مسؤولية الانسان عن اعماله

 كلمات مضيئة..مسؤولية الانسان عن اعماله

الانسان هو المخاطب والمؤتمن وهو المكرم عند الله وهو المتميز عن كل الكائنات الاخرى التى لا تملك ما يملكه الانسان من اوجه التميز والتمييز وحسن الفهم والادراك , واهم خصائص الانسان ان يملك قابلية التعلم والاكتساب , وهي مرحلة التلقى والاستقادة ثم تكون المرحلة الثانية وهي مرحلة الفهم لما تعلمه ثم المرحلة الثالثة وهي مرحلة العطاء للاخرين ممن يحتاجون اليه , وهذه هي خصوصية كل الاشياء التى تدخر اولا ثم تنفق فيما هو مفيد , زراعة وحصاد واطعام , الانسان هو المكلف وهو المخاطب , الانسان بكل ما يملك من قدرات مختلفة وكل قدرة تسهم فى كمال التكوين ,  لاتعنينا تلك القدرات المتعددة ولا يعنينا من المخاطب بها , هل هو العقل او النفس او القلب او الروح , كل عضو من اعضاء الانسان يؤدى مهمته المكلف بها , عندما يقع الخلل فى اي عضو فالانسان هو المريض واي عضو مريض يظهر اثره على الملامح والقدرات الظاهرة , لا يمكننا ان نقول هذا العضو هو المهم والاخر لا اهمية له , كل الاعضاء تعمل متكاملة متضامنة متكافلة لتحقيق الصحة البدنية والنفسية والعقلية , مهمة الرياضة البدنية انها تنمى الاعضاء الضامرة التى تحتاج الى تنمية,  ومهمة العلم انه ينمى قدرات العقل على الفهم والادراك , والعلم الذى لافائدة منه لاحاجة اليه , والعلم الذى ينمى  التصورات الفاسدة والافكار السقيمة ينحدر بك الى الاسفل , مانتعلمه يجب ان يكون مفيدا للانسان فى صحته وفى معرفته بالاشياء المرتبطة بالكون والحياة واكتشاف قوانين الطبيعة , هذه علوم مفيدة للانسان لانها تنمى فيه قدراته العقلية والمعرفية , كل علم يمكنه ان يستخدم فى الخير وفى الشر , والانسان هو الذى يختار كيف يسخر العلم ويستخدمه , كل علم يسهم فى خدمة الانسان فهو محمود واداته العقل , لان العقل يملك القدرة على فهم العلاقات بين الاشياء , كل افكار الانسان هي وليدة ذلك الانسسان , فان حسن ذلك الانسان حسنت افكاره وارتقت , وان ساء ذلك الانسان ساءت افكاره واستخدم كل قدراته للشر والحاق الاذى بالاخرين , العقل جهاز يعمل بطريقة منضبطة وهو لا يعرف العواطف والمشاعر , هناك قوة اخرى هي القوة الروحية ذات البعد الاخلاقى والانسانى وهي التى تعمق مشاعر الرحمة فى ذلك الانسان لكي يكون انسانا ملتزما بعمل الخيرات , اذا ضعفت القوة الروحانية ضعفت علاقة ذلك الانسان بربه وتحكمت فيه غرائزه البهيمية الملحة فدفعته الى سلوكيات انانية وعدوانية , فيكون بها اكثر طمعا فى حقوق الاخرين ويكون بها اكثر حقدا وعدوانية على كل من وقف فى وجه تلك الرغبات المنحرفة , مهمة التربية الروحية انها تسهم فى تنمية الجانب الانسانى كالمحبة والصداقة والرحمة والسلام والتسامح , يمكن للقانون ان يخيف الانسان عن طريق العقوبة ولكن ماالعمل اذا تمكن الانسان من الافلات من قبضة القانون والعقاب , التربية الروحية تنمى العلاقة مع الله اما عن طريق محبة الله والتعلق بالكمال او عن طريق الخوف من عقاب الله لمن ظلم واعتدى وتجاوز , الحداثة عندما يراد بها ان نكون معاصرين لقضايانا فهذا واجب دينى لاننا مخاطبون ومكلفون وعلينا ان نفكر ونستخدم عقولنا التى اكرمنا الله بها ولا عذر لمقلد او معطل لقدراته ولا يسقط عنه التكليف فيما قلد فيه ولا عذر لمقلد فيما كان قادرا عليه , وكل جيل مؤتمن على عصره فى قضاياه المرتبطة بجهد العقول من العلوم والمعارف وامور التدبير وتحقيق ما امر الله به من العدالة واحترام حقوق الانسان لكل الخلق , وما اناط الله امرها بالعقول فالعقل هو المؤتمن عليها بما يحقق المصالح المشروعة لكل الخلق , ولا احد فوق العدالة الالهية في كل ما يتعلق بالحقوق الانسانية , اهل العلم اذا استقاموا كانوا مؤتمنين على الحق , ولا ثقة بغير اهل الاستقامة من علماء السوء الذين جعلوا الدين مطية لاغراضهم الدنيوية كالمال والجاه والسلطة , كل من عمل لاجل السلطة او المال او الجاه فلا ثقة فيه ولا يصدق فيما يدعيه من التقوى الا بالتقوى والصدق والزهد فيما يطمع غيره فيه من الدنيا , رسالة الدين تاتى عن طريق الوحي والنبوة , وما لا يثبت عن هذا الطريق فلا يحتج به , الدين رسالة انسانية واخلاقية وتدعو الى الخير والعمل الصالح وما خالف ذلك او ناقضه فهو من الاهواء التى تحكمت فيها مصالح  الاقوياء وساندها بالتبرير والتاييد علماء ارادوا بها تحقيق مصالحهم الدنيوية ولو صدقوا لما انحرفوا عن الطريق , من اراد بالحداثة التجديد والتصحيح والنهوض فهذا منهج الدين وهذه رسالته , ومن اراد بالحداثة مقاومة الدين فما احسنوا الفهم ولا فهموا طبائع النفوس وانزلاقات العقول فى دعوتها الى تحرير الانسان من الكوابح الاخلاقية والمرجعيات الروحية التى تظل هي الضمان الاكيد من اخطار التغالب الانانى على المصالح  المؤدى الى الفوضى الحتمية وثورات المستضعفين على الانظمة الاجتماعية التى لا تحترم حقوق الانسان فى العدالة والكفاية والكرامة .

( الزيارات : 794 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *