لم نكن هكذا ابدا.

 ذاكرة الايام..لم نكن هكذا ابدا..

لم نكن هكذا ابدا ..

اكثر من نصف  قرن من الذكريات والاحداث والانتصارات والنكسات واعترف اننا لم نكن هكذا ابدا ..

كانت الانتصارات تسعدنا والنكسات تنهضنا والاحباطات سرعان ما تغادرنا وتبتدئ المسيرة بعدها الى الامام  , مازلت اذكر الكثير مما كان يحزن ويؤلم ولكننا لم نكن هكذا ابدا ..كانت هناك نافذة امل  نطل من خلالها على المستقبل ..  كان هناك قدر من التفهم المتبادل , كنا نغضب كما يغضب افراد الاسرة ويتبادلون كلمات العتاب بعبارات لا تخلو من اللباقة الاجتماعية ونظرات المودة , فى المساء كان الكل يمازح الكل ويهتف باذنه كلمات المودة التى تعبر عن تلك الرابطة الانسانية والاسرية .. كنت اتابع باهتمام ماكان فى الماضى وكان يؤلمنا ونتمنى الا يكون , اليوم قد سقطت الاقنعة وضعفت الثقة , امر ما قد بدأ يؤتى ثمره فى ابداننا , شحوب وانفعالات وابواب تغلق وجدران تتصدع , كان العدو يجمعنا ويقرب بيننا واصبح العدو قريبا , الكل فى مواجهة الكل والكل يتربص بالكل , كان الاعلام يتكلم عن الانجازات والمكتسبات واصبح الاعلام اليوم يبحث عن الهفوات والسلبيات , لم نكن هكذا ابدا,

 اصبحت كل عاصمة عربية ابعد عن  العاصمة المجاورة من كل عواصم العالم  , اين الثقة التى كانت من قبل واين الامال التى نفرح لها ونصفق , اصبحنا نبحث عن الحد الادنى من التوافق الظاهرى فيما لا يمكننا ان نختلف فيه , اصبحنا نتوقع الاسوأ , اصبح عداؤنا لبعضنا اشد من عدائنا لعدونا , اصبحنا نخاف من الاجتماعات  لكيلا تنفجر الخلافات وتتسع , لم يعد هناك كبير يجمع ولا حكيم ينصح , الخطر اليوم اشد مماكان من قبل , كنا نحلم بالافضل واصبحنا نتوقع الاسوأ , كلنا مسؤولون عما يجرى , لا احد لا يتحمل المسؤولية , كل غاباتنا قد يبست اشجارها لا لان ارضنا مجدبة وقاحلة ولا لان انهارنا قد نضبت ولكن لان نفوسنا قد ساءت وضاقت , لسنا افضل من الاخرين اخلاقا ورقيا ولكننا لسنا اسوا منهم , ثقافتنا الاسلامية هي ارقى الثقافات فى دفاعها عن كرامة الانسان واخلاقية السلوك , ما يجرى اليوم فى مجتمعاتنا الاسلامية لا يقره الاسلام ,

 اين قيم المحبة والتسامح والعفو والسلام ,

 اين اثر العبادة فى فكرنا وسلوكنا ..

 ثقافة الكراهية والحقد والعدوان ليست هي ثقافتنا , الكراهية والبغضاء ليست من ثقافتنا ولا تتفق مع تربيتنا الاسلامية , نريد من كل  العقلاء والحكماء ان يرفعوا اصواتهم موقظين وناصحين , لن نيأس مهما اشتد ظلام ليلنا , لن نستسلم لما نحن فيه , اصبحنا غرباء فى ارضنا والكل يعبث , شعبنا سيظل هو المؤتمن على ارضه وهو الذى لن يغادر وطنه مهما كانت التحديات , جيلنا مؤتمن على وطنه , العقلاء مكلفون ومؤتمنون , سيعيد شعبنا بناء ما تهدم , مهما طالت الازمة فالفجر قادم لا محالة ..

( الزيارات : 694 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *