مستقبل الانسان

كلمات مضيئة..مستقبل الانسان ان يتحمل المسؤولية

اهم قضية شغلت اهتمام العلماء والمفكرين قديما وحديثا هي قضية النقل والعقل , وايهما اولى بالاهتمام , وما اثر كل منهما فى اغناء المعرفة الانسانية , وهذا الموصوع يطرح عدة قضايا للحوار وهي اشكاليات متجددة , لم اجد ذلك التناقض بين الامرين , عندما نؤمن بالله الذى خلق الكون وابدعه وهو القديم الازلى فلا بد لنا الا التسليم بمقتضيات ذلك الايمان به  , واهمها الايمان بالوحي والنبوة والنص المقدس الذى خاطب الله به عباده , هذه متطلبات الايمان , هذه مسلمات ايمانية يمكنها ان تكون هي المنطلق الاول الجامع لكل الديانات والثقافات والافكار التى تجسد ذلك الايمان , عندما نلتقى فى الكليات نكون قد اوجدنا قاعدة للحوار فى ظل تلك القاعدة الايمانية , رسالة الاديان السماوية لا يمكنها ان تتناقض ولو اختلفت فيما بينها , الاخلاق المستمدة من الدين تظل هي الاكثر صدقا وتعبيرا عن انسانية الانسان , الايمان والدعوة الى الخير,  وهذا يتطلب التصدى لكل فكرة تناقض هاتين الفكرتين , مقاومة الشر والظلم والدفاع عن المظلومين هو ما يجمع الانسان مع اخيه الانسان , الانسان مكلف ومؤتمن بصفته الانسانية , ومهمة الثقافة والعلوم والتربية والتكوين ان تسهم كلها فى تكوين ذلك الانسان تعليما واعدادا وتربية وتعميق تجربته وتنمية قدراته الذاتية , الانسان يملك قدرات ذاتية ويملك ايضا مواهب يمكنه استخدامها باستمرار لكي يكون اكثر عطاءا واسهاما فى رقي مجتمعه وفهم مطالبه , العقل والنفس والقلب اوصاف تؤدى مهمتها فى الفهم , لا ينفصل احدها عن الاخر , لا احد يمكنه ان يحدد ما المراد بها وما هو الاهم الذى يتحكم فى الانسان , كل القوى التى يملكها الانسان تعمل معا وفى وقت واحد لكي يصدر عن الانسان فعله الارادى من قول او فعل , وبالاضافة الى هذه القوى فهناك قوى مساعدة وهي الحواس الخمسة , وهناك مؤثرات ذاتية كالفكرة والذاكرة والحافظة وهناك مؤترات اكتسابية كالتربية والبيئة والمجتمع والقيم , عندما يصدر رئيس الدولة قرارا باسم الدولة فانما يراعي كل المكونات والمؤثرات التى اسهمت فى صناعة ذلك القرار , احيانا يتغلب جانب على اخر ولكنه لا يمكن تحديده , قرار الانسان هو وليد كل قواه الظاهرة والباطنة , الانسان مسؤول عما يصدر عنه , النقل هو خطاب لا بد من فهمه بكل وسائل الفهم للخطاب , ولا يحتج بالمعرفة الالهامية اذا خالفت ظاهر الدلالة اللغوية للخطاب , كل المعانى التى يحتملها النص فيجب ان تحترم مادامت ممكنة ولا دليل يناقضها , التعدد امر حتمي والاختلاف كذلك ولا خطر منه , انه اغناء للمعرفة بشرط الا يكون هناك ما يؤكد تحكم الاهواء الشخصية , العدالة اصل من الاصول التى امر بها الله عباده كاصل وقاعدة يجب الالتزام بها اما مفاهيم العدالة فهم متجددة , لكي يحقق الهدف الاخلاقى المراد منها , الفكر يتطور الى الافضل , فى رحلة لا تتوقف , ولا يمكنه ان يتراجع ابدا , من العبودبة الى الحرية ومن الفردية الى الجماعية , ومن الفوضى الى احترام القانون , ومن اللا عقلانية الى العقلانية المسؤولة , مجتمع الغد سيكون مسؤولا عن السلام الاجتماعى والتكافل الانسانى لتحقيق العدالة , ومن طغيان القوة الى قوة الحق وكرامة الانسان , فى مجتمع الغد سيقل الظلم والطغيان والفساد , ليس المهم ان نملك اكثر ولكن المهم ان يكون التوزيع اكثر عدلا والسفه اقل انتشارا , هي رسالة الدين الاخلاقية يجب  ان يكون الانسان عبدا لله وليس عبدا لغير الله , مجتمع الغد يجب الا يكون فيه جائع لا يجد طعاما ولا مشرد لا يجد مسكنا , هده مملكة الله فلا يمكن ان يكون هناك معيار للتفاضل الاالعمل الصالح , الانسان مؤتمن وعليه ان يختار افعاله بارادته واختياره ولا حجة له اذا سقط فى الامتحان واتبع هواه واختار طريق الضلال الذى حرمه الله على عباده .   

( الزيارات : 593 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *