كلمة ناصحة تنير لك الطريق..

ذاكرة الايام..كلمة ناصحة تنير لك الطريق..

لسنا دائما مستعدين لما يجب علينا القيام به , احيانا نريد ان نفعل شيئا ولا يمكننا ان نفعله , واحيانا تخطر ببالنا فكرة ولا نستطيع ان نعبر عنها , كنت اتتبع هذه الظاهرة فى حياتنا ولا اجد لها تفسيرا , ربما وربما , ولا نهاية لما يمكن ان يكون سببا لذلك ..

 كنت اتساءل ولا اجد الجواب ..

ربما.. وربما..

عدت الى الماضى وحاولت ان اجد تفسيرا لذلك ,

 ايام واسابع وشهور..كنت اتوقف ولا اعرف سببا للتوقف ..احيانا ابحث عن سبب مباشر ..قد اجده وفى معظم الاحيان لا اجده ..

احيانا اجد رغبة عارمة ولا حدود لها .. اضيق بالليل اذا نمت فيه , واضيق بالراحة اذا طالت ..

رحلة بلا توقف..

ما اقسى ذلك الزمن الذى يضيع سدى ..

ظننت فى البداية اننى اعانى من مرض او وهن بدنى او خلل فى التكوين او شوق الى الراحة ..

لم يكن ذلك هو السبب ابدا ..

 ضقت ذرعا بما انا فيه ..

كاد ان يصبح الوهم مرضا او سقما ..

ما ازال اذكر اننى التقيت صدفة وعلى غير توقع ولا اعداد برجل لم اكن قد رأيته من قبل .. كنت يومها فى القاهرة  . لم اكن اعرفه..صدفة قادتنى اليه .. ارتحت لملامحه وتوسمت فيه حكمة ورشدا وفهما ونورا  .. استشرته بعد ان انشرح قلبى له ,  وقلت فى نفسي لعله اعرف منى بما انا فيه , وليس من عادتى ان استشير فى امرى احدا , لاننى اعلم من امرى مالا يعلمه غيرى ,

انصت الي طويلا وتاملنى  ثم اطرق برهة ولم يتكلم وظننته اعرض عنى .. وغاب صاحبى وظننت اننى لن القاه  , واخذت اتامل فى ملامح وجهه كما رأيتها  .. لم افهم شيئا..

فى اليوم الثانى رأيته جالسا ينتظر ..

عندما اقبلت عليه تهلل وجهه واشرقت اساريره ..

 لم يكن كما كان بالامس ابدا  ..

جلس امامى وامسك بيدى وقال لى بلهجة حانية محببة

لم اعرض عنك كما ظننت ..ولن اعرض عنك ابدا ..

وسكت  طويلا ثم رفع راسه وقال لى :

ما بك ليس مرضا وما تشكو منه ليس نقصا ,

 انصحك ..

 اذا رأيت الرغبة مقبلة وجامحة  وتلح عليك فاستجب لها ولا تضق بها .. اذا سمعت النداء  فاسمع ذلك النداء ولا تتوقف ..ولا تخش من تعب او نصب مهما ارهقك السير , لا تتوقف .. تلك هي لحظات الاقلاع ..

واذا وجدت نفسك فى حالة من التراخى ووجدت نفسك معرضا ونفورا فدع نفسك على سجيتك كما انت .. انصرف عما وجدت نفسك معرضا عنه ..

غاب الرجل ولم اره بعد ذلك اليوم  ابدا ..

بعد سنوات من ذلك اللقاء اشتدت حاجتى الى ذلك الرجل الحكيم الذى ارتحت لكلماته الرصينة العاقلة ونصائحه التى كنت احتاج اليها فى تلك الفترة من حياتى الاولى ..كانت كلماته منعطفا فى حياتى ..  وكنت فى بدايات الرحلة ..

بعد سنوات زرت القاهرة وكنت احتاج الى ذلك الرجل ..مازالت كلماته كما سمعتها منه , أخذت ابحث عن ذلك الرجل فى الازقة الضيقة وبذلت جهدا وانا اتتبع آثاره . وبعد جهد كبير  اهتديت الى مكانه المنعزل  .. كان بعيدا بعيدا ..

عندما طرقت الباب اطلت من خلف الباب القديم امرأة عجوز لم اتبين ملامحها , كان الظلام شديدا وكان المطر ينهمر بغزارة , شعرت بهيبة المكان فى تلك الليلة الباردة ..توقعت ان اراه كما هو ..

سالتها عن ذلك الرجل كما كنت اذكر اسمه ..

قالت لى :

يبدو انك غريب .. ما الذى جاء بك بعد كل هذه السنين  ..

قلت لها اريد فلانا الرجل الصالح  .. لقد عرفته من قبل ..

قالت لى ..

فلان مات من زمن طويل .. واعلقت الباب .. وانتهى كل شيء..

غادرت المكان وانا حزين ..وعدت من حيث اتيت ..

مازالت كلماته الهادئة فى ذاكرتى ..

تعلمت منه ما كنت احتاج اليه .. وفهمت ماكنت احتاج لسماعه .. لقد ارتحت وشعرت بالسكون  .. لقد كنت مدينا لذلك الرجل الذى سمعت منه ما اسعدنى فى تلك الفترة من حياتى ..

فى كل منعطف سوف تجد من ينتظرك ليفضى اليك بكلمة تحتاجها تنير ليلك المظلم وتعلمك ما انت بحاجة اليه من اسرار الحياة وحكمة الله في التدبير ..

( الزيارات : 926 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *