مسؤولة كل جيل

مسؤولية كل جيل
تميزت الحقبة المغربية بنشاط علمي كبير ، وكنت سعيدا بذلك النشاط , كانت مهمتى علمية ,  ما ضقت يوما بمجالس العلم ، كانت المناسبات العلمية كثيرة ، ندوات ومؤتمرات ومحاضرات ومجالس علمية ، كتبت الكثير من البحوث والمشاركات ، ونشرت بعضها ، اعترف انني لم اكن راضيا عما كنت أشارك فيه , كنت اريد ان نضيف الجديد الذى نعبر به عن قضايانا من منطلق جديد  ولم يكن يعجبنى ان نعيد انتاج كتب التراث كما هي , ونعيد اخراجها من جديد , لم يكن هذا يعجبنى ولا اجد فيه ما يضيف اليه , كنت اشير الى ذلك من بعيد , كنت اريد ان يرافق ذلك الجهد اضافة ولو نقدية تعبر عن ذاتيتنا المستقلة , لم اكن اؤمن بالتبعية والتقليد واضيق بهما كظاهرة ثقافية , لم اكن اجد فى جيلنا قصورا فى الفهم ولا جهلا يبرر تلك التبعية , كنت ارى ان الاجيال متكافئة فى قدراتها ولاوصاية لجيل على جيل يبرر ذلك التفاضل بين الاجيال , وقد توفرت لجيلنا من وسائل البحث العلمى ما يجعله اقدر على  الفهم من خلال اطلاعه على ادوات البحث ومصادرالمعرفة ، وكنت اقول لنفسي : نحن خارج السرب  وونحلق منفردين  نعيد انتاج افكارنا ونتجاهل الواقع الذي نعيشه ، ليس هذا ما نحتاجه اليوم , لا بد من مواكبة الفكر لمسيرة مجتمعه والتعبير عنه  ، لاً بد من نظرة واقعية فى خطابنا لمجتمعنا  لكي نخاطبه  به وبكون مقنعا ومفيدا ويجيب عن اسئلة هي مثار الاهتمام ، نحن اسرى تاريخنا كما نقل الينا ممن كتبوه  ولا نريد ان نتجاوزه ولا ان نعيد قراءته . ، ونبالغ فيما نرويه ونضيف اليه ما يجعله مثيرا للاهتمام ، لم اكن في داخلي مقتنعا بالكثير مما نحن عليه من الافكار والاعراف التي هي وليدة ذلك التاريخ ، كنت اقف مترددا امام ذلك التراث , واحاول ان اقرأه من جديد ,  كنت ابحث عن الحقيقة من ثنايا  ذلك التراث , ،. كنت ابحث عن ذلك النور الداخلي الذي يضيئ لكل انسان طريقه وهو الحقيقة ، لا اريد ان اكون ناقدا لمجرد النقد ولا احب ذلك ، كنت اشعر اننا نحتاج للتأمل والتفكير كثيرا لكي نرفع ذلك الركام عن ذلك التراث لكي يعبر عن تلك المنهجية الاخلاقية ذات البعد الانسانى التى تجسد عظمة الرسالة الالهية ، وان نخفف من ذلك التعصب الجاهل لما نحن فيه والتقليد الذي الغي دورنا في بناء فكرنا وثقافتنا ، كنت. اتساءل : اين نحن فى تلك المسيرة الانسانية ، لن نكون كالغرب ابدا ، لو تبعناهم فلن نلحق بهم , نحن مجتمع له خصوصيته الروحية التى لا يملكها الغرب , المنهجية الفردية ذات النزعة الانانية  آيلة للسقوط  لامحالة لانها تكرس قيم الغرب المادية والطبقية , مجتمع الطغيان  الرأسمالى لا يمكنه ان يصمد فى وجه الشعوب المتطلعة للعدالة الاجتماعية  والكرامة الانسانية لكل المجتمعات والشعوب , المجتمعات الاسلامية اذا تحررت من التبعية والجهل والطبقية قادرة على ان تقدم تصورا افضل لمجتمع انسانى اكثر تكافلا وتماسكا يؤمن بالانسان  انطلاقا من الحقوق التى اكرمه الله بها , مجتمع الاسلام لا طبقية فيه ولا طغيان , من منطلق العبدية المطلقة لله تعالى , لا يمكن للاسلام ان يكون مطية  لطغاة الارض . لكي يفسدوا فى الارض  باسم الحرية الفردية , النموذج الغربي فى نموذجيه الرأسمالى والشيوعي  ليس هو النموذج الامثل  لمستقبل الانسانية ، وفى نفس الوقت فان تاريخ المسلمين ليس هو الاسلام كما كان في عصر النبوة. ، نحتاج الي مجتمع الاسلام الذي. يرفع شعار الايمان بالله وحده وتتحقق به العدالة. التي ارادها الله لكل خلقه ولا يحرم اَي انسان من اَي حق أكرمه الله به من اسباب حياته المادية والكرامة الانسانية ، مجتمع الاسلام مجتمع بلا حروب ولا امتيازات ولا طبقيات ولا مذهبيات ولا صراعات بين الشعوب باسم القومية او الطائفية ولا عدوان علي الابرياء ولا اذلال للمستضعفين في اَي مكان في الارض ، فكل الخلق عباد لله ، لا اري الاسلام في ظل ما نحن فيه من تلك الطبقيات الاجتماعية والطغيان السياسي والتخلف الناتج عن الجهل بحقيقة الاسلام. ، لا أجد الاسلام فيما نحن فيه فى المجتمعات الاسلامية , التخلف هو التخلف في أي مجتمع اذا تمكن الجهل فيه وترسخت  اسبابه ، لا بد من التصحيح الحقيقي لكي نقترب من الاسلام الحق عن طريق التمسك بتلك الاصول الاسلامية وليس بالانشغال بتلك الاختلافات  في الفروع والتطبيقات المعبرة عن حاجة مجتمعها فيما يحقق لكل مجتمع مصالحه ، لا مذهبية ولا أشعرية ولا صوفية ولا سلفية ، ولا تلك البدع باسم الدين بما يشوه رسالة الدين ، ما اقسى ان يكون دعاة الاسلام جهلة بحقيقة الاسلام فيكون الاسلام مطية لأهوائهم وما فيه مصالحهم. الدنيوية ، وما اشد جهل تلك المجتمعات وهي ترى الاسلام فيما هي فيه  من المفاهيم والقيم , ما فى المجتمعات الاسلامية هو ثمرة  لما هي عليه  ويعبر عنها , ويجب كل ذلك لمنهجية نقدية ذات بصيرة تختار ما هو اصيل ومفيد وتحتفظ به , وتحتفظ بخزانات التاريخ ماكان من جهد السابقين من اثار وافكار , ولا يمكن للاسلام ان يحمل ما هو سلبي من تاريخ تلك الشعوب , وكل مجتمع كان يعبر عن تجربته الانسانية ,  انني ادعو ان نأخذ من التراث افضل ما فيه وندع بشجاعة ما عداه وهو الكثير الكثير ، الدين رسالة الهية والاسلام خاتم الاديان ، والله تعالي. قد تولاه. بالحفظ وضمن للصادقين من عباده النصر والتأييد، ولا بد من احياء المفاهيم الاسلامية الحقيقية , واهمها هو ذلك الجانب. الروحي في التربية والتكوين الاجتماعي ، والثقة بالعقل والعلم معًا. كمنهج. للنهوض وتكوين الانسان واعادة تكوين العقل بمنهجية مدروسة. لمواجهة. تلك السذاجة في المعايير ، واعتماد منهجية نقدية صارمة لعقلنة منهج التفكير والترجيح ، واتاحة الفرصة لحرية الرأي والتعبير واحترام ذلك ، فلا قداسة للتاريخ. ولا لجهد العقول فيما ترجح لها المصلحة فيه ، ولا بد من تشجيع الاجتهاد وحرية الرأي والثقة بالانسان ، ولا احد ممن يملك الأهلية العلمية. خارج التكليف وكامل الحق في التفسير والفهم ضمن الضوابط المنهجية. وادب الحوار وأخلاقيته وحسن النية ، ولا احد يملك مالا يملكه غيره من الحقوق الا بحجة راجحة ، ودليل لا يرقى اليه الشك ، تلك نظرة تاملية اعتدت ان اسجل فيها بعض ما كنت افكر فيه , وكنت اسجلها لنفسي  , ولا ادعى اننى على حق فيها , التاملات هي حق شخصي  يصور الانسان فيها ما يراه ..

 

٥٣ الإشعارات

 

( الزيارات : 531 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *