ذاكرة الايام.. لم تعد الشعوب كما كانت.
لم تعد الشعوب اليوم كما كانت من قبل ..
كان الشعب فى الماضى غائبا او مغيبا لا يعلم ما يجرى حوله , كان يتألم ولا احد يسمع انينه , وكان يظلم ولا احد يشعر به , كان الظلام يخفى كل شيء , هكذا كنا من قبل ..
لم يعد الامر اليوم كما كان , كل شيء مما يكون فى ليل او نهار يرى ويسمع فى كل مكان , وسائل التواصل الاجتماعى اصبحت تنقل كل شيء , كل مظلوم يمكنه ان يشكو ممن ظلمه وكل متألم اصبح يصرخ من ألمه , اصبح المواطن اليوم اقوى مما كان , هناك عقلاء فهموا رسالة شعوبهم وانصتوا لها واستجابوا لمطالب شعوبهم وهناك جهلة مغرورون ما زالوا يظنون ان شعوبهم ما زالت كما كانت فى غفلة من امرهم , وان بالامكان شراء ضمائر المعاندين والمتمردين بالمال حينا وبالقوة والاذلال حينا آخر , وهناك الكثير ممن رجعوا واستجابوا طمعا او رهبة , فى مجتمع يكثر النفاق فيه فمن اليسير ان تكون التجارة رابحة والتجربة مشجعة , وما اكثر من يتراجع ويخضع , هناك قلة لا يتراجعون ولا يشترون مهما كان الثمن غاليا , فى مجتمع كثر جهاله وتخلف اهله يتسابق الكل الى ما يرى فيه مصلحته , عندما تكتشف الشعوب الحقيقة وتعرف حقوقها المشروعة ويبلغ الظلم مداه يكبر الشعور باليأس , واليائسون اكثر استعدادا لقبول التضحية لانه لا خيار لهم الا ان يدافعوا عن وجودهم , ما كان فى الماضى لم يعد مقبولا, ليس عدلا ان يكون هناك من يعبث بكل شيء فى الاوطان والاموال ومشاعر المستضعفين ولايجد من يقف فى وجهه , لقد ضاق شعبنا بالوصاية عليه , انه يستفز فى كل يوم بما يشعره بالمذلة والتجاهل , لم يكن شعبنا هكذا من قبل , كان اسلافنا اهل عزة وكرامة واباء , كنا افضل مما نحن عليه اليوم , كنا نحلم كما تحلم كل الشعوب بان تكبر وان تبلغ سن الرشد فلما ذا تفرض الوصاية علينا فى امرنا وقد بلغنا من الكبر عتيا , صراعات ومنازعات وتنازلات تتجدد فى كل يوم وتجعلنا اقل شأنا وقد زالت هيبتنا من القلوب فلم يعد احد يكترث بنا او يتورع عن اظهار عداوته لنا او يهتم بمشاعر شعبنا , شعبنا ليس غبيا ان تذهب ثرواته ثمنا لاسترضاء اعدائه من الدول الكبيرة الطامعة فى اخضاع شعبنا وافقاره , ارضنا هي الاغنى والاكثر موردا فلماذا لاتستفيد شعوبنا من ثرواتهم , صفقات وهمية متعاقبة تدفع بسخاء لا رحمة فيه ولا تردد ولا شعور بالمسؤولية وشعوبنا تئن من الفقر والجهل والمرض , لم يعد الاعلام اليوم كما كان , لقد انكشفت الستارة عما كان خافيا خلفها من اسرار لم تكن معلنة , لم يعد المخرج كما كان من قبل يخدع من كان فى المسرح من الجمهور , لم تعد المسرحيات متقنة الاخراج كما كانت من قبل , لقد انطلقت الالسن للتعبير عما كانت تخفيه وتتظاهر انها كانت تجهله, لقد انحاز الاعلام الى الجمهور واصبح الكل يشعر ان هناك من ينصت له ويتعاطف معه اذا ظلم , وهناك صوت للمستضعفين يعبر عنهم ويتعاطف معهم فى الدفاع عن قضاياهم , ارهاب الكبار هو الاقسى والاظلم والاقوى , المواطن المستضعف يريد الحياة ولا يريد غير ذلك يريد العدالة التى تحميه من الجوع وتخفف عنه معاناته , قضية المظلومين ان يرفع الظلم عنهم ولا شيء آخر , مازلت اتامل فى كثير مما اراه اليوم من سلوكيات الكبار الذين يفعلون كل شيء لحماية مصالحهم , التطرف والعنف صناعة مشبوهة المصدر سيئة المقاصد مذمومة ومكروهة يرفضها كل العقلاء ويحرمها الدين ولا يقدم عليها اي فرد من الصالحين الذين يخافون ربهم , ما نراه اليوم من خلافات وصراعات فى ارضنا ليس صناعة وطنية ولا تخدم اي طرف , قبل مائة عام كان وعد بلفور فى اقامة وطن قومي لاسرائيل , واليوم تعلن اكبر دولة فى العالم وصديقة العرب والمسلمين التى تحميهم من اعدائهم والطامعين في ارضهم ان القدس الشريف وموطن المسجد الاقصى هي عاصمة هذه الدولة دولة اسرائيل …
اترك تعليقاً