منهجية الخلاف بين العلماء

منهجية الخلاف بين العلماء
العلوم اقسام ثلاثة:
الاول : علم الرواية وهو العلم الذى تفرغ له علماء التفسير والحديث واختصوا بنقل ما هو صحيح وثابت من الرواية , وليس من حق غيرهم ان يناقشوهم او ينتقدوهم فيما اختصوا بعلمه وتفرغوا لبحثه والتاليف فيه ..
الثانى : علم الدراية: وهو علم واسع لا مجال للاحاطة به ويشمل كل العلوم التى تختص بالاجتهاد والقياس والجدال والادلة والمناظرات واقامة الحجة على اهل البدع والانحرافات ممن تجاوزوا معايير الشريعة وضوابطها فى مجال العقائد والاحكام والادلة ..
الثالث : علم الحقائق والمنازلات والمجاهدات والقربات والارادات والمقاصد واحوال القلوب واداب السلوك وحسن العبادة وصحة المعاملة مع الله ومع الناس ..وهذا العلم هو ثمرة كل العلوم لانه يهدف الى تزكية النفوس والارتقاء بالهمم الى المقامات العالية عند الله ..
ليس من حق اي فريق من هؤلاء العلماء ان يكون وصيا على غيره بالحكم عليه فيما لا يدخل باختصاصه , واهل كل علم مكلفون ببيان الخطأ والغلط والتجاوز فيما هم مختصون به , وهم مؤتمنون على علمهم , وهم اقدر على ادراك الخطأ والغلط فيما هم مختصون به ..
وليس من الصواب ان يسلط اي فريق من العلماء لسانه او قلمه على ما لا يعلم من علم الاخرين ولا ان ينكر عليهم فيما اختصوا به , فهم مؤتمنون على سلامة ما يقول ارباب هذا العلم فيما يتعلق بعلمهم , والعلماء ليسوا سواء فى مدى معرفتهم بالعلم الذى اختصوا به , الا ان بيان الخطأ والتجاوز يجب ان يخضع لمقاييس علماء كل اختصاص لانهم اقدر على فهم ما يقول به علماء اهل هذا الاختصاص …
ومن ادب العلماء ان يقع احترام الراي والفكر ما لم يقع التجاوز فيه فى نظر اهل العلم نفسه ممن اشتهروا بالتميز وحسن الفهم لما يقرؤون ويسمعون من اقوال من هم اقل منهم معرفة , وهذا المنهج يضمن سلامة المنهج العلمى واحترام حرية الراي والفكر سواء فى مجال الرواية او الدراية او علم الاحوال والاداب والمجاهدات وهو الطريق الصحيح لئلا يقع التشابك والتنابذ بين العلماء دون ان يعرف بعضهم حقيقة ما يقوله الاخر….

( الزيارات : 1٬676 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *