كيف نفكر

كلمات مضيئة .. كيف نفكر

اجمل لحظة في حياتي واكثرها متعة وسعادة هي تلك اللحظات القليلة التي كنت ارقب فيها احفادي الصغار وهم يلعبون ، وكنت أتأملهم . وهم يلعبون بعفوية وتلقائية كشأن كل الاطفال ، لم اجد اكثر صدقا من الاطفال وهم يتدافعون. بمحبة ومن غير عنف للاستبلاء علي ما يطمعون فيه ويرون انهم الاحق به ، ولذلك هم سعداء بماهم فيه ، ، كانوا بالنسبة لي هم المدرسة التي كنت اتعلم منها دروس الحياة وطبيعة الانسان ، اهتماماتهم واقعية. وقضاياهم. تعبرعن حاجاتهم.  ، يغضبون ولا يحقدون ويطمعون ولا يظلمون ، وسرعان ما تجمعهم الحياة والصحبة المشتركة ،. عقولهم تحركها غرائزهم الفطرية بحثا عن اسباب كمالهم البدني والنفسي ، كنت اتأمل كل ذلك. واستمد منه. الكثير مما أحتاج اليه ،. وكنت اكتشف كيف تتولد الافكار. من خلال تلك المشاهد والمواقف التي تعبر عن الحياة  ، وكنت ابحث عن  الجواب عن ذلك التساؤل الذي كنت اطرحه علي نفسي عن كيفية ولادة الافكار في داخلنا لاول مرة. وكيف تكبر الي ان تصبح قناعات.فكرية  تتحكم في سلوكنا ، افكارنا هي نحن وهي نتاج ما نحن فيه ، اذا رأيتم. الخير فسوف نجد مصدره في فطرتنا الصافية ، واذا رأيتم الشر فابحثوا عنه في تلك الحدائق الخلفية التي تتراكم فيها.كل ما نريد اخفاءه من الذكريات مما نخجل منه او نتألم اونحزن ، أفكارنا هي المرآة. التي تخرج لنا ما هو في داخلنا من العواطف والانفعالات علي شكل افكار نعبر عنها. او نكتبها ، عقولنا ليست هي التي تنتج تلك الافكار ، وانما تلك المشاهدات اليومية والتجارب المتجددة ، مصدر افكارنا هي الحياة نفسها. كما هي عليه ، وتتجدد باستمرار. من خلال الحياة ، مهمة العقل ان ينظم تلك الانفعالات. ويخرجها علي شكل افكار منسجمة. ، وعندما تضطرب الانفعالات في داخلنا نجد اثر ذلك في افكارنا علي شكل تناقضات متصادمة مفككة لا يجمعها جامع. منطقي ولا اسرة. ذات انتماء وهوية ، لا شيئ مما يمر بنا لا يترك اثرا في شخصيتا وافكارنا. ، الذاكرة. هي التي تمدنا بما نحتاج اليه من الخبرات. ،المستمدة. من الحياة نفسها . مما عشناه او مما شاهدناه ، كنت ابحث عن جذور كل فكرة في داخلي. من خلال. حدث ما او مشهد ترك اثره في نفسنا  ، المنعطفات الكبيرة هي ثمرة لانفعالات ناتجة عن محن وآلام ، ومشاعر عميقة ، وكل هذا يقودنا الي معرفة. كيفية التوصل الي الافكار واكتشافها ، وهذا يقودنا الي نتيجة مهمة. هي ان الفكر يتجدد باستمرار ويتسع لكي يعبر عن الحياة نفسها في تعاقب الليل والنهار ، والظلمة والنور والافراح والاحزان والحياة والموت ، والبداية والنهاية ، عندما نتأمل. في الحياة نفسها. نعرف اكثر عن تلك الحياة ، ونجد في الطفولة. الفجر والامل والضياء كشأن كل البدايات ، ما. نعبر عنه اونكتبه او نردده ليس هو الحقيقة.المطلقة  ، الطفل قبل التمييز ينطق بتلك الحقيقة ،ثم يمسك عنها ، ولما يكبُر يعبث بها لكي تكون. كما يريد ، ما يتوصل اليه المفكرون هو ثمرة لتراكم المشاعر والانفعالات في داخل الانسان ، ولا يعني انها الحقيقة الكلية الجامعة لما تفرق من الاهواء ، الحقيقة نسبية. بقدر الصدق فيها ، كل ذلك يقودنا الي حقيقة الا شيئ يمكن الثقة به مما توصلت اليه العقول المحكومة بتلك الانفعالات التي تتحكم فيها الغرائز الفطرية ، نسبية المعرفة تدفعنا لمزيد من التأمل في كل المسلمات العقلية ، وهل هي يقينية حقا ، واصبحت اشك في ذلك ، وكنت اشعر ان الايمان الديني بالله هو الذي يمنحنا الشعور بالسكون الداخلي لانه يفسر لنا ما هو خاف علينا من الظواهر الكونية ، عندما نسلم بان الله هو خالق الكون والانسان فهذا. يمنحنا القوة الذاتية بان الله هو الذي يحفظ هذا الوجود بكل من فيه بحكمة وتدبير، والعدالة الالهية غالبة ومتحكمة ، ولا خشية علي هذا الكون مهما. اشتد ظلامه لان الله ار اده ان يكون ، وكل هذا كان يعمق شعوري بحاجة الانسان لذلك الايمان الروحي لكي يشعر بالتوازن الداخلي والفهم الحقيقي ، اما العقل فهو المخاطب والمكلف , ومهمته ان ينير الطرق الفرعية التي يحتاج اليها الانسان والتي تقوده الي مطالب الحياة الضرورية مما تعبر عنه الغرائز ، وما تجاوز ذلك. فليس. من اختصاصه ولا يملك امر ادراكه ، لان العقل اداة. تنفيذية كاليد واللسان وتحكمه قوانين الادراك المادية التي توجهه. وتتحكم في حركته ، الايمان الديني يجعلنا نشعر بانسانيتنا ذات الخصائص الروحية والاقدر على فهم الحياة ، واهمها تفسير معني الحياة ، واحترام. الانسان كمستخلف علي الارض ان يحقق فيها العدالة في الحقوق ويضع لها نظامها وفقا لما امره الله به من اسباب. تضمن للحياة استمرارها. وتجعل العقل هاديا. لما فيه مصالح الانسان ..

 

( الزيارات : 472 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *