مؤتمر عمان

بِدَعْوَةٍ مِنْ مُؤسَّسةِ آلِ البيتِ الـمَلَكِيَّةِ للفِكْرِ الإسلاميّ، عَقَدَتْ أكادِيـميَّتُها مُؤتَمَرَها السَّادسَ عَشَرَ بعُنوانِ «مشروع دولة إسلاميّة حديثة؛ قابلة للاستمرار ومُستدامة». في عمّان عاصمة المملكة الأردنيّة الهاشميّة في الفترة من 12- 14 من شوال 1434هـ الموافق 19- 21 من آب/ أغسطس 2013م.

مؤتمر عمان 
حضرت الكثير من المؤتمرات الإسلامية , واعتبر مؤتمر عمان من أهمها موضوعاً وجدية وصراحة , وقد عبرت عن رأيي هذا في كلمتي أمام أعضاء المؤتمر في اليوم الأول ..ويعود ذلك لأسباب ثلاثة :
الأول :طبيعة الموضوع وهو موضوع مطلوب في زمانه ومكانه , ومفهوم الدولة يحتاج إلى تحديد للمفاهيم وبيان للمعايير , وقد تناول الأعضاء الموضوع بمنهجية راقية وصراحة وموضوعية وكانت الموضوعات معبرة عن تطلع مشروع للأفضل الممكن الملائم الذى يعبر عن روحية الإسلام ..
الثاني :أخلاقية الحوار, من غير انفعال ولا ارتجال ولا إساءة للمشاعر فالكل سواء والكل معني بأمر الإسلام وأمر المسلمين , لم يكن هناك تشاتم أو ملاسنة أو تجريح أو اتهام , ولا يستقيم حوار إلا في ظل الاحترام المتبادل ولو في نطاق الأسرة الواحدة والمجتمع الواحد..التنافر لا يمكنك أن تلغيه ولكن يمكنك أن تخفيه, بحسن التعبيرواللباقة في عرض أفكارك ..
الثالث :شعور جميع أعضاء المؤتمر بخطورة الموقف ووجود عامل مشبوه يلعب دوراً مشبوهاً لإشعال جذوة الفتنة المذهبية والقومية بين الجميع وضد الجميع , ومن يتحرك لا يدرك أنه ينفذ الدور المرسوم له في قاعات مغلقة لكي يقتل المسلم المسلم وتشتعل النيران في غاباتنا الشامخة التي سهرنا عليها لكي تحمينا من الأخطار ولكي نتفيأ بظلال أشجارها الباسقة..
اليد الخفية تتحرك بذكاء لكي تضرب الكل بالكل ولكي ينشغل الكل بهموم يومه وأمنه في صراعات غير مبررة غايتها تحريك المشاعر الغاضبة لتبرير الأعمال التي يحرمها الدين باسم الدين ..لم يعد هناك كبير في مجتمعنا لكي ينصت الجميع له , مثل أسرة فقدت كبيرها الجامع لكلمتها فأصبح كل أخ يقتل أخاه لكى يعبر عن انتمائه للأسرة ..
بالرغم من كل ذلك لا ينبغي أن نيأس..لن نوجه سلاحنا لأهلنا ولو أخطؤوا معنا..سنسعى ما استطعنا أن نواجه الفتنة بالتفهم وبالقيم الاسلامية الأصيلة….هذا هو منهجنا لأجل البناء.. سنبني كل يوم ولو كان ما نبنيه سيهدم.. ونقول لكل من نختلف منهم .. مهما فعلتم فما أنا بباسط يدى إليك لكي أقتلك فإنني اخاف الله رب العالمين ..لستم أنتم خصومنا , إننا جميعاً في معركة في وجه الطغيان والجهل والتخلف وقتل الانسان..

( الزيارات : 3٬459 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *