مهمة كل جيل ان يفهم الخطاب التكليفى

كلمات مضيئة..مهمة كل جيل فهم المراد

مهمة التربية ا ن نتعلم كيف نفكر , التفكير تربية وتكوين وقابلية , ليس المهم ان تصل الى الحق فهذا ليس بامكان العقل ان يصل اليه , ما هو مكلف به الانسان ان يفكر ويتامل ويحاول ان يفهم اكثر فى البحث عن الحق , تلك مهمة شاقة , بعض الناس يسعده الا يفكر , وهذا خياره , ولكن هل يمكن ان تكون الحياة هي ما نراه بحواسنا , ولادة وحياة وموت , وكل جيل يهيئ الجيل الذى يليه , كل انسان يسأل نفسه لما ذا خلقنا وما الغاية من وجودنا , الدين وليس العقل هو الذي يجيبنا لكي تكون حياتنا اكثر سعادة ..

كلنا يبحث عن السعادة , ولكن ما مفهوم السعادة , وما الاشياء التى تجعل الانسان اكثر سعادة , الانسان مكلف وهو مطالب ان يكتشف طريقه , ولا عذر له اذا وقع فى بئر عميقة , قد يلتمس العذر لاعمى اذا سقط فى بئر ولا عذر لبصير , كل ما يتعلق بالغيب فليس من اختصاص الانسان ان يصل اليه الا بالايمان به , والفطرة هي موطن ذلك الايمان , يمكننا ان نسميها الفطرة او نسميها القلب او الروح , عالم الارواح لا يمكن تجاهله او انكاره و فهناك ما هو خارج الاجسام المادية , المادة هي ما نراه , ومالا نراه فهو عالم الروح , وهو الذي يفسر لنا سر الحياة , هناك عقل يؤدى مهمته فى فهم الظواهر المادية عن طريق الحواس الظاهرة وعن طريق الاحساس والذاكرة التى تمده بما يحتاج اليه , وهناك جند تنفذ ما يريد من تعبير واقدام واحجام ومن تسخيرلخدمة ما يريده الانسان , العقل عقلان عقل مادى يستمد ادراكه من الحواس الخمس لكي يتمكن من الفهم والاختيار , وهناك عقل نوراني يستمد نوره من الفيض الالهي وهو كالزيت الذى تحتاجه الشمعه لكي تنير ما حولها ,  فاذا لم يكن الزيت لم تكن هناك شمعة او اضاءة  , فلولا الزيت لفقدت الشمعة نورها , الخطاب الالهي هو الخطاب عن طريق الوحي والنبوة , وهو حق لا ريب فى ذلك , ونصوصه حق نظرا لانها نقلت الينا عن طريق التواتر , وكل ماكان يقينا فى ثبوته او دلالته فهو حق , الخطاب نص منه ما هو محكم لا يقبل التأويل ,  ومنه ما يحتمل التفسير المتعدد نظرا لتعدد المعانى التى يحتملها اللفظ , وهذا هو السبب الذى ادى الى تعدد الطوائف والمذاهب , لا ننكر ان الاختلافات السياسية اسهمت فى تلك التعددية , وكل فريق كان يريد ان يستمد شرعيته من النص المقدس , الطوائف والمذاهب تعبر عن مجتمعها وقضاياها ونجد مثل ذلك فى المذاهب الكلامية المختلفة , ما زال النص كما هو , وهو كلام الله الذى لا يأتيه الباطل ويجب الاحتكام اليه , كل العلماء السابقين حاولوا ان يضيفوا لبنة الى ذلك الصرح العلمي والقرون الاربعة الاولى كانت حافلة بانجازات مفكريها وفقهائها , وبخاصة فى نشاة العلوم وتطورها , قضايا العبادات تؤدى كما جاء النص بها ولا بد من الاهتمام بالروايات التى تبين احكامها , كل زيادة او نقصان فهو مخالفة وانحراف وتفريط , من الضرورى النظر فى العبادات فما كان خارج النصوص فيجب التوقف عنه , اما المعاملات والنظم التى بنيت احكامها على مصالح العباد فيجب ان تحترم المصالح والمقاصد فى كل ما يحتمله اللفظ من الدلالات , كل مدرسة علمية ادت مهمتها فى عصرها  , وكل الائمة الاعلام اضافوا لبنة ضرورية الى جهد السابقين عليهم , من الضرورى ان تتعدد اللبنات وتكثر , لكي يعلو البناء , عندما نكرر جهد السابقين ننقطع عن النص ونبتعد عنه , واحيانا ننحرف عن مقاصده وننشغل بما استنبط من النص من الاحكام ونتوقف عن قراءة النص من جديد , من واجبنا ان نجدد علاقتنا بالنص ونستنبط منه ما يفيدنا وما يصلح لمجتمعنا , لكل جيل اضافته وهو متاثر بعصره ومجتمعه , وكل عالم او فقيه او مجتهد متأثر بمجتمعه وبالظروف النفسية التى مرت به , وهو يعبر عما يعنيه , ولا يمكن للفقيه ان ينعزل عن قضايا مجتمعه , امران لا بد منهما اولهما العلم والثانى التقى , العلم بمعناه الواسع الذي يمكن صاحبه ان يقول عن علم وهو خاص باهل الاختصاص , ولا مكان لغير اهل الاختصاص العلمي فيما قالوه , والتقى شرط فى كل العلماء , والغاية من التقى الا تتحكم فيه مصالحه ولامطامعه ولا عواطفه , هذا شرط في كل من ولي ولاية عامة او خاصة فهو مؤتمن على من هو مكلف به , من الحقوق والاموال , وهؤلاء قلة ولكن لا يخلو منهم اي عصر , وهؤلاء هم الصالحون حقا , العقل المادى يمكنك من حسن النظر وفقا لما يترجح لك , اما العقل النورانى فهو خاص باهل التقوى ممن يعملون لله , وهؤلاء تعرفهم بسيماهم وتحبهم وتنشرح القلوب لهم , وهؤلاء موفقون ولو امتحنوا فكل الصادقين ممتحنون , وهذا لا يثنيهم عما هم مؤمنون به , هؤلاء لاتغريهم الاطماع ولا يحقدون ولا يحملون غلا ولا كراهية لاحد , عصرنا اليوم يحتاج لمن يفهم تلك النصوص من العلماء كما ارادها الله تعالى , وان يفهم رسالة الدين كما هي , والا يجعل الدين مطيته لما يريد الوصول اليه من المصالح الدنيوية فى مال او سلطة او جاه اجتماعى , نريد فهما اكثر تعبيرا عن الدين وعن رسالة الدين و ليست مهمتنا ان نكتب تاريخ السابقين ومنجزاتهم فتلك مسؤولية المؤرخين , وانما المهم ان نقدم فكرا من جهدنا نضيف به الجديد ونرفع به البناء العلمي الذى يمكننا من الاسهام فى مسيرة الانسان الى الافضل..

( الزيارات : 874 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *