من أقوال السيد النبهان قدس سره (1)

 هذه أقوال وكلمات سمعتها من سيدي الجد العارف بالله الشيخ محمد النبهان طيب الله ثراه ..وقد حرصت على تسجيلها بلفظها أو معناها, وراعيت ما استطعت إبراز المعنى المراد منها..

( الدكتور محمد فاروق النبهان)

 

  • افعلوا الخير حبّاً في الخير ، لا لأجل الثواب ، وتجنّبُوا أفعالَ الشرّ لأنّه لا يليق بالإنسان أن يفعل الشرّ ، وتعلّقوا بالكمال …
  • إيّاكم أن تدعوا على أولادكم العاقين بالشقاء ، فإن أصبحوا أشقياء انعكس شقاؤهم عليكم ، ولكن ادعوا لهم بالتوبة والاستقامة واحرصوا على إصلاحهم ، فتفرحون بصلاحهم …
  • التمسوا العذر للناس فيما هم فيه ، وادعوا لمن رأيتم فيه انحرافاً أن يلهمه الله التّوبة والاستقامة…
  • تحقّقوا بعبوديتكم لله تعالى فمن تحقّق بالعبودية ألبسه الله ثوب القوّة والهيبة , وسخّر الخلق لخدمته ، والابتلاء يقرّبك من مرتبة العبوديّة والله هو المبتلي لك لكي يرقيك , والعارف يرى الخير في الابتلاء , وهذا دليلُ العناية , لكيلا يصاب الإنسان بالغرور .
  • ليس الزّهد ألا تملك وإنّما الزّهد ألا يتعلّق قلبك بما تملك , والتعلّق حجابٌ , فمن تعلّق قلبه بأيّ شيءٍ من الدنيا كان حجاباً له , ولا يكون التعلّق إلا بالله , فمن سما تعلقّهُ ارتقى عن الصّغائر ومن تعلّق بالله لم يتعلق بغيره .
  • انصحوا أنفسكم قبل أن تنصحوا الآخرين , واهتموا بأمر إصلاحكم قبل أن تهتمّوا بإصلاح الآخرين , وليس من العدل أن يهتمّ الإنسان بإصلاح غيره وينسى إصلاح نفسه .
  • الإخلاص أن لا ترى الخلقَ في أيّ عملٍ من أعمالك , ولا يشغلك أمرهم , وإنّما أن تفعل كلّ شيء لله تعالى , فإن فعلت شياً لأجل الجاه والسمعة ولإرضاء الخلق فقد خرجت عن دائرة الإخلاص .
  • المجاهدة تعلّم صاحبها الأدب ، ومن لم يجاهد نفسه فلا يمكنه أن يعرف معنى الأدب .
  • إيّاك أن ترى نفسك أفضلّ من أقلِّ النّاس , فأنت لا تدري مكانة النّاس عند ربهم , التمس العذر للعاصي فقد يكون أفضل منك , لا تستصغر العاصي , وإنّما ادع الله له بالتوبة وشجّعه عليها , وافتح له باب الأمل , ولا تدفعه إلى اليأس , فباب الله مفتوح على الدوام للعصاة الذين يتوبون .
  • الوسواس الذي يصيب بعض الصالحين هو دليلٌ على الجهل بحقيقة الدين .
  • إذا أردت أن تنصح شخصاً فقربه إليك وأكرمه وأنزله منزلته ، فإذا أعطاك قلبه وسيطرت عليه بالإحسان إليه فعندئذٍ قدّم إليه نصيحتك وسوف يقبلها منك  ، لأنّه فتح لك قلبه ، أما إذا تعاملت معه بالترفع والتجاهل لمكانته فإنّه يرفض نصيحتك ويضيق بما تقوله له 0
  • محبّة الأولياء والصالحين دليلٌ على استعداد الإنسان للخير ، وهو مُبشّر لصاحبه بحسن الخاتمة 
  • إذا ابتلاك اللهّ بمن أساء إليك فلا تنظر إلى المبتلي ، ولكن انظر إلى الله الذي سلطه عليك ، فإذا رجعت إلى الله بذُلّك وتحققت بعبوديتك دفع الله عدوك عنك ، فالله هو المبتلي ، وهو الذي يحرّك القلوب فمن أصلح علاقته بالله أصلح الله علاقته بالناس ، والناس يتحركون بأمر الله ، والله هو محرّك القلوب .
  • من أحبّ الصالحين ولو كان منحرفاً فلا بدّ إلا أن يتوب ، بفضل محبّته للصالحين والأولياء 
  • لا يهمك ما يقول النّاس عنك واكتف بعلم الله فيك ، وافعل الخير رغبة في الخير وحباً في الكمال ، ولا تفعل الخير رغبة في إرضاء الخلق أو طمعاً في الثواب ، وإنّما افعل الخير لأنّ الله دعاك إلى فعل الخير 
  • التعلّق بالأشياء هو حجابٌ عن الله تعالى ، ومن تعلّق بالله ضعُف تعلقه بكلّ الأشياء المحيطة به 
  • إياكم أن تصادقوا قرناء السوء ، إنّهم يقودونكم إلى التهلكة ، ولكن صادقوا الصّالحين الذين يقودونكم إلى عمل الصالحات والاستقامة في السّلوك ، ولا أسوأ من مصادقة أهل الغفلة عن الله ، إنهم يزيّنون لك الأعمال السيئة ويشجّعونك عليها
  • من ميّز نفسه عن الآخرين فهذا دليلُ جهلٍ فيه ، ومن ميّزه الآخرون لصفة فيه ولم تتطلّع نفسه لذلك التميّز فهذا دليل خيرٍ فيه ..
  • نزّلوا الناس منازلهم كما هي في نفوسهم , ولا تنزلوهم المنزلة كما أنتم تعتقدون فيهم , فإن فعلتم ذلك كسبتم قلوبهم , واستمعوا لكم وإن تجاهلتم مكانتهم كما يعتقدون لم يسمعوا منكم , وانصرفت قلوبهم عنكم .
  • لا تتعلّقوا بالجنة والنّار ولكن تعلقوا بالله تعالى وهو خالقهما, وأطيعوا الله لا طمعاً في الجنة ولا خوفاً من النار ولكن لأنّكم أُمرتم بطاعة الله .
  • الإسلام ينمي فيك المشاعر الإنسانيّة ويغذي فيك الشعور بالرحمة , ويحضّك على عدم ظلم الضعفاء , وعداؤك مع الآخرين لا يفقدهم حقهم في معاملتهم بالإحسان إليهم , وإذا حاربت عدواً في النهار فلا تبخل عليه بمواساته في الليل , وإطعامهِ إذا كان جائعاً أو محتاجاً إلى علاج , فالحربُ لا تفقده حقّه في الحياة والكرامة عند توقف الحرب .
  • إذا سُئلت عن أمرٍ فأعطِ الجواب لا بحسب السؤال , إنّما خذ بالاعتبار طبيعة السائل , فالجواب بحسب السائل فقد تتعدد الأجوبة ولو كان السؤال واحداً , فالغاية هي إعطاء الجواب المطلوب بحسب حاجة السائل لكي يريحه , ويعود هذا إلى حكمة المسؤول ومدى قدرته على فهم حاجة السائل .
  • إذا قرأتم القرآن فتدبّروا معانيه كأنه عليكم أنزل , ولا تقرؤوه لمجرد القراءة , فمن تدبّر القرآن أنار الله قلبه بما يلهمه الله من معانيه , ولا حدود لمعاني القرآن فمن أنار الله قلبه بقراءة القرآن أعطاه علماً وفهماً لا حدود لهما , وهذا هو العلم اللّدني الذي يخص الله به من أحبهم من عباده .
  • إذا رأيتم الله في كلّ عمل من أعمالكم لم يُفرحكم مدحُ مادحٍ أو ذمُّ ذامٍّ , وإنما يُفرحكم أن تطيعوا الله , وأن تفعلوا كلّ شيء لأجله ومدح المادح لا يضيف إليكم شيئاً فأنتم أعلم بما في أنفسكم , وذمُ الذّام كذلك لا يُغير ما في نفوسكم , فالله هو الأعلم بما في نفوسكم
  • الدنيا ليست مذمومة لذاتها , وإنما المذموم هو التعلّق بها , والمال ليس مذموماً وإنما المذموم أن يكون الإنسان في خدمة المال , اجعلوا الدنيا في خدمتكم واجعلوا المال في خدمتكم , ولا تكونوا خدماً لما خُلق لأجلكم , تصرّفوا في المال وأنتم سادتُه ومالكوه , ولا تجعلوه سيدكم ومالِكَكم , وكونوا أعزّة في الإنفاق , ولا يُذلكم البحث عن المال , فالمال يأتي ويذهب , وأنتم الباقون .
  • الرزق مقسوم منذ الأزل لا يزيد ولا ينقص , وسيأتيكم أينما كنتم , ولكن لا بدّ له من أسباب , وقد أُمر الإنسان بالعمل وأخذ الأسباب وما هو مقدر لكم سيأتيكم , والعملُ عبادةٌ والإنسان مأمورٌ بالعمل , ولا يجوز الكسل والتواكل والاعتماد على الآخرين فهذا من الجهل بالإسلام ومن قِلّة الهمّة , والاعتماد على الآخرين مَذلة ولا يرتضيها أهل الهمة والكرامة .
  • علماء السوءُ هم أسوأ الخلق ,وهم الذين يبيعون دينهم بدنياهم ويتقرّبون إلى الحُكّام والأغنياء وأصحاب النفوذ طمعاً في عطائهم , أو خوفاً من بطشهم , إنهم صغار ولا يصلحون لحمل شرف العلم , إنّهم شرار الخلق , لأنهم يستخدمون علمهم لتحقيق مآربهم , فمن برّر من هؤلاء ظُلم ظالم أو عُدوان معتدٍ فهو آثم ولا توبة له , والعالمُ الحق هو الذي يدافع عن الحق ويُناصر المظلومين والضعفاء . ويجب تجريد علماء السوء من لقبِ العلم لكيلا يُسيئوا لسمعة العلماء ولشرف العلم , ولا يُسمح لهم بتلويث طهارة العلم وشرف المسؤولية . 
( الزيارات : 2٬917 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *