كيف نفكر ونتعلم من الحياة

ذاكرة الايام.. .كيف نفكر ونتعلم من الحياة  ..

لم يكن يعنينى فيمن كنت التقى بهم من العلماء والمثقين والمفكرين  الذين تعلمت على ايديهم او ممن التقيت بهم فيما بعد من الزملاء فى مختلف التخصصات العلمية  مقدار ما علموه وحفظوه واطلعوا عليه من الكتب ولا مقدار ما كتبوه ونشروه , ذلك امر لم يثر اهتمامى ولم يكن هو المعبار الذى احكم به على هؤلاء ,ما كان يثير اهتمامى  هو اثر ذلك العلم فى افكارهم  وحياتهم واسلوب حياتهم , وهو الثمرة المرجوة من ذلك العلم , والعلم كالغذاء والطعام بالنسبة للانسان , ليس المهم حجم ما ياكل وانما المهم هو اثر ما ياكله على صحته وملامحه , هناك من ياكل كثيرا ومع هذا فان ملامحه تعبر عن شحوب فى اللون وضعف فى البدن , كنت ابحث عن ذلك الاثر فى حياة الفرد او المجتمع , كنت اريد ان اعرف منهجية كل من القاه في فهم  ما اطلع  عليه , كنت اتساءل كيف توصل العالم والكاتب الى ما كتبه , لم اكن احب ان اقلد وكنت اكره ذلك , كنت اريد ان افهم بنفسي , كنت اتساءل لما ذا  نخاف من التعبير  واذا فكرنا فاننا نخفى ما فكرنا فيه وكاننا ارتكبنا اثما وبخاصة اذا كان ما فكرنا فيه يصطدم بواقعنا , كنت اريد ان تعبر افكارى عن قناعاتى , احيانا كان ذلك يولد لى مشكلة , وبعد ذلك فهمت ان كل انسان يدافع عما اعتاد عليه ولا يريد التغيير  , لا احد يرى انه على خطا , الجاهل يعتقد انه على حق وكل الاخرين على باطل , احيانا كان يعترينى الشك فيما ترجح لى انه الحق,  اما الجاهل فهو اشد ايمانا ويقينا بما هو عليه , , كنت التمس العذر لكل المخالفين لى , واقول لنفسي هامسا لعلهم على حق , افكارنا هي وليدة ما فى داخلنا , تجاربنا اليومية هي مصدر ما نفكر فيه , مصالحنا هي المحرك الاهم لكل سلوكنا وافكارنا , مهمة العلم ان يجعلنا اكثر قدرة على فهم الحياة والتحرر من الخوف والتغلب على الجهل واختيار الطريق الذى نراه انه الحق  وما خالف الحق فلا يليق بالانسان ..

( الزيارات : 711 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *