لا يُمكنك ان تفرض وجودك ومصالحك على الآخرين عن طريق القوة ، ولا يمكنك ان تفرض فكرك وقناعاتك بغير قناعة او عندما تريد ذلك ، لقد انتهى العصر الذى يمكن للقوي ان يكون هو الاقوى والاعلم والأحكم ، وعلى الجميع ان يطيع ويخضع ، انسان اليوم يشعر بكرامته كما اكرمه الله بها ، ولا يريد ان تنتقص تلك الكرامة عن طريق العنف والاكراه او عن طريق الاغراء بالمال والاغراءات المادية، انسان اليوم انسان مختلف عن الامس ولو كان مستضعفا ، انه اقدر على تحمل الآلام من انسان الامس ، عنمدما يُستفزّ بكرامته فلا حدود لقدراته على المقاومة والصمود والتضحية ، الشعور بالكرامة تمنح الانسان المستضعف قدرات عجيبة ، لا تستفزّوا المستضعفين والمستذلين بكرامتهم ، ولا تستغضبوهم لئلا يستفيق مارد الكرامة فى اعماقهم ، انهم اقوى من كل التحديات ، لا تدفعوهم الى اليأس لئلا يغضبوا فلا حدود لقدرات الغاضبين على الصبر والتضحية ، المستضعفون فى الارض هم اقدر الناس اذا استُفزوا فى كرامتهم ، لانهم لا يملكون الا الكرامة ، اشعروهم بالكرامة لكي يهدأ غضبهم ، اعينوهم على تحمل الالام لكي يهدأ انفعالُهم ، ايقظوا فى كيانهم مشاعر الخير بالاحسان اليهم ولا تمنّوا عليهم باحسانكم اليهم ، كونوا معهم فى معاناتهم ولا تكونوا عليهم ، اشعروهم بالمحبة والاحترام والرعاية ، لكي تهدأ نفوسهم ، اسقوا شجرة الخير بالعمل الصالح لكي تنبت الازهار والورود ، احسنوا ولا تسيئوا فالاحسان هو منهج العقلاء والحكماء لكي يكونوا كبارا فى قلوب كل الآخرين..