مفهوم العولمة في الإقتصاد والثقافة

العولمة في مجالها الاقتصادي تعبير طبيعي عن رغبة في التكافل والتعاون في المجال الاقتصادي لتطوير الإنتاج وإيجاد فرص للتنافس على أساس الإنتاج وهذا لا خطر فيه، قد تكون فيه آثار سلبية على الدول النامية التي لا تملك القدرة على الدخول في مجال المنافسة في مجال الإنتاج نظراً لضعف مواردها أو لضعف إمكاناتها التقنية في مجال التكنولوجيا المعاصرة، وهذا سيدفعها إلى مزيد من الفقر، والفقر سوف يؤدي إلى اضطرابات في تلك المجتمعات، وعندما يحدث الاضطراب في مجتمع فإن هذا الاضطراب سينعكس بطريقة مباشرة على الأمن العالمي والسلام العالمي. فلا بد أن نضمن لهذه الشعوب الفقيرة النامية حقوقها في الحياة الكريمة ولو بالتعامل بنوع من التيسير والتفهم لأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية.

أما على الجانب الثقافي، فالعولمة إذا أريد بها فرض النموذج الغربي الثقافي على العالم فمن الطبيعي أن هذا الأمر سيؤدي إلى اختلاف كبير في مجال الهويات والثقافات المحلية والثقافات القومية والمتمكنة وذات القيم الثابتة سوف تكون قادرة على الدفاع عن ذاتها وخصوصياتها، فالعولمة لتؤدي إلى مزيد من الانغلاق للدفاع عن شخصيتها والدفاع عن خصوصياتها وسوف ترفض ذلك النموذج الغربي والثقافات الضحلة الضعيفة التي ليست لها قيم ولا تملك العمق في تصوراتها الفكرية ربما تضعف وتتراجع وربما تضيع هويتها الذاتية وتفقد قدرتها على الحياة، وأقول أقوى الثقافات وأكثرها قدرة على الصمود هي الثقافات الإسلامية في الشعوب الإسلامية لأنها ثقافة تحصين فالثقافة الإسلامية لها بعدها الإنساني ولها بعدها الشمولي فهي ثقافة ليست مختصة بجانب العبادات وإنما لها انعكاس على السلوك وعلى النظام الاقتصادي والاجتماعي في سلوكية الشعوب الإسلامية وهي ثقافة ذات بعد إنساني وهذا يمنحها القدرة على البقاء والصمود وأنا لا أخشى من العولمة من الثقافة الغربية على الثقافة الإسلامية وأقول إن العولمة سوف تقود الشعوب الإسلامية إلى مزيد من التمسك بثقافتها فالثقافة الإسلامية موحدة ومحصنة للشعوب الإسلامية وطالما أن الثقافة الإسلامية موجودة فلا خوف ولا خطر على الشعوب الإسلامية لأن الإسلام سوف يحصن هذه الشعوب من أي خطر يهدد هذه الثقافة ويهدد الهوية الإسلامية للشعوب الإسلامية.

( الزيارات : 1٬816 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *