مجلة دار الحديث الحسنية

مجلة دار الحديث الحسنية

منذ السنة الأولى لعملي في الدار بدأت في إصدار مجلة علمية تهتم بالبحوث والدراسات الإسلامية وكنت اشعر بصعوبة ذلك وكانت المجلة تحتاج لجهدٍ كبيرٍ ولم نكن نملك الإمكانات الضرورية لتنفيذ هذه الرغبة , وبدأت الفكرة تلح علي وتتردد في ذهني وأخيراً شرعت في تنفيذ الفكرة وأعددت المادة العلمية لذلك وكتبت مقدمة العدد الأول وكنت سعيداً بذلك وجاءت المقدمة معبرة عن الآمال التي كنا نشعر بها , وذكرت مواكب الخريجين وهم يؤدون دورهم في خدمة الثقافة الإسلامية

كان بعض من حولي لا يشجعني على إصدار هذه المجلة ويعتقد أننا لن نتمكن من الاستمرار فيها ,وكنت اعتمد على نفسي وبعض الزملاء , وأذهب إلى المطبعة لكي أتابع كل شيء في تصميم الغلاف الخارجي والتوزيع الداخلي ومراقبة البحوث ومراجعة بعضها وأدرك مسؤولية ذلك ولما رأيت المجلة في صورتها النهائية كانت فرحتي كبيرة , وقدمت أول نسخة من المجلة إلى الملك وتلقيت من السيد أحمد بنسودة مدير الديوان الملكي رسالة شكر وتقدير , واستمرت أعداد المجلة في الصدور وصدر ستة عشر عدداً , ولما توفي الملك الحسن رحمه الله كنت أعد العدد السادس عشر ولما كتبت مقدمة هذا العدد وجهت كلمة اخيرة  إلى الخريجين من أبناء هذه الدار أن يحافظوا على رسالة هذه الدار وأن يتابعوا طريقهم في خدمة الثقافة الإسلامية وأن يكونوا القدوة الصالحة والفئة المؤتمنة على استمرار أداء هذه الدار لرسالتها الثقافية لتكون الشخصية الإسلامية بكل مقوماتها وخصائصها  وكنت أدرك أن هذه المؤسسة قد أدت مهمتها في تكوين نخبة من العلماء متميزة ، وهم سيتابعون الطريق ، وسوف يحافظون على هذه الدار ، كي تظل شعلتها مضيئة، ولكي تكون ثقة المجتمع بها كبيرة، وكان هذا العدد هو العدد الأخير، وغادرت الدار قبل صدور هذا العدد ..

وتضمنت الأعداد الأخيرة بيانات توثيقية لكل ما يتعلق بنشاط هذه المؤسسة، وكنت أحرص على هذه البيانات لتوثيق النشاط المتعلق بالبحوث والأطروحات والمحاضرات والندوات وأسماء الخريجين وعناوين البحوث والحلقات الدراسية والنشاط الاجتماعي للدار ..

وتضم أعداد المجلة بحوثا هامة وبخاصة فيما يتعلق بالغرب الإسلامي، وإسهامه في خدمة الثقافة الإسلامية، ويمكن أن تعتبر هذه المجلة إحدى الموسوعات العلمية التي تضم بحوثاً قيمة عن التراث الإسلامي في المغرب والأندلس، سواء دراسة شخصيات أو موضوعات أو التعريف بالكتب القيمة

 وتضم هذه المجلة إلى مجموعة الكتب والأطروحات التي نشرت باسم هذه الدار، وهي مجموعة علمية سوف تغني المكتبة المغربية بصورة خاصة بما كتبه الباحثون من أبناء هذه المؤسسة .

 

( الزيارات : 2٬867 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *