مؤتمرات حقوق الانسان

عاشراً: مؤتمرات وندوات حقوق الإنسان…

اهتمت الأوساط الثقافية بقضايا الإنسان وأقيمت المؤتمرات والندوات التي تعرّف بحقوق الإنسان كما جاء فى قانون حقوق الإنسان الذي أقرته الأمم المتحدة وأنشأت له منظمات متخصصة لحماية حقوق الإنسان والدفاع عن قضايا الإنسان , وهذه خطوة تستحق التشجيع والتنويه , وكنت أتابع باهتمام كل ما يتعلق بحقوق الإنسان انطلاقا من قناعتي الشخصية بضرورة رعاية حقوق الإنسان , وأرى أن الإسلام يحترم حقوق الإنسان , والثقافة الإسلامية مليئة بالقيم الإنسانية والأحكام التي ترعى حقوق الإنسان بصورة أكثر وضوحا والتزاما من كل القوانين الوضعية , فلا حدود لما قرره الإسلام فيما يتعلق بالكرامة الإنسانية ,  وكنت أركز على أهمية التعريف بمكانة الإنسان في القرآن والتكريم الإلهي للإنسان حيث كان ذلك الإنسان , والإنسان يملك كل الحقوق الإنسانية بالوجود الإنساني , والناس سواء في مجال الحقوق الإنسانية , ولا يمكن إغفال الحقوق الإنسانية في أي ظرف من الظروف , وهناك مسؤولية دينية أمام الله في حالة انتهاك أي حق من حقوق الإنسان في الحرية والكرامة والحياة الكريمة, وكل ما تتطلبه هذه الحياة من أسباب مادية ونفسية وثقافية وصحية , وعندما ننطلق من منطلق حقوق الإنسان فإن من المؤكد أن رؤيتنا لمفهوم العدالة سوف تختلف فلا عدالة في ظل انتهاك حقوق الإنسان وتجاهل مطالب الإنسان المشروعة في كل ما يحقق له الكرامة والكفاية والحرية , , وليست هناك حرب مشروعة سوى الحرب التي غايتها دفاع الإنسان عن حياته وكل مطالبه الإنسانية وهذا هو الجهاد الحق والإنسان مؤتمن على كرامته الإنسانية , ولا يجوز له أن يفرط في أي حق من حقوقه , ومن فرط في كرامته فقد أساء للقيم الإنسانية , وفرط فيما اؤتمن عليه , ولا حدود لحق الإنسان في الدفاع عن حقوقه وأقسى أنواع الظلم أن يظلم الإنسان نفسه باستسلامه للظلم الواقع عليه,  وظلم الإنسان لنفسه أسوأ من ظلم الأقوياء للضعفاء,  والمستسلم للظالم هو ظالم لنفسه,  ولا يستحق التكريم الممنوح له لأنه مفرط في كرامته ومتخاذل في مقاومة الظلم , والجهاد هو مقاومة الظلم حيث كان لتحقيق الحرية والكرامة ومقاومة الظلم والطغيان ..والمقاومة للدفاع عن الحقوق المشروعة واجب ديني وأخلاقي ولا تستقيم الحياة إلا بمقاومة المظلومين للظالمين والمستعبدين لمن استعبدهم من الطغاة والمستبدين …

 

وليست منظمات حقوق الإنسان هي المسؤولةعن حماية حقوق الإنسان وإنماالمسؤول هو الإنسان المظلوم الذي وقع الاعتداء عليه , فلا يجوز له أن يستسلم مهما كانت التضحيات , ولو رُفعت شعارات المقاومة للعدوان لما كان هناك عدوان ولورفعت شعارات المقاومة للطغيان والاستبداد لما كان هناك طغيان أواستبداد, فالاستسلام هو الذي يصنع الطغيان , ويجب أن تحارب قيم العبودية في المجتمعات الإنسانية قبل ان يحارب نظام العبودية,  وما زالت قيم العبودية راسخة في مناهجنا التربوية وقيمنا الاجتماعية , ولايمكن أن تلتقي قيم العبودية مع قيم الحرية والكرامة الإنسانية,  وعندما يرفع شعار الحرية ويستعد الإنسان للدفاع عن هذه الحرية فان من المؤكد إن قيم العبودية ستسقط , وسوف يسقط معها كل آمال الظالمين والطغاة والمستكبرين في استعباد الشعوب والتسلط على أمرها وإذلال الكرامة الإنسانية.

وكان المغرب مقراً لكثير من الندوات الثقافية المتعلقة بحقوق الإنسان , وأصبح شعار حقوق الإنسان من الشعارات المقدسة التي كان الإعلام يتداولها بكثرة , وكنت أحرص على بيان موقف الإسلام في  مجال حقوق الإنسان..

ومعظم الناس لا يعرف الكثير عن حقوق الإنسان في الإسلام , وأؤكد أن حقوق الإنسان في الإسلام أسمى وأرقى من حقوق الإنسان في كل المواثيق الدولية إلا أن الفقهاء المسلمين لم يستخدموا لفظة حقوق الإنسان, وإن كانت هذه الحقوق واضحة في معظم الأحكام الشرعية , وكان القرآن أكثر وضوحا في إقراره لهذه الحقوق..

وربما تكون بعض هذه الحقوق قد غابت عن بعض الفقهاء وخاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والطفل وحقوق الذميين , وأؤكد أن الأحكام الشرعية لا تتناقض مع الثوابت الإسلامية المرتبطة بالكرامة الإنسانية , وليس هنالك صغار إنساني فيما يتعلق بالإنسان وإنما هنالك صغار اجتماعي يتعلق بموقعه  فى المجتمع وسلطته فى الولاية العامة ,  فالحقوق الإنسانية ثابتة للإنسان بوجوده الإنساني ولا يمكن تجاهل هذه الحقوق سواء بالنسبة للسجين أو الأسير أو الذمي , وتثبت هذه الحقوق للمحاربين وهم في المعركة فلا يمكن التمثيل بالقتلى والإجهاز على الجرحى أو استخدام الأسلحة الجرثومية والكيميائية والنووية وكل ما يهدد الحياة الإنسانية , وكنت ألاحظ أن شعار حقوق الإنسان كان يرفع في كل مناسبة إلا أن حقوق الإنسان لا زالت متجاهلة فى العالم كله ، وما زال الأقوياء يمارسون سلطة القوة سواء في المواقف الدولية أو في السياسات الداخلية، وأحيانا يتم انتهاك حقوق الإنسان تحت شعار الشرعية الدولية أو باسم القانون والعدالة ..

ونتمنى أن يأتي اليوم الذي تحترم فيه حقوق الإنسان في العالم كله، قناعة من الإنسان بقيمة الإنسان، واحتراماً من الإنسان للإنسان ، وهذا أمل قد لا تصل الإنسانية إليه باختيارها، ولا بد من وجود قوة رادعة تحمي الإنسان حيث كان من الظلم والاستعباد والإذلال , كما تحميه من الجوع والمرض والجهل، ولا كرامة لجائع، والجوع مطهر من مظاهر الظلم، ولا يستقيم أمر مجتمع إلا بتوفير أسباب  الحياة لكل أفراد ذلك المجتمع، وأهمها توفير الغذاء والعلاج والسكن والتعليم ..

( الزيارات : 1٬162 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *