ما ذا تقول كورونا

كلماتً مضيئة ..ماذا تقول كورونا
ستنتهي أزمة وباء كورونا يومًا كما انتهت كل المحن والأوبئة من قبل بما تحمله معها من ضحايا وخسائر وانهيارات. ، ولكن آثارها لن تنتهي بسرعة وقد تمتد طويلًا تسقط كل الاوراق اليابسة وكل النظم التي بلغت شيخوختها واصبحت آيلة للسقوط ، ما بعد كورونا ليس كما كان من قبل ، انه الدرس الاشد قسوة والأعمق اثرا في هذا القرن ، لا بد من التغيير والتجديد ، سيكون التغيير كليًا ولو علي المدي البعيد علي جميع الأصعدة والنظم والافكار ، هناك أوبئة. كانت اقسى ولكنها كانت محلية لم تتجاوز مكانها ، وتركت اثرها في مجتمعها. ، لقد ظن الانسان انه تجاوز كل الاخطار والمجاعات والامراض وتحكم في اسرارالطبيعة والحياة والانسان ، المدرسة المادية العقلانية المعتمدة علي العلم والتجربة. سيطرت علي الفكر والحياة في مواجهة المدرسة ذات البعد الايماني والروحي والإنساني ، وتراجعت القيم الروحية في المجتمع لصالح شعارات الحرية الفردية والأنانية الاستغلالية والجشع والرغبة في التغلب علي كل المستضعفين. ،. الحياة للاقوياء ولا مكان للضعفاء في مجتمع المادية والعقلانية ، وهؤلاء هم الذين يقودون المسيرة الانسانية ، وكانت العولمة لاجل السيطرة وقيادة العالم ،. واصبح الصراع بين الاقوياء أنانيا. لا يعرف الرحمة في معاييره. ، مصدر القوة امران : القوة العسكرية والقوة الاقتصادية ، كانت الحضارة المادية التي تمثلها امريكا واوروبا تريد ان تحكم العالم. وتتحكم فيه من خلال القوتين معًا ، أقامت حلف الناتو لكي يكون الذراع العسكرية والعولمة. الاقتصادية لكي تسيطر علي الاقتصاد والتجارة العالمية والطاقة النفطية والغاز ، وسيطرت امريكا علي النفط العربي واقامت مخافر شرطة فوق الآبار النفطية لحماية تلك الآبار من. العرب لكيلا يقترب احد من تلك الآبار ، وسلمت تلك المخافر لشيوخ القبائل وسمت تلك المخافر القبليةً دولا تتحكم في تلك الثروات وتشتري بها السلاح وتدفع منها. ثمن الحماية وقيمة الجزية. وتحتفظ بالباقي في.البنوك الامريكية والغربية كمدخرات وهمية لكيلا يستفيد العرب من ثروتهم المكتشفة في ارضهم ، ما اسوأ ما فعلته هذه الحضارة الغربية في بلاد العرب والمسلمين من تشجيع للانظمة التي أقامتها ونشر للجهل وتشجيع للصراعات الطائفية والقومية ولا فكار التطرف والعنف باسم الدين ، ما اقسي ما فعلته هذه الحضارة في بلاد العرب من الفوضي وتكريس اسباب الخلاف والصراع ..واتوقع ان ازمةًكورونا سوف تؤدي علي المدي البعيد الي أضعاف هذه الحضارة المادية بعد ان فشلت في حماية الحياة حتي لشعوبها. ، وكانت السبب في حربين عالميتين وتتسابق في انتاج السلاح النووي والاتجار بالسلام والانسان لصالح رموز تلك الحضارة من. المغامرين والفاسدين. وأثرياء الاتجار بالحياة ، الذين يفسدون في الار ض سوف يسلط عليهم من اسباب الشقاء ما يشغلهم بأنفسهم ، وسوف يتسلط بعضهم علي بعض ويكون بأسهم بينهم شديدا ، لا بد من التصحيح واعادة البناء وتحرير. بلادنا. من رموز الفساد واعادةً تكوين مفهوم للدولة. ناتج عن ارادة الاجتماع الانساني ، دولة خدمات لشعبها وبغير انياب جارحة ، ودولة بناء مجتمع متماسك ، ويكون توزيع الثروة عادلا ، ثروة هي ثمرة جهد وعمل لا استغلال فيه ولا احتكار ، في نظام. اجتماعي لا احد لا يجد فيه ، طعامه وحاجته الضرورية ، دولة التكافل لاجل الحياة ، ليس المهم ان نبني ناطحات السماء ، ولكن المهم ان. نبني. المجتمع الذي يواجه تحديات. التخلف والفقر والجهل والأمية والفساد والاستبداد ، ولا بد من تحرير الدين من سيطرة الجهلة به. من الذين ارادوه مطية لهم الحكام والاغنياء وجهلة الفقهاء، لكي يكون رسالة الله. لكل عباده ، رسالة السماء. لا بد الا ان تكون لكل عباد الله من الصالحين ، ماليس من الدين مما أضافه البشر اليه من الظلم والتعصب والكراهية. لا ينسب الي الدين وليس منه ، لا سلطة خارج التفويض الارادي ، ولا كسب خارج قيمة الجهد ولا ملكية فردية هي ثمرة الفساد ، ولا فكر الا فيما يحقق مصالح العباد. ، ولا وصاية لاحد علي الدين ، معيار الدين الايمان بالله والعمل الصالح ، ومفهوم العمل الصالح متجدد بما يراه مجتمعه عدلًا ومصلحة ورحمة بالعباد ، العالم الاسلامي. لن ينهض الا بخصوصيته الايمانية والروحية التي تجعله متميزا. ومؤتمنا علي الحياة ان تكون. لكل عباد الله من غير ظلم. لاحد او تجاوز لحق، والأمة العربيةلن تنهض الا بالتزامها الصحيح بدينها كمنهج للحياة ، ووحدة هذه الامة. شرط لقوتها ، ولن تتحد الا ان تتحرر. من الاوصياء عليها من رموز الفساد ممن يمسكون بزمامها. ، أزمة كورونا هي البداية. لصحوة يجب ان تكون لبناء اسرةًكونية متكافلة. متحابة. ، ايمانية العقيدة ، انسانية الحضارة ، اخلاقية السلوك تؤمن بكرامة الانسان وتسعي لإسعاده ، عالم الغد سيكون مختلفًا واكثرانسانية. ، ويجب ان يكون متكافلا في الدفاع عن الحياة من منطلق ايماني لا من منطلق المصالح. السياسية والمكاسب التجارية ، عولمة الغد ليس هي عولمة الاقوياء لإخضاع المستضعفين ، وليس هي عولمة السيطرة والاستئثار بالحياة ، الارض لكل عباد الله ولا احد يملك منها الا ما يحتاجه لكمال حياته ، والحياة وارثة لا سبابها. ، ومالا تحمله معك الي قبرك فليس لك فدعه لمن يستعين به علي حياته من اسرتك. ومجتمعك والناس اجمعين ، أزمة كورونا ليست هي النهاية ، هي رسالةً من الله خالق الكون موقظة للانسان. في كل مكان. ان يعترف بضعفه والا يتحدي الله في ظلم عباده ولو كان من اضعف الناس ، رسالةً موقظة وليست هي الرسالة الاخيرة الا تعبثوا بالحياة التي ارادها الله لكل عباده ما كان ومن سيكون ..

( الزيارات : 472 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *