ليلة القدر في المغر ب ليلة مميزة بنورها ودلالتها وروحانيتها وتقاليدها..كل المغاربة يقضون هذه الليلة في المساجد.. يرتدون الملابس التقليدية والطربوش والبلغة..يقرؤون القرآن في المساجد قراءة جماعية..الأطفال يلبسون ثياباً جديدة ..الشوارع مكتظة برواد المساجد..موائد الطعام تقام أمام المساجد للفقراء..فرحة وبهجة في كل مكان.. الاحياء الشعبية عامرة بمظاهر الليلة ..الناس لا ينامون في هذه الليلة ..
في القصر الملكي تضاء المصابيح الروحية والعلمية والثقافية , ويرأس الملك حفلاً دينياً في ليلة السابع والعشرين من رمضان تختم الدروس الرمضانية بحفل ختم البخاري , يحضر كل رجال الدولة من وزراء وسفراء وقادة جيش وعلماء وقادة فكر وسياسة ورؤساء جامعات وكبار الشخصيات المغربية..يبتدئ الحفل بعد أذان العشاء , تقام صلاة العشاء ثم التراويح ثم يتقدم أحد كبار العلماء بإلقاء درس يتلو فيه آخر حديث رواه البخاري في صحيحه , وهو الحديث الذى رواه البخاري قال :
حدثنا أحمد بن أشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلمتان حبيبتان إلى الرحمن , خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.. يرددها الجميع بصوت عال مائة مرة ويرددها كل المغاربة في بيوتهم , ثم يشرح العالم معنى الحديث وما قاله العلماء فيه , ويختم درسه بالدعاء إلى الله تعالى بالرعاية والتوفيق والمغفرة والقبول .. ويكرم الملك كبار العلماء والقراء , وينتهي الحفل الذي يحرص عليه ملوك المغرب منذ قرون , وينقل الحفل مباشرة بكل الوسائل الإعلامية ..
حضرت هذه الليلة المباركة في القصر الملكي لمدة ثلاثين سنة لم أتغيب عنها وكانت عزيزة على نفسي لدلالاتها الروحية وهي مظهر اعتزاز بالإسلام وبقيمه وتعاليمه وتقاليده .. والمغرب متمسك بهذه التقاليد على المستوى الرسمي والشعبي ..