مائدة الله لكل عباده..

كلمات مضيئة..مائدة الله لكل عباده ..

كنت أتامل فى كلمة الرزق التى جاءت فى القران الكريم فى مواطن كثيرة بمعان مختلفة , تشير الى معنى العطاء الذى يتفضل الله به على عباده مما يحتاج اليه , ولا حدود للعطاء , وكل النعم هي رزق من الله , المال والصحة والاقوات,  ومن اسماء الله الرازق والرزاق , , كنت اتساءل عن العلاقة بين الرزق والكسب , من الطبيعى ان تتعدد المعانى ويختلف العلماء في الفهم , كل ما فى الكون من نعم هي من  الرزق الذى اكرم الله به عباده , كل مافى الطبيعة هو رزق من الله , لكي تتوفر اسباب الحياة , والله هو المعطى والرازق والمنعم , لا احد يحرم من الرزق , ومن الطبيعى ان توزع الارزاق بالعدل , كل ما فى الطبيعة هو من الرزق , كنوز الارض والبحر وما فى اعماق الارض وما فى الفضاء من اسباب الحياة هو من رزق الله , لا احد ينفرد بحق ليس له الا بجهد مشروع , الرزق مائدة ممدودة ولكل انسان الحق في ان يتناول منها ما يحتاج اليه ولا يحمل معه شيئا الا بحق وثمرة لجهده , وهنا يكون التفاضل فى الجهد , والتفاضل فى الكسب , لقد تكفل الله برزق عباده فلا يحرم احد من ذلك الرزق , كنوز الارض تكفي لكل سكان الارض , لا احد ينفرد بحق ليس له , هذه هي الملكية الجماعية او ملكية المجتمع لما اعده الله لخلقه , الناس فى كل عصر متكافلون متضامنون للدفاع عن الحياة وتوفير اسبابها , تراث الانسانية هو ملك لكل الاجيال ومن حق تلك الاجيال  ان تستفيد منه , المعرفة الانسانية هي ملك لكل الناس لا احتكار فى رزق مما اعده الله للانسان , الكسب هو قيمة الجهد والناس متفاوتون فيه , وكل بحسبه , وماتجاوز قيمة الجهد فهوكسب لا شرعية له وهو من اكل اموال الناس بالباطل , احتكار الثروات مذموم وهو عدوان على المستضعفين , كل احتكار مذموم و احتكار المال واحتكار العلم والتكنولوجيا , كل احتكار لما احتاج اليه الانسان هو عدوان عليه , ليس عدلا ان يكون هناك تفاوت كبير فى الثروات يهدد السلام ويستفز مشاعر المحرومين , الدفاع عن الحياة حق وهو الجهاد المشروع ولا جهاد فى العدوان على الاخرين , التحكم فى الثروات الكونية عدوان وظلم , عندما يكون التوزيع عادلا فان ثروات الارض تكفي لكل الخلق , الارض ملك لكل سكانها وهم مؤتمنون عليها ورزقها لهم , الاصل  فيما أعده الله لكل عباده ان يكون لهم جميعا , وتقتصر الملكية الفردية على ما فاض من قيمة جهد الانسان من غير احتكار ولا اضرار ولا استغلال لحاجة الاخرين , مهمة الدولة ان تفرض العدالة وتمنع تجاوز الاقوياء على الضعفاء , والمجتمع شريك فيما كان ثمرة لجهد اجتماعى , الناس قسمان هناك محسنون وهناك مسيئون , من تجاوز حقه فهو مسيء , ثروات الارض تكفى لكل سكان الارض وليس هناك شعب احب الى الله من شعب اخر الا اذا احسن والله يحب المحسنين ,  اما الذين علوا فى الارض بقوة او سلطة او مال فهولاء مبعدون ومذمومون , والعلو فى الارض سيقود لا محالة الى الفساد , معيار التفاضل عند الله هو العمل الصالح ومحبة الاخرين والسعي لاسعادهم وتخفيف معاناتهم , لا وصاية لشعب على اخر , المستضعفون فى الارض يملكون ما يملكه غيرهم من اسباب الحياة وكرامة الانسان , الحروب العدوانية جريمة ضد الانسانية , واستعمار شعب واذلاله جريمة يجب ان تقاوم , عندما توزع ثروات الارض بين الشعوب بطريقة عادلة يتحقق السلام , رسالة الاديان السماوية واحدة وهي الدعوة الى الايمان بالله اولا وعمل الصالحات , لا احد يمنع من اسباب الحياة من الغذاء والماء والكرامة وحق الحياة ,لا بد  من ايجاد شريان متصل بين الاغنياء والفقراء يحقق التوازن فى المجتمع وهذه هي العدالة الحقة , قبول المظلومين بالظلم لا يعنى انه عدالة , العدالة هي العدالة واذا ثبت الجور فلا عدالة وهذا هو الجور الذى سيؤدى حتما الى ثورة المظلومين على ظالميهم  , وهو امر يحرمه الدين , كنت اتامل فى كل ذلك , وانا ابحث عن مفهوم حقيقى للعدالة ولمعنى العدل الذى امر الله به , ما اراه اليوم ليس عدلا , الانانية متحكمة وطغيان الاقوياء على الضعفاء ليس عدلا وتكدس الثروات واكتنازها ليس عدلا , نحتاج الى مفهوم للعدل اكثر انسانية ورحمة واقل فردية وانانية , عندما يتكافل المجتمع الانسانى للدفاع عن العدالة الحقة وكرامة الانسان عندئذ سنكون فى الطريق الصحيح الذى امر الله به .

( الزيارات : 919 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *