منهجية الصوفية النبهانية

كلمات مضيئة ..منهجية الصوفية النبهانية

حاولت ان اتتبع منهجبة الصوفية النبهانية كما عشتها في طفولتي في صحبتي للسيد النبهان طيب الله ثراه وكما فهمتها منه  كمنهج. تربوي وروحي لفهم معني الاسلام كرسالة من الله تعالي لاجل كمال الحياة ورقيها. في. امرين :

الامر الاول : الالتزام الكامل بكل. ما جاء به الاسلام عن طريق الوحي والنبوة من اصول ايمانية وثوابت في العقيدة والعبادة. مع الالتزام الكامل بادب العبادة وروحية. مقاصدها كما جاءت عن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في الكليات والكيفيات  والاحكام والاداب لانها تمثل الكمال الانسانى  فى اسمى صوره , وكان شعاره الاتباع في كل ما ثبت منها من غير تردد ،

والامر الثاني : التمسك. باصول الاحكام التكليفية في مجال الحقوق من منطلق تحترم فيه العدالة في الحقوق والتكافل الانساني للدفاع عن الحياة الذي يجعل هذه. الحياة امانة. من الله تعالي. ويحملها الانسان. من منطلق التكليف ، ويحمل اعباءها في كل ما يسهم في استمرارها من انواع المواقف والسلوك الاجتماعي بعيدا عن التعصب. الجاهل والتزمت. في فهم النصوص والدلالات  والمبالغات من غير اضافات متكلفة او ضيق في الفهم او توظيف لتحقيق اهداف  غير الاهداف المرجوة فى نظر الدين ، كان ملتزما في فهمه لرسالة الاسلام  وليس متعصبا ولا مقلدا لاي احد , رفعا شعار الاتباع  للرسول الكريم والاخذ بما ثبت عنه بطريقة صحيحة ، وهناك امران يميزان شخصيته : الصدق مع الذات في كل المواقف والسلوكيات ، والامر الثاني : عدم مجاراة الاخرين فيما اتضحت الحقيقة فيه وقام الدليل عليه , لم اجده يوما فى مو قف التردد والتناقض والتساهل من  منطلق المجاملة. الاجتماعية والنفاق الباحث عن المصالح الشخصية ، كان زاهدا في الدنيا  ومعرضا عنها  ولم تشغله  فى يوم من الايام  , وفِي الوقت نفسه كان عاملا في الدنيا بهمة ونشاط ، لا للحث عن المال فلم اجده مالكا للمال ولا حريصا عليه ولا مدخرا له ولو ليوم غده ، كان مختلفا عن كل الاخرين في فهمه. لمعني الاسلام كمنهج للحياة ، الاسلام في نظره هو الكمال والخير والرحمة ، والكمال هو ما يريده الاسلام , وهناك الكثير مما كان يفعله  غيره من المبالغات. في الدين والتعصب زلم يكن يفعله ويتجاهله ولا ينكره علي من فعله احتراما لخصوصية الاخرين فيما يختارون لانفسهم الا اذا تضمن ضلالا واضحا لا يمكن السكوت عنه ، اما تعدد المناهج فلم يكن. ينكر علي المخالف ما اخذ به من الافكار والمواقف ، وكان من عادته  يضيق بصنفين من الناس : الطامعون.المفرطون الباحثون عن الدنيا بالطريقة التي تدفعهم للتفريط , وكان يضيق بكل من اراد الدين مطيته لدنياه ، والصنف الثاني هم المنافقون : هذا الصنف كان يضيق به ، وهؤلاء هم الاكثر تفريطا ,  ولا يمكن الثقة بهم ولا الركون الي مايفعلون ، وكانت صوفية السيد النبهان  متميزة : بخصائص واضحة ومعبرة عن  فهمه لمعنى التصوف  ، الوصف الاول : الابتعاد عن التقليد والتزمت والطقوس الصوفيه والاوراد والاذكار المعتادة عند اهل الطرق ، لم اجده يوما يفعل ذلك فى حياته وتربيته ,  وكان لقاء الجمعة في الكلتاوية بعيدا عن ذلك ، وكان يحب مجلس الذكر بادب الذكر والعبادة من غير طقوس معتادة ، والوصف الثاني : الزهد الحقيقي في المال ، وكان يرى ان  المال في خدمة صاحبه لكي يكون اداة لمساعدة الاخرين من المحتاجين ولم يكن يعنيه من هم ، لم اجده مالكا للمال ولا باحثا عنه ، بالرغم من حبه للعمل والنشاط فيه ، ولكن لم اجده مهموما بسببه ولا منشغلا به ، والوصف الثالث : الادب مع كل الناس والرحمة بكل المستضعفين ، والشعور بالتكافل لاجل الحياة ،  واحببت صوفيته الصافية البعيدة عن الطقوس التي لا اجد لها اية دلالة سوي انها تمثل تقاليد. تعبر عنً. مجتمعها بما هو عليه ، وعندما. يفقد اي مجتمع البوصلة التي تقوده وتهديه يقلد غيره. طلبا للهداية للبحث عن الطريق ، وكنت كثير التأمل في منهجية السيد النبهان الصوفية المتميزة  البعيدة عن الشطحات ، وكنت اراها مختلفة عن المنهجية الصوفية الطرقية التي انحرف الكثير من رموزها عن الروحية الملتزمة ، والتى اصبحت صوفية معاشية باحثة عن الدنيا ومطية لمن يتنافسون علي. المصالح والشهرة ، كنت اري الصوفية النبهانية. بعيدة عن المبالغات والاهتمام بالكرامات وخوارق العادات  والقداسات وما نراه لدى المتاخرين من مظاهر ذلك فهو خارج تلك المنهجية الاصيلة ذات البعد التربوي. والروحي ، وكنت اري الصوفية.الحقة راقية الفهم لمعنى العبادات والطاعات والاداب  في كل  مفاهيمها الايمانية التي تجعل العلاقة مع الله هي غاية الغايات وتجعل الحياة ليست سوي مظهر لتلك  التجليات الالهية  التى ارادها الله ان تكون كما هي عليه من منطلق الحكمة ,  ومنهجيتها التربوية الروحية المعتمدة علي المجاهدات النفسية لكبح جماح الغرائز. الفطرية نحو فهم اعمق واسمي لمعني التكليف والاستخلاف في الارض ، والاستخلاف لا يستقيم الا بسمو المستخلف بحيث يتحرر من بهيميته الغريزية الي مرتبة الانسانية المستخلفة ، الاستخلاف في الارض هو اعلي درجة في مراتب الوجود الانساني ، الاستخلاف مرتبة التكريم الانساني ، ولا يستقيم الاستخلاف الا بالتحكم في الغرائز والتحرر منها ،عن طريق التكليف الذي يراد به ان يكون المكلف محلا لحمل الامانة ، وكنت اجد في التصوف الاصيل المستمد من روحية الاسلام. منهجية ايمانية راقية التصور لمعني الحياة من خلال. فهم مراد الله من خلقه ، وهناك الكثير من المفاهيم المعبر ة عن ذلك المعني في فهم الوجود والحياة والانسان من منطلق ايماني ، وهذا امر نحتاج اليه وبخاصة في عصر الماديات التي تحكمت وادت الي تلك الازمات التي تهدد الانسانية، اننا نحتاج الي ذلك التصوف الروحي في فهم الحياة. واحترام الانسان ، ذلك تصوف محمود ومطلوب ،بشرط ان يكون منهجا روحي التكوين عقلاني التصور وشرعي الالتزام بعيدا عن. الانزلاقات. والشطحات التي تعبر عن السذاجة في الفهم.والاتكالية وعدم المسؤولية ، والمبالغات  التى نراها لدى كثير من ادعياء التصوف دليل التخلف والجهل والقداسات التى نجدها لدى العامة , ومن واجب اهل العلم ان يقاوموا تلك  الانحرافات  وتلك الشطحات وان يدينوا تلك الانزلاقات. ويمنعوا ذلك التسخير لخدمة المصالح الدنيوية ، التعصب دليل الجهل , والمبالغات دليل غياب المراجعات النقدية لاجل التصحيح ، وعندما يتراكم الجهل تحت شعار الدين فمن الصعب التحرر منه لانه محمي بالعامة الذي هم مطية الجاهلين والطامعين والحاقدين ، التصوف الحق النقي الصافي المتحرر من السذاجة والتوظيف منهج تربوي. يعمق المشاعر الروحية وينهض بالانسان الي مرتبة الانسانية المؤتمنة علي الحياة ..

( الزيارات : 519 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *