هذه أقوال وكلمات سمعتها من سيدي الجد العارف بالله الشيخ محمد النبهان طيب الله ثراه ..وقد حرصت على تسجيلها بلفظها أو معناها, وراعيت ما استطعت إبراز المعنى المراد منها..
( الدكتور محمد فاروق النبهان)
- افعلوا الخير حبّاً في الخير ، لا لأجل الثواب ، وتجنّبُوا أفعالَ الشرّ لأنّه لا يليق بالإنسان أن يفعل الشرّ ، وتعلّقوا بالكمال …
- إيّاكم أن تدعوا على أولادكم العاقين بالشقاء ، فإن أصبحوا أشقياء انعكس شقاؤهم عليكم ، ولكن ادعوا لهم بالتوبة والاستقامة واحرصوا على إصلاحهم ، فتفرحون بصلاحهم …
- التمسوا العذر للناس فيما هم فيه ، وادعوا لمن رأيتم فيه انحرافاً أن يلهمه الله التّوبة والاستقامة…
- تحقّقوا بعبوديتكم لله تعالى فمن تحقّق بالعبودية ألبسه الله ثوب القوّة والهيبة , وسخّر الخلق لخدمته ، والابتلاء يقرّبك من مرتبة العبوديّة والله هو المبتلي لك لكي يرقيك , والعارف يرى الخير في الابتلاء , وهذا دليلُ العناية , لكيلا يصاب الإنسان بالغرور .
- ليس الزّهد ألا تملك وإنّما الزّهد ألا يتعلّق قلبك بما تملك , والتعلّق حجابٌ , فمن تعلّق قلبه بأيّ شيءٍ من الدنيا كان حجاباً له , ولا يكون التعلّق إلا بالله , فمن سما تعلقّهُ ارتقى عن الصّغائر ومن تعلّق بالله لم يتعلق بغيره .
- انصحوا أنفسكم قبل أن تنصحوا الآخرين , واهتموا بأمر إصلاحكم قبل أن تهتمّوا بإصلاح الآخرين , وليس من العدل أن يهتمّ الإنسان بإصلاح غيره وينسى إصلاح نفسه .
- الإخلاص أن لا ترى الخلقَ في أيّ عملٍ من أعمالك , ولا يشغلك أمرهم , وإنّما أن تفعل كلّ شيء لله تعالى , فإن فعلت شياً لأجل الجاه والسمعة ولإرضاء الخلق فقد خرجت عن دائرة الإخلاص .
- المجاهدة تعلّم صاحبها الأدب ، ومن لم يجاهد نفسه فلا يمكنه أن يعرف معنى الأدب .
- إيّاك أن ترى نفسك أفضلّ من أقلِّ النّاس , فأنت لا تدري مكانة النّاس عند ربهم , التمس العذر للعاصي فقد يكون أفضل منك , لا تستصغر العاصي , وإنّما ادع الله له بالتوبة وشجّعه عليها , وافتح له باب الأمل , ولا تدفعه إلى اليأس , فباب الله مفتوح على الدوام للعصاة الذين يتوبون .
- الوسواس الذي يصيب بعض الصالحين هو دليلٌ على الجهل بحقيقة الدين .
- إذا أردت أن تنصح شخصاً فقربه إليك وأكرمه وأنزله منزلته ، فإذا أعطاك قلبه وسيطرت عليه بالإحسان إليه فعندئذٍ قدّم إليه نصيحتك وسوف يقبلها منك ، لأنّه فتح لك قلبه ، أما إذا تعاملت معه بالترفع والتجاهل لمكانته فإنّه يرفض نصيحتك ويضيق بما تقوله له 0
- محبّة الأولياء والصالحين دليلٌ على استعداد الإنسان للخير ، وهو مُبشّر لصاحبه بحسن الخاتمة
- إذا ابتلاك اللهّ بمن أساء إليك فلا تنظر إلى المبتلي ، ولكن انظر إلى الله الذي سلطه عليك ، فإذا رجعت إلى الله بذُلّك وتحققت بعبوديتك دفع الله عدوك عنك ، فالله هو المبتلي ، وهو الذي يحرّك القلوب فمن أصلح علاقته بالله أصلح الله علاقته بالناس ، والناس يتحركون بأمر الله ، والله هو محرّك القلوب .
- من أحبّ الصالحين ولو كان منحرفاً فلا بدّ إلا أن يتوب ، بفضل محبّته للصالحين والأولياء
- لا يهمك ما يقول النّاس عنك واكتف بعلم الله فيك ، وافعل الخير رغبة في الخير وحباً في الكمال ، ولا تفعل الخير رغبة في إرضاء الخلق أو طمعاً في الثواب ، وإنّما افعل الخير لأنّ الله دعاك إلى فعل الخير
- التعلّق بالأشياء هو حجابٌ عن الله تعالى ، ومن تعلّق بالله ضعُف تعلقه بكلّ الأشياء المحيطة به
- إياكم أن تصادقوا قرناء السوء ، إنّهم يقودونكم إلى التهلكة ، ولكن صادقوا الصّالحين الذين يقودونكم إلى عمل الصالحات والاستقامة في السّلوك ، ولا أسوأ من مصادقة أهل الغفلة عن الله ، إنهم يزيّنون لك الأعمال السيئة ويشجّعونك عليها
- من ميّز نفسه عن الآخرين فهذا دليلُ جهلٍ فيه ، ومن ميّزه الآخرون لصفة فيه ولم تتطلّع نفسه لذلك التميّز فهذا دليل خيرٍ فيه ..
- نزّلوا الناس منازلهم كما هي في نفوسهم , ولا تنزلوهم المنزلة كما أنتم تعتقدون فيهم , فإن فعلتم ذلك كسبتم قلوبهم , واستمعوا لكم وإن تجاهلتم مكانتهم كما يعتقدون لم يسمعوا منكم , وانصرفت قلوبهم عنكم .
- لا تتعلّقوا بالجنة والنّار ولكن تعلقوا بالله تعالى وهو خالقهما, وأطيعوا الله لا طمعاً في الجنة ولا خوفاً من النار ولكن لأنّكم أُمرتم بطاعة الله .
- الإسلام ينمي فيك المشاعر الإنسانيّة ويغذي فيك الشعور بالرحمة , ويحضّك على عدم ظلم الضعفاء , وعداؤك مع الآخرين لا يفقدهم حقهم في معاملتهم بالإحسان إليهم , وإذا حاربت عدواً في النهار فلا تبخل عليه بمواساته في الليل , وإطعامهِ إذا كان جائعاً أو محتاجاً إلى علاج , فالحربُ لا تفقده حقّه في الحياة والكرامة عند توقف الحرب .
- إذا سُئلت عن أمرٍ فأعطِ الجواب لا بحسب السؤال , إنّما خذ بالاعتبار طبيعة السائل , فالجواب بحسب السائل فقد تتعدد الأجوبة ولو كان السؤال واحداً , فالغاية هي إعطاء الجواب المطلوب بحسب حاجة السائل لكي يريحه , ويعود هذا إلى حكمة المسؤول ومدى قدرته على فهم حاجة السائل .
- إذا قرأتم القرآن فتدبّروا معانيه كأنه عليكم أنزل , ولا تقرؤوه لمجرد القراءة , فمن تدبّر القرآن أنار الله قلبه بما يلهمه الله من معانيه , ولا حدود لمعاني القرآن فمن أنار الله قلبه بقراءة القرآن أعطاه علماً وفهماً لا حدود لهما , وهذا هو العلم اللّدني الذي يخص الله به من أحبهم من عباده .
- إذا رأيتم الله في كلّ عمل من أعمالكم لم يُفرحكم مدحُ مادحٍ أو ذمُّ ذامٍّ , وإنما يُفرحكم أن تطيعوا الله , وأن تفعلوا كلّ شيء لأجله ومدح المادح لا يضيف إليكم شيئاً فأنتم أعلم بما في أنفسكم , وذمُ الذّام كذلك لا يُغير ما في نفوسكم , فالله هو الأعلم بما في نفوسكم
- الدنيا ليست مذمومة لذاتها , وإنما المذموم هو التعلّق بها , والمال ليس مذموماً وإنما المذموم أن يكون الإنسان في خدمة المال , اجعلوا الدنيا في خدمتكم واجعلوا المال في خدمتكم , ولا تكونوا خدماً لما خُلق لأجلكم , تصرّفوا في المال وأنتم سادتُه ومالكوه , ولا تجعلوه سيدكم ومالِكَكم , وكونوا أعزّة في الإنفاق , ولا يُذلكم البحث عن المال , فالمال يأتي ويذهب , وأنتم الباقون .
- الرزق مقسوم منذ الأزل لا يزيد ولا ينقص , وسيأتيكم أينما كنتم , ولكن لا بدّ له من أسباب , وقد أُمر الإنسان بالعمل وأخذ الأسباب وما هو مقدر لكم سيأتيكم , والعملُ عبادةٌ والإنسان مأمورٌ بالعمل , ولا يجوز الكسل والتواكل والاعتماد على الآخرين فهذا من الجهل بالإسلام ومن قِلّة الهمّة , والاعتماد على الآخرين مَذلة ولا يرتضيها أهل الهمة والكرامة .
- علماء السوءُ هم أسوأ الخلق ,وهم الذين يبيعون دينهم بدنياهم ويتقرّبون إلى الحُكّام والأغنياء وأصحاب النفوذ طمعاً في عطائهم , أو خوفاً من بطشهم , إنهم صغار ولا يصلحون لحمل شرف العلم , إنّهم شرار الخلق , لأنهم يستخدمون علمهم لتحقيق مآربهم , فمن برّر من هؤلاء ظُلم ظالم أو عُدوان معتدٍ فهو آثم ولا توبة له , والعالمُ الحق هو الذي يدافع عن الحق ويُناصر المظلومين والضعفاء . ويجب تجريد علماء السوء من لقبِ العلم لكيلا يُسيئوا لسمعة العلماء ولشرف العلم , ولا يُسمح لهم بتلويث طهارة العلم وشرف المسؤولية .
اترك تعليقاً