لا وصاية على الاسلام

كلمات مضيئة..لا وصاية على الاسلام

تأملت تاريخ الدول الاسلامية , وهي الدول التى قامت فى المجتمعات الاسلامية والتى تضم اكثرية اسلامية , ولا يعنى انها تمثل الاسلام او تلتزم به , هذه الدول تنسب لمؤسسيها والقائمين عليها , من القبائل والعصبيات والقوميات , احيانا تحترم الثوابت الاسلامية كليا او جزئيا واحيانا تاخذ منه القليل الذى يناسبها ويخدم اهدافها ومصالحها , الاسلام دين ومنهج حياة ويعتمد على فكرة الايمان بالله والوحي والنبوة , واتباع منهج النبى صلى الله عليه وسلم المستمد من السنة النبوية والسيرة , هناك اصول لا يمكن تجاوزها فى مجال العقيدة وفى مجال الاحكام , واهمها حقوق الله والقيام بالعبادة كما جاءت عن طريق النبوة , الانسان مخاطب ومكلف والخطاب متجدد , وكل مخاطب مؤتمن على ما خوطب به , كل مجتمع يطبق ما خوطب به وهو مؤتمن على ذلك , العقول مخاطبة وهي التى تفهم ما خوطبت به , وتلتزم به بما يحقق الهدف من ذلك الخطاب , ليس هناك تفسير وحيد للنص , ولهذا تتعدد الافهام وتختلف المناهج ولا احد هو اولى بالحق من غيره الا بالدليل والحجة , جهد العقول لا يتوقف لانه يعبر عن حاجات عصره , لا الغاء للعقل فيما خوطب به العقل , ولا قداسة لجهد العقول , الجهد العقلي يحتمل الصواب والخطأ , وهو يرتبط بزمانه ومكانه ومناسبته , ولا تقليد لمن ملك القدرة على النظر والفهم , ولا رأي لغير اهل الاختصاص فيما اختصوا به , وتحترم المصالح المرجوة , وتستمد من عموم النصوص وروحها وتحترم المصالح الجماعية , ولا يملك احد فى الدين مالا يملكه غيره ,  ولا وصاية على الدين الا بما ثبت عن الدين , ولا احد اقرب الى الله من احد , والله تعالى هو الاقرب الى عباده ولو كانوا مذنبين من كل الشفعاء من عبادة , ماليس من الدين لا ينسب الى الدين , غاية الدين الايمان بالله والدعوة الى الاستقامة والتخلق بالاخلاق المحمودة واهمها احترام حقوق كل الاخرين وعدم العدوان علي المستضعفين وتحريم كل المعاملات والسلوكيات التى تؤدى الى ظلم الاخرين ,  لا سلطان لاحد على غيره , وليس من حق احد مهما كان تقيا ان يحكم بتكفير الاخرين والحكم بضلالهم , لا احد يعلم بما فى القلوب وهذا امر يختص به الله ,  ولا احد يتجاوز حدوده الا فى حدود الكلمة الناصحة , كل مكلف مسؤول عن نفسه , ما كان من حقوق الله فهو مسؤول امام الله عن افعاله , وما كان من حقوق الاخرين فهناك قضاء يحمى المعتدى عليه من تجاوز المعتدين , كل المذاهب التى تلتزم بثوابت الدين تحترم , ولها فيما اختارت اجتهادها وادلتها , الاختلاف فى الادلة امر يجب ان يفهم  , ولا احد يلتزم بمالا يصح فى نظره , الاسلام واحد وفقه الاسلام واحد وان اختلفت الفروع وتعددت الاراء ومن ملك الدليل كان اقرب الى الحق  , الاديان السماوية ذات رسالة واحدة , والايمان بالانبياء واجب , والاسلام هو خاتمة الاديان , ومن احسن فهمه  اتسعت رؤيته وكان اقدر على فهم رسالة الدين فى الحياة ايمانا وتربية وخلقا وفهما لسنن الحياة , المسلم الحق هو من احسن فهم الدين فى حياته فكان اكثر صلة بربه واكثر استعدادا للخير وكان رحيما بكل المستضعفين محبا لكل الاخرين لا يكره ولا يؤذى ولا يفعل ما حرمه الله عليه , قساة القلوب بعيدون عن الله تعالى , ولا مكان لهم بين الصالحين , كل ما كان من الاعراف والعادات ينظر اليها من معيار الاسلام,  فماكان صالحا وحسنا ومفيدا يؤخذ به , وما كان ضارا وسيئا وليست له اية دلالة حسنة فيمكن الاستغناء عنه , وتلك مهمة المجتمعات فى تصحيح واقعها بما يحقق ارادتها فى الكمال  , عندما نفهم معنى التكليف ندرك جيدا معنى الامانة التى حملها الانسان لكي يجعل الحياة الانسانية اكثر انسانية واخلاقية وتكون كل الاسرة الكونية متكافلة للدفاع عن العدالة والسلام ..

( الزيارات : 675 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *