مناقشة مفهوم العدالة والعيش المشترك

  • العضو الزميل السيد محمد فاروق النبهان :

أودّ أن أوجه الشكر الجزيل للأستاذة الدكتورة رحمة بورقية على هذا البحث القيّم الذي أكملت فيه ما قدمته في العام الماضي. وقد أعجبت به وتابعته اليوم. القضايا التي ذكرتِها في منتهى الأهمية. وكانت موضوعية وعميقة وشاملة بكل القضايا التي يمكن أن تخطر على البال في موضوع العدالة الاجتماعية، في أبعادها المختلفة.

كانت موفقة في عرضها، ومستوعبة لكل ما يتعلق بالموضوع.

بدأت الموضوع بفكرة التعاقد، وهي نقطة أساسية ومهمة في فكرة العدالة.

لابد لوجود إرادة جماعية في العدالة.

أشارت إلى قضية العقلانية في قضية التعاقد ومن يختار التعاقد.

أشارت إلى موضوع الهشاشة الاجتماعية التي تتنافى مع فكرة العقلانية. عندما يكون المجتمع متخلفاً قد لا يكون قادراً على هذا التعاقد.

وأشارت في النهاية إلى الأشخاص الذين يرفضون فكرة التعاقد، كيف نتعامل معهم؟

قالت : نحترم آراءهم بشرط ألا يخرق ذلك النظام الاجتماعي الذي وقع التعاقد عليه.

هذا طرح موضوعي جيّد، فقضية العدالة هي قضية المجتمع.

 اليوم، نحتاج إلى تعميق رؤيتنا إلى مفهوم العدالة، نحتاج إلى أن نعبر على المفهوم الحقيقي للعدالة، كيف تتحقق العدالة ؟ كيف يمكن أن نمارسها ؟ كيف يمكن أن نمارس فكرة العدالة في ظل عدم توفر الإمكانات المتاحة لكل الأفراد ذو قدرات مختلفة.

الفكرة التي ذكرها الأستاذ عبد الهادي التازي هي مهمة جداً. وقد سمعته يتحدث عنها منذ شهر في عمان. وقد أجاد في شرح الآية القرآنية.

طبعاً تحدث في موضوع الدولة الحديثة من وجهة نظر إسلامية.

إذاً نحتاج اليوم إلى تحديد مفاهيم العدالة مع القدرات المختلفة والمتباينة للأفراد !

كيف تكون العدالة في هذا الاختلاف؟

من وجهة نظري، العدالة ينبغي أن تكون في الحقوق الإنسانية الأساسية وليس في كل شيء، إذ لا يمكن أن تكون في كل شيء مع اختلاف القدرات.

لابد أن تكون العدالة في الحقوق الإنسانية واحدة. في الحريات في الكرامة الإنسانية واحدة للصغار والكبار، لكل طبقات المجتمع.

يبقى كيف نوزع هذه القدرات.

من الناحية النظرية الأمر يسير، أما من الناحية الموضوعية سنجد صعوبة في كيفية توعية المجتمع بمفهوم العدالة بكلمات تقريبية لهذا المفهوم من حيث الممارسة. وقد أشارت الدكتورة إلى موضوع مهم جداً وهو الأخلاق في تطبيق فكرة العدالة. لابدّ من تنمية الجانب الروحي في الإنسان، الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لكي يكون قادراً على تقبل فكرة العدالة. إذا افتقدت التربية الأخلاقية الوجدانية لا يمكن أبداً أن نحقق العدالة، لابدّ من وجود رقابة داخلية مهمة جدا تعلم الإنسان كيف يحترم الآخر وكيف يتعامل مع الآخر، وكيف يحاسب نفسه عندما يتجاوز، ولو في خاطر من خواطره، ولو في حق من حقوقه، بحيث يكون الإنسان رقيباً على نفسه ويشعر برقابة الله على فعله. هذه هي الأخلاق التي تُمكّننا من تطبيق فكرة العدالة بطريقة واقعية! وشكراً لكم !

 

————————————–

( الزيارات : 2٬035 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *