متى نتوقف عن الضلال ؟!

متى نتوقف عن الضلال ؟!

المولد النبوي

لم يكن تاريخ الثاني عشر من ربيع الأول مجهولاً لدى أي مسلم منذ فجر الإسلام حتى اليوم , ولوكان مجهولاً لما عرفنا به ولما سمعنا به , وليس هناك مسلم على امتداد التاريخ الإسلامي لم يفرح ولو بقلبه بهذا اليوم .. الشعور بالفرح عاطفة قلبية غير مدركة بالحواس يعبر عنها صاحبها بسلوك يظهر على ملامحه , ابتسامة دافئة , كلمة معبرة , صلاة على النبي في يوم مولده , قراءة للقران, فاتحة على روح النبي الكريم , قراءة في السيرة النبوية, استحضار موقف من مواقف صاحب الذكرى , اجتماع أسرة لقراءة القران أو قراءة السيرة , اجتماع في دار أو في مسجد للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ..
كل هذا احتفال بالمولد..لم يتوقف هذا الإحتفال يوماً من الأيام في أي مجتمع إسلامي من الشرق إلى الغرب على امتداد التاريخ ما دام هناك إسلام ..
هذا أمر وقع الإجماع عليه ولا إجماع أقوى وأوضح منه في التعبير عن شرعية الفرحة بالمولد , ولا تجتمع أمة الإسلام على ضلالة فإن اجتمعت على أمر فلا ضلالة فيه , ومن الضلالة أن تنكر على الأمة حقها في التعبير عن محبتها وعاطفتها لرسولها الكريم ..
الإحتفال اليوم المختلف فيه لا يختلف أبداً عن احتفال السلف الصالح في كل العصور , اجتماعهم في دار أو في مسجد الحي هو احتفال..أردنا أو لم نرد ..لو كان الإحتفال ضلالاً لكانت الفرحة ضلالاً ..الجديد في الأمر أن هذه اللقاءات الإيمانية كانت تسمى لقاءات ولم تكن تسمى احتفالاً ..لقاءات في مناسبات لإحياء تلك المناسبات مثل غزوة بدر وليلة القدر للذكر والدعاء والعبرة وإحياء القيم الروحية والمعاني الإيمانية ..
إذا كانت كلمة الإحتفال جديدة فاللقاءات لم تكن جديدة , والفرحة بالمولد لم تكن ضلالاً , ولقد أحدث المسلمون الكثير من الأشياء التي لم تكن من قبل , جمع القرآن وتدوين الحديث وتجويد الرسم القرآني بالشكل والتنقيط والطباعة الأنيقة والخطوط للتعبير عن اعتزازهم بالقرآن ..هل يعتبر كل هذا من البدع الضالة ..
متى نحسن الفهم في مفهوم البدعة الضالة التي تضيف عبادة إلى العبادات أو تغير واقعاً أقره الدين واعتمده إلى غيره مما ليس من الدين ..
إنني ألتمس العذر لعوام الناس إن أخطؤوا في الفهم , ولاعذر للعلماء إن جهلوا أمر دينهم فجهل العالم بدينه هو الضلال ..

( الزيارات : 1٬693 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *