مفاهيم اسلامية .ز تاملات اسلامية

كلمات مضيئة..مفاهيم اقتصادية ..تأملات اسلامية

اهم وظائف الدولة ان تقوم بما يعجز الافراد عنه من دفع العدوان الذى يهدد المجتمع , الاقوياء يعتدون على الضعفاء , هذه طبيعة النفوس اذا شعرت بالقوة , اذا لم يكن هناك ما يمنع الطغيان فسوف يكبر ويهدد حقوق المستضعفين , لا بد من قوة تمنعه من الطغيان والعدوان , الدولة هي اداة تحقيق العدالة ومنع الطغيان , عندما تكون الدولة هي دولة الغلبة فمن الطبيعى الا تعدل لانها اعتادت على العدوان وألفته , ولن تكون عادلة , وسوف تمكن من يناصرها ان يعتدى ويتجاوز لكي يحميها ويدافع عنها , دولة الغلبة ليست دولة ,وان اقامت دولة , دولة البعض ليست دولة وان سميت دولة بحكم الواقع والعادة , الدولة هي الكيان الذى ينشأ نتيجة ارادة وتعاقد على انشاء الدولة , لا شرعية لدولة القوة والتغالب , ما افتقد الارادة والتوافق فلا يعتد به , الدولة هي التى تنشأ نتيجة ارادة جماعية وتعاقدية , اهم مهمة للدولة ان تحقق العدالة فى مجتمعها وان تمنع التجاوز  والعدوان فى الحقوق , وان تحقق اسباب الاستقرار , ليس عدلا ان يكون هناك اغنياء يملكون كل شيء وفقراء وهم الاكثر لا يملكون اي شيء من اسباب حياتهم الضرورية , الاقوياء يكبرون باستمرار لانهم يملكون اسباب القوة , يغتصبون حقوق غيرهم ويستغلون حاجة المستضعفين ويستغلون السلطة التى يملكونها لمضاعفة ارباحهم واحتكار ما يحتاجه مجتمعهم , كل ثروة كبرت بجهد مجتمعها فالمجتمع اولى بها , الكسب المشروع هو ما يساوى قيمة الجهد ولا يتجاوزه , وما تجاوز قيمة الجهد فلا شرعية له , لانه ثمرة استغلال واغتصاب , قيمة الجهد لاتقل عن حاجة القائم بالجهد سواء كان عاملا اومزارعا او تاجرا , والنقد لا يلد النقد والمال لا يلد المال الا بجهد القائم به , ولا شرعية لمدخر الا ان يكون ثمرة لجهد , وفضول الاموال تذهب لمن يحتاجها , وما ارتبطت حاجة المجتمع به فلا يدخر ولا يكتنز ولا يحتكر ولا يمنع عمن يحتاجه , عندما يستغنى كل المفتقرين لغيرهم فيما هو ضرورى لهم عندئذ يمكن لمن تجاوز كسبه حاجة مجتمعه جاز له الادخار , ما ئدة الله ممدودة لكل خلقه والكل يأكل منها ولا احد يحمل معه شيئا الا ان يشبع الجميع ولا يكون هناك جائع او محروم , الناس شركاء في كل ما ارتبطت الحياة به وهو حق الجميع , واهمه الطعام والتعليم والسكن والعمل والعلاج , هذه حقوق انسانية والناس شركاء فيها , عندما يعم الفقر ويهدد الجوع حياة المستضعفين عندئذ يؤخذ من اموال اصحاب الاموال ما يكفى الفقراء , ولو استغرق ذلك كل المدخرات الفردية فالجماعة اولى بالاعتبار , الحقوق الانسانية ما ارتبطت الحياة به ولا يمكن الاستغناء عنه , وهو حق للانسان والحيوان فلا يحرم حيوان من طعامه , والانسان احق باسباب كرامته الانسانية , حق الفقراء فى اموال الاغنياء ثابت بالمعايير الشرعية , ولا تقل عنها فاذا لم تكف يؤخذ من اموال الاغنياء ما يكفى الفقراء , تحقيقا للعدالة , مهمة الدولة ان تحقق العدالة , الزكاة لا تسقط ولا تتقادم , ولا يعفى اي مال من الزكاة الا ماجرت العادة ان يكون للاستخدام الشخصى ولا تجاوز لما وقع اعتياده من الضرورات , مازاد عن العادة فلايعفى , ومن واجب الدولة ان تقر مبدأ الوصية الواجبة  بثلث المال  على التركات وبخاصة عندما لا يلتزم الناس بها بارادتهم,   بعد اعفاء ما هو ضرورى للاسر الفقيرة , ويستفيد من تلك الوصية كل الفقراء من الوارثين المحجوبين وذوى الارحام وكل المحتاجين فى ذلك المجتمع , هذه هي مهمة الوصية , ومن الضرورى ان تسهم الدولة باتباع سياسة اقتصادية تمنع ان تكون الاموال دولة فى طبقة او قبيلة اوجماعة , لا بد من العدالة فى توزيع الاموال بما يكفى المستضعفين , الاغنياء يتكفلون بالفقراء والاقوياء يقومون بامر الضعفاء , والقادر يحمل العاجز , ومن يملك ينفق على من لا يملك , وكل زيادة فى المال ارتبطت بظلم او عدوان او احتكار او استغلال او فساد او ربح فاحش  او كانت ثمرة  امتياز او استغلال للسلطة فهو شكل من اشكال الربا ولو مجازا , وقد شرحت كل ذلك فى احد الدروس الحسنية امام الملك الحسن الثانى رحمه الله قبل اكثر من ثلا ثة و اربعين عاما , النظام الاقتصادى لا يمكن ان يكون اسلامي الملامح الا ان يكون عادلا رحيما انسانيا لا انانية فيه ولا استغلال ولا جشع , عندما ننسب الى الاسلام افكارا ونظما لا تحمل ملامح الاسلام عدالة ورحمة واحتراما لمشاعر المستضعفين والجائعين نخطئ بحق الاسلام ونسيء فهم رسالته الانسانية , الاسلام ليس شعارا نرفعه وليس تجارة تدر ربحا , لا ينسب الظلم الى الاسلام , انظمتنا الاقتصادية والسياسية واعرافنا ومعاييرنا ليست اسلامية ابدا , ولا نجد فيها ملامح الاسلام وعدالته  , الجهل ليس دينا والتخلف ليس اسلاما , وما نحن فيه يعبر عن واقع نعيشه وليس هو الدين ابدا , اننا نبرر مانحن فيه باسم الدين ونتوهم اننا على الحق ولسنا كذلك ابدا , تراكمات تاريخية ترسخت وتمكنت خلال قرون وقد تستمر طويلا الى ان نعيد فهم رسالة الدين كمنهج هداية يدعونا الى الكمال ويحبب فى نفوسنا الكمال ان نكون مؤمنين وصالحين ..  مفاهيم اسلامية زز تأملات اسلمية

( الزيارات : 741 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *