ذكريات الأيام…مسؤولية المشرف على الدكتوراه 

ما زلت أذكر أجمل الذكريات مع طلابي في قسم الدكتوراه.. مهمة المشرف ليست علمية فقط.. هي مسؤولية وتكليف ورسالة وخلق وعلاقة إنسانية.. إن لم يحب المشرف طلابه فلن ينجح في مهمته.. هو الذي يجب أن يبادر إليهم وإلا كرهوه ولم ينتفعوا به..إن أحبهم استطاع أن يقف معهم في رحلتهم الشاقة, قد يصابون بالإحباط لأن الطريق طويلة.. يجب أن يمنحهم الأمل ويدفعم إلى العمل.. يجب أن يشعرهم بأنه معهم.. إن أحبوه سوف يعملون معه حباً به.. سيقبلون كل ملاحظاته لهم بسرور.. لا ينبغي أن يكون فظاً غليظ القلب.. لا ينبغي أن يكون متعالياً عليهم..مهمته أخلاقية .. ليست مهمته أن يختار لهم موضوعات البحث..هذه مهمة الباحث.. وهي جزء من مهمته وعمله..الباحث هو الذى يجب أن يختار وليس المشرف ..يمكن للمشرف أن يقود الطالب إلى البحث الذي يراه.. إن أخطأ الباحث في اختيار بحثه فهو الذي سيدفع الثمن.. يجب أن يختار البحث الذي يفتح أمامه آفاق المعرفة العلمية.. لا عذر له إن أخطأ.. مهمة المشرف أن يدله على المراجع الكلية وألا يتدخل في مادته العلمية ..إلا إذا كانت ضعيفة وهزيلة.. تتمثل مهمة المشرف في مساعدة الباحث على إعداد المنهج المتماسك والسليم والمتكامل..إن لم يكن الباحث مؤهلاً للبحث فيمكن للمشرف أن ينسحب من الإشراف حفاظاً على سمعته العلمية.. إذ لا يجوز له أن يجيز البحث الضعيف.. أعضاء اللجنة سو ف يجاملون المشرف ويقبلون البحث ولكن المشرف لا يقبل أن يجيز بحثاً ضعيفاً..ملاحظات المشرف يجب أن تكون أثناء إعداد البحث وأن تكون مهذبة وليست جارحة.. فالطالب له كرامة ويجب مراعاة مشاعره..ليس من حق المشرف أن يسيء لكرامة الطالب.. إن فعل فسوف يحقد الطالب عليه فيما بعد..الإشراف العلمي رسالة أخلاقية وإنسانية وأهمها الأدب والتواصل الإنساني والإحترام المتبادل.. والأستاذ هو الذي يقود المركبة وعليه أن يكون القدوة في أدبه وحسن توجيهه وإنسانيته ونزاهته ومشاعره الإنسانية..