مدى الحاجة للمنطق

كلمات مضيئة..مدى الحاجة

 

للمنطق

لا اجد فائدة فى التوغل فى تلك الافتراضات المنطقية البعيدة عن الواقع , واجد ان العقل بما يملكه من قدرات فطرية قادر على فهم ما يحتاج اليه , وهذا يكفى  للتوصل الى ما يجب ان يكون , ليس من الضرورى ان يكون كل ماتراه العقول واحدا ومنسجما , العقول وليدة مكوناتها وتختلف معاييرها بحسب ما يترجح لها , المقاييس المنطقية تنمى قدرات العقول ولكنها لاتجعل ما تراه واحدا , العقول لا تتجاوز ماهي قادرة عليه , ولكل عقل طاقته وخصوصيته , العقل كالبصر والسمع , ولكل طاقته التى لا يتجاوزها , العيون ليست واحده وماتراه ليس واحدا  , ما يراه الاول لا يعنى انه هو ما يراه الثانى , الموازين ليست واحدة ,  قواعد المنطق تخرج العقل من سذاجته وعفويته ولكنها لا تلزمه بشيء لا يريده , الانسان يملك حرية كاملة ولا يصدر عنه مالا يريد , لا احد يفعل مالا يريد ان يفعله , ما ارتبط بقضايا الايمان فمصدرها الوحي , ولا تخضع لموازين العقول , ما ثبت عن طريق النبوة فلا تجاوز له , قد يقع الاختلاف فى ثبوته او دلالته وهذا امر يخضع لقواعده  , وهذاحق للمخاطب به , ما ثبت من قضايا الايمان عن طريق الوحي والنبوة فهو حق لا ياتيه الباطل  , اما ماارتبط بالحقوق وامور التدبير التى خوطب بها المكلف فهو مؤتمن عليها ان يختار ماتترجح له المصلحة المشروعة فيه ,  علم المنطق الذى ينمى قدرات العقول على الفهم  امر محمود ومطلوب , مناهج الاستدلال تتطور باستمرار  لكي تتوصل الى المقاصد المرجوة , مااحتاج الى دليل فلا يقبل بغير دليل وما احتاج الى برهان فلا يقبل بغير البرهان , قضايا الايمان تحتاج الى صدق الايمان وموطنها القلب , والقلب هو مصدر اليقين , والايمان يحتاج الى اليقين , ولا ايمان بغير يقين , ومن اراد ان يصل الى الايمان عن طريق البرهان العقلى فلايمكنه ان  يؤمن ابدا , لقد اخطا الفلاسفة عندما ارادوا التوصل الى الايمان عن طريق البرهان العقلى , العقل مخلوق وهو اداة لفهم ما يحتاجه الانسان لحياته كالبصر والسمع , لا يمكنك ان ترى ماهو خارج قدرة البصر عليه , مالا تراه لا يعنى انه غير موجود , كل ما يثبت بالدليل يمكن نفيه بالدليل , لان الاخر الذى يخالفك يملك دليلا كما تملك انت , كل مخالف له دليله وحجته , المنطق يوجد روابط بين العقول لكي تتقارب , هناك ما يثبت عقلا لاستحالة نقيضه , كاستحالة وجود شخص ما فى مكانين مختلفين فى وقت واحد , العقل لا يقبل هذا الا اذاتمكن العلم فى المستقبل من تحقيقه , اما مااعتادته العقول من ارتباط الفعل بسببه كالاحتراق عند ملامسة النار فهذا امر يثبت بالتجربة والتكرار , وانكار السببية تكلف غير مبرر , ولا نحتاج اليه , ولا فائدة منه , وهذا لا ينفى ارادة الله , ارادة الله مرتبطة بالاسباب , لقد اراد الله ان تكون النار محرقة , الارادة ليست منفية , لا مبرر للانشغال بامر افتراضى لا يحقق هدفا , كل ما ارتبط بالحياة من امور الحياة واسبابها فتخضع لمعايير العقول فيما هي مؤهلة له , مالاتدركه العقول فهو خارج عن مقتضى التكليف , ماليس فى الوسع فلا يكلف الانسان به .

( الزيارات : 502 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *