معنى التجديد..

كلمة اليوم:
كثيرا ما نستعمل فى حواراتنا الفكرية والثقافية كلمة التجديد للدلالة على الحاجة للتغيير من القديم الى الجديد ، ويقال التجديد الدينى ولا يراد به تغيير المفاهيم الدينية والثوابت التى قام عليها الدين ، فهذه ثوابت وكل ما جاء به القران والسنة فهو من الثوابت التى لا تقبل التغيير ، اما التجديد المطلوب فهو التجديد فى الفهم بحيث يكون الفكر الناتج عن جهد العقول معبرا عن قضايا الانسان المعاصر ، وهذا يتعلق بالجهد الانسانى ولا يتجاوزه الى ما جاء به الوحي الالهي الذى لا يإتيه الباطل ، مهمة الانسان بما اعطاه الله اياه من قدرات ان يحسن الفهم لما خوطب به ، فهو المخاطب بالنص الشرعي ، وكل جيل مخاطب بهذا النص وعليه ان يحسن فهم ما فيه من مقاصد يريدها الدين ،وهذه المقاصد هي حقيقة الدين ، ومن لم يفهم حقيقة الدين فلا يمكنه ان يفهم المراد منه ، والتجديد المطلوب هو مواكبة الفكر لمسيرة الانسان ، والفكر الذى يتخلف عن مجتمعه محكوم عليه بالعزلة عن مجتمعه ، وهذا معنى التخلف وهو الا تكون اهتماماتك متخلفة عن عصرك ، والتخلف العقلى وهو الا يكون عقلك مواكبا لعمرك ، فمن تخلف عقله عن عمره فهو متخلف فى عقله ، ومن تخلف فكره عن زمانه فهو متخلف عن قضاياه الفكرية ، وهناك مجتمعات ناهضة وهي التى يشغلها امر المستقبل وتعد نفسها له ، وهناك مجتمعات تعايش عصرها ، وهي ليست مؤهلة لمنافسة غيرها ، فمن اراد ان ينافس فعليه ان يملك قدرات متميزة وطاقات غير مسبوقة عند الآخرين .
نحتاج اليوم الى منهجية راقية للفهم لكي نفهم النصوص المقدسة بطريقة تحترم فيه مقاصدها التى جاءت لاجل اقرارها وتحقيقها ، وهذه هي مهمة الاجيال المتعاقبة ان يرتقي فهمها لتراثها على الدوام لكي يكون اداة لنهوضها الى الافضل ..

( الزيارات : 2٬462 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *