مفهوم اتلفضيلة

فهوم الفضيلة ومعنى الكمال

………………………………………

الفضيلة مستمدة من الفضل وهو الزيادة المؤدية الى الكمال , ولا فضيلة فى زيادة لاكمال فيها , ويحمد كل شيء بما يحقق كماله من الاوصاف , ومثال ذلك ان السرعة فضيلة فى الخيول وليست فضيلة  فى الابقار , وزيادة الوز ن فضيلة فى الاغنام , وليست فضيلة فى الخيول , والفضيلة فى الانسان برجاحة عقلة وسداد فكره , وليست فى زيادة وزنه وسرعة جريه ,  وهناك اسباب تسهم في تكوين الفضيلة في الانسان والمجتمع , وهي :  اولا : التربية الدينية والروحيةً بكل مناهجها الاصيلة وروحيتها الايمانية ،

وثانيا : العقل النوراني المتحرر من جموح الغرائز الشهوانية التي تنمي الاطماع وتزين للانسان التجاوز والطغيان والغريزة الغضبية التي تنمي مشاعر الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام ،

وثالثا : حسن التكوين يرقي الثقافة التي تنمي العقول بالمعرفة الناتجة عن التجربة الانسانية المستمدة من تراث الاجيال , وجهد كل جيل فيما يعبر به عن نفسه , وما يرى الحق فيه من النظم الاجتماعية والافكار التي تنمى المعرفة الانسانية بالحياة من منطلق ايماني يعبر عن مرتبة الانسانية المخاطبة بامر الله والمكلفة والمؤتمنة على الخياة ان تحافظ عليها , وان تقاوم كل ما يفسدها من المظالم في الحقوق والمنكرات في السلوك ، مهمةًالنظام الاجتماعي ان يخدم مجتمعه في كل ما هو ضروري لاستقامة الحياة بالكيفية التي تحترم فيه العدالة في الحقوق والفضيلة في السلوك ، لا احد من عباد الله خارج اسوار العبودية لله بكل ما تعنيه من وجوب الطاعة والخضوع والعبادة والالتزام بما امر الله به من احترام الحياة , واهم ماتعنيه الفضيلة  احترام الانسان فيما هو به وما يختاره لنفسه بشرط ان يحترم التعاقد الاجتماعي الذي تحترم فيه الحقوق لكل الاخرين بالكيفية التي يختارها كل مجتمع لنفسه ، والقانون الاجتماعي مثل قانون السير الذي ينظم السير في المدن الآهلة بالسكان لكي يمنع كل ما يهدد حياة الآخرين ، ويجب ان يكون القانون عادلا لاتمييز فيه في الحقوق ، وان يكون هادفا ومقنعا ويتجدد باستمرارلكي ييلبي حاجة مجتمعه   لكي تضبط به الحقوق وتمنع التجاوزات ، ويحترم القانون الاجتماعي لعدالته واخلاقية مقاصده ، وان يراد به احترام المصالح المشروعة ، لا اخد خارج التعاقد الارادي الذي تحترم فيه مصالح العباد المشروعة فيما امر الله به ونهى عنه ، وشعار التعاقد الاجتماعي ان تحترم الفضيلة في الحياة الاجتماعية  بكل ما تدل عليه ، الانسان هو المؤتمن ان يختار ما يصلح الحياة وان يجتنب كل ما يفسدها من الاحكام والاخلاق والاداب ، وهناك ثلاثة ضوابط لتحديد معنى الفضيلة اولا : الدين وهو الذي يضع الاصول الكلية التي تمنع التجاو ز في الحقوق والطغيان , وثانيا : العقل المكلف والمخاطب الذي يقع التمييز به وتجب الثقة به بشرط ان يتحرر من الاطماع والاحقاد الناتجة عن جموح الغريزة البهيمية ، كما يجب ان يتحرر من الاغراض والمصالح الانانية التي تزين للعقل ما فيه هواه ، وثالثا :  المجتمع من خلال القانون الاجتماعي الذي يضعه لنفسه ، وعندما يكون القانون عادلا وتقع الثقة به فالمجتمع يحميه , ويدافع عنه ، هذا هو معنى الفضيلة كما اراها كمعيار للخير والشر ، وكنت افكر كثيرا في طبيعة العلاقة بين الحق والفضيلة ، وارى ان الفضيلة هي القيد الذي يجب ان يحترم في كل ممارسة لاي حق من الحقوق ، لا شيء من الحقوق خارج الفضيلة بكل دلالاتها المتجددة بما يعبر عن الكمال ، وشرحت رايي في مفهوم الحق والفضيلة في احد الدروس الحسنية ، ليست هناك حقوق مطلقةً ، وليست هناك اباحات بغير قيود تضبط تلك الاباحة  بالفضيلة  لكيلا يكون العبث بما هو مشروع من الحقوق وما يتنافى مع روحية الفضيلة ، وكنت الاحظ الكثير ممن يسيء فهم معتي الحق ، وبخاصة في العلاقات الاسرية ومنها حق التاديب والتربية وحق الطاعة وحق الطلاق والتعدد والنفقات وفي سوء فهم معني الحرية الشخصية والحر ية الاقتصادية التي يساء فهمها ، ويكبر الاستغلال بها والمظالم والاحتكارات واكل اموال المستضعفين بالباطل بسبب ضعفهم ، لا حرية اقتصادية تبرر استفلال القوي للضعيف في المبايعات والتجارات والعقود والاتفاقات والمنافسات غير العادلة ، لا شرعية لاستعمال حق خارج العدالة والفضيلة الاجتماعية ، ومن الفضيلةً ان يرتقي مفهوم العدالة لكي يعبر عن احترام الانسان في كل ما هو ضروري لحياته وكرامته الانسانية ،…………………………………….

( الزيارات : 391 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *