهلت إرادته وشهداءه , وأرادت أن يدفع شعبنا الأعزل ثمن مصالح خارجية لكل الأطراف , سوريا اليوم تدفع ثمن غيابها الطويل عن الدفاع عن قرارها الوطني وانقسامها الداخلي , شعبنا اليوم مشغول بمعاناته في الداخل والخارج ولا يجد أحداً يثق به لكي يدافع عن حقوقه , التاريخ سيكتب الكثير عن سوريا التي أرادوا اغتيالها وتدميرها لكي يحققوا أهدافاً لا علاقة لها بشعب سوريا وتركوا شعبنا يواجه مصيره على يد نظام مستبد أحكم قبضته على رقاب شعبنا واستخدم أسوأ أنواع العنف والقتل متحالفاً بذلك مع دول ذات أهداف ومصالح للسيطرة على هذه المنطقة ولو أدى ذلك إلى دمار سوريا..
ما يخشى منه أن تكون جنيف 2 بداية لواقع جديد لا يحقق طموحات شعبنا ويتجاهل كل طموحاته وتضحياته وشهدائه ..
ما أسوأ ما فعله الغدر بسوريا وما أقسى الثمن الذي دفعه شعبنا الأعزل لحماية مصالح الآخرين ..الكل سيربح في جنيف وسوف يأخذ حظاً من سوريا ما عدا شعبنا فلا أرى في الأفق ما يبشرنا بفجر جديد ..إنني أخشى من خديعة جديدة يخفيها لقاء جنيف لإقرار واقع خاطئ ظالم تحميه إرادة دولية وشرعية أممية تعتمد على مبررات واقعية تسعى بعض الأطراف على ترسيخها من خلال صراعات مفتعلة لإضعاف شعبنا في الداخل واستنزافه لكي يكون مستعداً لقبول واقعه الجديد الذى يراد به استرضاء الأطراف الدولية المتصارعة ..
الرهان على أمريكا والغرب رهان منذ البداية خاطئ , وقد انتهت مهمة أمريكا بعد السيطرة على السلاح الكيماوي وترويض إيران وإيقاف طموحها النووي ..
لم تنته المعركة بعد..ما زالت إيران تنتظر المكافأة الموعودة بها ..المهم ألاتكون جنيف هي تلك المكافاة ..وألايكون شعبنا الأعزل هو الثمن للتسويات الأخيرة والترضيات الحتمية المتوقعة ..

قرارات مؤتمر جنيف2 المتوقعة

كل الدلائل الظاهرة والقرائن المعبرة تدل على ألاشيء غير منتظر ومتوقع سيكون في جنيف 2..
حكومة انتقالية بصلاحيات منقوصة..تسويات ظاهرية لا تغير شيئاً مما هو موجود..ترضيات قد تكون مفرحة وغير مفيدة ..قسمة لن تكون عادلة ومجدية..هدايا ثمينة ستعود بها روسيا وإيران أن تكون كل منهما شريكاً أصيلاً في شؤون المنطقة ..تغييرات في الملامح الخارجية مع الإبقاء على الثوابت والدعائم ..إنتاج واقع جديد يرضي ولا يغني ..يبدل ولا يغير..الغرب كله سيعود بما طلبه وأراده لحماية مصالحه الإستراتيجية ..الكبار سيتقاسمون الكعكة ويتذوقون حلاوتها..واقع جديد ليس هو الأول وليس هو نقيضه..اعتذار لشعب سوريا عن تضحياته لحماية المنطقة كلها , ووعد بالمساعدات الإنسانية لتخفيف المعاناة , وشكر لشهداء سوريا لأنهم بدمائهم الذكية أنقذوا جميع الأطراف من أخطار مواجهات مدمرة..
سوريا الجندي المجهول الذي اغتالوه ودمروه وخربوه لكي يجلس الجميع على مائدة الحوار المريحة في قاعة مكيفة لتوزيع الأدوار بين دول المنطقة بعيداً عن المواجهات والتحديات والأسلحة الكيماوية والنووية..

بعد غد سيكون اللقاء في جنيف ..
ما يتم الإتفاق عليه سيكون ملزماً وتحميه شرعية دولية ..
لا ينبغي أن نضع آمالاً كبيرة ولا صغيرة على جنيف ..
المهم ألا نخسر في جنيف ما نملكه الآن وألا نفقد الأمل ونستسلم لليأس ..
المهم أن نكون جميعاً مع الوفد الذي يمثل مطالب شعب سوريا بغض النظر عن أفراده ..إياكم أن تختلفوا في جنيف أو يكيد بعضكم للبعض الآخر أو تتنافسوا على الرئاسة أو تساوموا على الثوابت أو تتخلوا عن شعبكم في محنته أو تراعوا مصلحة لأي طرف على حساب شعبكم ، افعلوا ما تمليه عليه ضمائركم الوطنية ولا تنصتوا لأية إملاءات خارجية ليست في مصلحة شعبكم ،ولا تثقوا بمن يريد توريطكم بمالا مصلحة لشعبكم به من المزايدات التي تسهم في مزيد من الدماء والخراب .. كونوا مع كل من يريد خير سوريا وكرامة شعبها ، تمسكوا بمطالبكم العادلة ،وأحسنوا الكلام في التعبير عن إرادة شعبكم وأقنعوا العالم بعدالة مطالبكم ورقي أسلوبكم فى التعبير وأخلاقية مطالبكم 
واتقوا الله فيما تفعلون ، واعتمدوا عليه ، وادعوه مخلصين أن يشرح القلوب لحماية شعبكم والتعاطف مع مطالبه العادلة والمشروعة ..

الطريق إلى جنيف غداً

إذا اعتقدتم أيها الذاهبون إلى جنيف غداً أنكم ستنتصرون بقوتكم الذاتية فأنتم واهمون , وإذا اعتقدتم أنكم أقوياء بمن يقف إلى جانبكم من الدول والأنصار والمشجعين والمصفقين فأنتم مخطؤون ..كل ما تتوهمون في أنفسكم وفيمن أمسكوا بقضيتكم من أسباب القوة فلا قيمة له ولا أهمية.
سلاحكم الأهم والأمضى والأقوى هو إيمانكم بعدالة قضيتكم وعدالة مطالبكم , إذا كنتم صادقين مع الله في بواعثكم ومقاصدكم وملتزمين وغير ظالمين ولا متجاوزين فسوف تكون كلمتكم في المؤتمر مؤثرة وفاعلة ومحركة القلوب لكي تتعاطف معكم , فكلمة الحق عالية عندما تنطلق من الحناجرالمؤمنة بالحق تهتز القلوب لها وترددها الملائكة في الكون كله داعية لنصرتكم احملوا معكم إلى جنيف غداً سجلاً نظيفاً من كل المظالم التي حرمها الله على عباده , وعاهدوا شعبكم أن تدافعوا عن قضاياه وحرياته وحقوقه وألا تستفزوه بمشاعره وألا تذلوه بتجاوزاتكم عليه لكي يتجه بكل طاقته إلى الله تعالى داعياً لكم برعاية الله لجهدكم أن يشرح الله القلوب لما تقولون ولما تطالبون..

الإصبع الطويلة


ليس مهماً من يمثل الشعب السوري في مفاوضات جنيف ..
المهم أن يكون الشعب السوري موجوداً في جنيف بصوته الجهوري الهادر الذي يزلزل القلوب وبإرادته الصلبة التي لا تضعف ولا تساوم ولا تستسلم ..
من يمثل سوريا يكفيه أن يملك إصبعاً طويلة تتجه كل الأعين إليها إذا رفعها في مؤتمر جنيف معترضاً على قرار تحرك عشرة ملايين سوري بحركة إصبعه ، بالتأييد أو الإنكار ، واذا غضب غضبت كل سوريا لغضبه ، وإذا انسحب من المؤتمر فشل المؤتمر وتوقف لانسحابه ..
هذا هو المؤتمر الذي ننتظره ، وهذا هو القائد الذي ينصت العالم له ، وهذه هي القضية التي لا بد إلا أن ينتصر في النهاية ..لا أهمية لمؤتمر لا مقعد لشعب سوريا فيه ..
هذا ما ينطق به التاريخ ،وهذا ما تعلمنا إياه الأيام.

( الزيارات : 1٬877 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *