موقف للسيد النبهان عن الدستورعام 52

في عام 1952 طلبت الكتلة الإسلامية في البرلمان السوري من الشيخ النبهان دعم حلب لمطلبها في أن يكون دين الدولة الإسلام..خرج الشيخ إلى الشارع العام وأعلن موقف حلب الغاضب ..واستجابت حلب واستعدت ..وهدد الشيخ رئيس البرلمان رشدي الكيخيا زعيم حلب وزعيم حزب الشعب بأنه لن يدخل حلب إن لم يوافق على دين الدولة الإسلام..

بعد مفاوضات في البرلمان تنازلت الكتلة عن مطالبها واكتفت بأن يكون التشريع الإسلامي من مصادر القانون ..وانتهت الأزمة في البرلمان..غضب الشيخ غضباً شديداً وأرسل وفداً من حلب برئاسة الشيخ محمد الشامي لزعيم الكتلة الدكتور مصطفى السباعى وقال له:طالبتم وكنا معكم مؤيدين وفاوضتم وتنازلتم وفرطتم وتصرفتم بمفردكم وكنا غائبين ..أليس من واجبكم أن تستشيرونا في الأمر قبل أن تتنازلوا وتقبلوا بما قبلتم به.. الشعوب ليست مطية لطموحات السياسيين وليست دمى تتحرك متى تشاؤون….

واليوم.. التاريخ يعيد نفسه ..

حلب تحركت بعد تردد ..وضحت بأغلى ماتملك …وحلب إذا غضبت فإنها تغضب غضب الرجال الذين يتألمون ولا يبكون.. وقدمت أبناءها وهدمت أحياؤها وأحرقت أسواقها وشرد كرامها وجاع أطفالها وشيوخها..إذا كنتم تريدون مفاوضة النظام على الإفراج عن المعتقلين وتجديد الجوازات فما أرخص ما تطلبون وما أغلى ما تدفعون.سيعطيكم من غنائم السلطة ما يريد ويحجب عنكم من السلطة ما يريد…

أليس من واجبكم أن تستشيروا حكماء حلب الجريحة وأسر الشهداء وسكان الأحياء التي تهدمت.والأرياف التي احترقت زروعها وقطعت أشجارها…إن اقتنعتم بمفاوضة النظام فأقنعوا أولياء الدم من المفجوعين والمظلومين قبل أن تفاجئوهم بقراركم..أليس هذا من قيم العدالة والمروءة أن يستشار ولي الدم في حقه..

إن كنتم تريدون مفاوضة النظام على الرحيل كما تدعون فما أوسع آمال الحالمين ..

هل وجدتم على امتداد التاريخ نظاماً يفاوض على رحيله..؟!.

( الزيارات : 1٬257 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *