لا انتقاص لقيمة العمل..

كلمات مضيئة..لا انتقاص لقيمة العمل

الكسب هو قيمة الجهد الانسانى وهو الكسب المشروع والعادل وهو افضل انواع الكسب واكثره بركة , والجهد المبذول لاجل الحصول على كسب مشروع هو عبادة وعمل صالح ,  ويجب ان يكون العمل مفيدا ويحقق غاية مشروعة , العمل مطلوب لاجل الحصول على الكسب , وقيمة العمل يجب ان تكون عادلة ومساوية لقيمة ما ينتجه ذلك العمل , والعدالة مطلوبة فى كل العلاقات الانسانية , اذا كانت الاجور اقل من قيمتها الحقيقية كانت ظالمة , لان ما ينتقص من قيمة الجهد هو اغتصاب لحق العامل , ولا خيار للعامل الا ان يرضى به وهو طرف مستضعف ومزعن ولا خيار له الا ان يقبل بما يعطى وبخاصة فى ظل قوة الاقوياء وضعف الضعفاء, ولا اهمية لعقود العمل فلا قيمة لرضا العامل بما هو اقل من حقه لانه طرف ضعيف ومذعن لا يملك القدرة على ان يدافع عن حقه ولو شعر بالظلم ,  ولهذا فان من مهمة الدولة ان تحقق العدالة وتحمى الطرف الضعيف وتو فر له الاجر العادل الذى يكفيه لحياة توفر له الكرامة , فالحياة حق للانسان وعمل الانسان هو كل مايملكه , ومن الظلم ان يعطى كل ما يملك ولا ياخذ ما يضمن له حاجته الضرورية , ما اقسى ظلم الذين ينتقصون قيمة جهد المستضعفين ممن يعملون فى الحقول والمعامل والمصانع , ما تنتجه المزارع والحقول والمصانع هو ثمرة لجهد العاملين فيها , فاذا انتقصت اجورهم عن قيمة انتاجهم كان ما اغتصب منهم بسبب ضعفهم وقلة حيلتهم من الكسب المذموم المغتصب من اصحابه الذين هم اولى به , ليس عدلا ان تكبر الثروات وتتضخم فى جانب ارباب العمل ويزداد فقر العاملين وتكاد اجورهم لا تكفيهم للحد الادنى من تكلفة الحياة , هم الاكثر جهدا ومشقة فما الذى يحرمهم من اجور عادلة , من العدالة ان يقسم الربح النهائى بعدالة بين كل العاملين ويكون هناك قيمة رمزية للمال او للارض , فلاقيمة للمال اذا لم يكن عمل العامل ولا قيمة للارض اذا لم تحرث وتزرع وتسقى ويكون السهر عليها لكي تثمر وتعطى , ليس عدلا ان يكون هناك من يربح الكثير ولو لم يعمل ويكون هناك من يعانى من الفقر المدقع , العدالة واحدة فاما ان تكون او لا تكون ,  العمل هو العامل الاهم فى الانتاج , والكسب المشروع هو قيمة العمل والربح هو ثمرة لذلك الجهد , وكل كسب هو نتاج عمله , فالارض لا تثمر الا بالعمل ولولا  الحرث والزرع  لما اثمرت واعطت , لا يمكن للاقوياء ان يتقاسموا الثروات الطبيعية ويتوارثونها جيلا بعد جيل فتكبر وتتضخم ويزداد بها قوة الاقوياء وثروة الاغنياء ويكون هناك من لا يجد ما يأكله من الطعام او ما يقدمه لاولاده من اسباب الحياة والكرامة , اية عدالة هذه التى تكرس الظلم الاجتماعى باسم القانون حينا وباسم الاعراف التى رسخت معانى غير عادلة لمفهوم العدالة وجعلتها عدالة الاقوياء التى يحميها القانون ولا يتمكن المظلوم  والمحروم من تجاوز حصون ما ترسخ فى الاذهان من المفاهيم التى تتنافى مع العدالة التى رفعت الاديان شعارها ودعت الى احترام كرامة الانسان . اي كرامة للانسان المحروم من ابسط حقوقه الانسانية .. اي سلام هذا الذى يطالب الجائعين ان يلتزموا به لئلا يهددوا ترف المترفين وامن المحظوظين من اصحاب الثروات الكبيرة التى نمت فى ظل احتكارات الاموال واستغلال حاجات المستضعفين . كل الاديان السماوية  رفعت شعار العدالة والمحبة والسلام وحرمت الظلم والطغيان واذلال الانسان , السنا مطالبين بان نرفع شعار العدالة كما يريدها الله لعباده,, عدالة لا ظلم فيها لمستضعف , عندما يكبر الاغنياء وتكون الاموال والثروات دولة بينهم فمن الطبيعى ان يشتد الفقر ويكبر خطره الاجتماعى على السلام الاجتماعى , مهمة السلطة العادلة ان تحمى الطبقات الفقيرة وتنصت لها وتدافع عنها وتتفهم محنة المستضعفين , الثروات الكونية هي رزق للانسان ولو تم توزيعه بعدالة واخلاقية لا ستطاع الكل ان ياكل من رزق الله , اما ما ينفرد به الانسان فهو قيمة جهده الشخصى ولا يتجاوزه , فما كبر من الثروات بجهد المجتمع فالمجتمع احق به ممن ادعى ظلما انه الاولى به …

( الزيارات : 610 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *