مولا ي يوسف الكتانى

 ذاكرة الايام.,الدكتورمولاي  يوسف الكتانى

كان الصديق الاقرب الي من اليوم الاول الذى عرفته فيه خلال الشهر الاول  الى النهاية عندما انتقل الى رحاب الله بعد صداقة امتدت لمدة ثمان وثلاثين سنة , وكنت عرفت والده المرحوم مولاي ابراهيم بن سيدى  محمد الكبير الكتانى شيخ الاسرة الكتانية وعميدها , وكانت له شهرة كبيرة نظرا لمواقفه واظنه الشقيق الاصغر لسيدى عبد الحي الكتانى المعروف بكتبه العلمية , وكنت قد عرفت مولاي ابراهيم فى اول زيارة لى الى المغرب قيل اربع سنوات وكنت برفقة الصديق الدكتور حمزة الكتانى , وكان فى السبعين من العمر , وكان رجلا صالحا تقيا وهو مظنة الولاية , ومنذ تلك الزيارة التى تحدثت عنها فى مواطن اخرى ترسخت علاقتى الروحية به , وحدثنى ولده الاكبر زين العابدين انه كان يسأله عنى باستمرار , وكان اولادة يستغربون ذلك , ولم تكن قضية مجيئ الى المغرب واردة , وعندما وصلت الى مطار الدار البيضاء بعد اربع سنوات رأيت ولده الاكبر فى استقبالى , وقال لى والدى ينتظرك , وعندما زرته قال لى لقد تاخرت طويلا , وقدم لى ولده الثانى مولاي يوسف , وولده الثالث مولاي الحسن , رحمهم الله جميعا , قال مولاي ابراهيم لولده مولاي يوسف : وصيتى ل كان تكون صديقا للسيد النبهان , كما اوصانى ان اكون الى جانب مولاي يوسف , وقال كلمته التى كان الكل قد سمعها وحفظها عنه : قال اتمنى  ان تندمجا فى شخص واحد ثم تنفصلا الى شخصين فياخذ كل منكما نصف ما لدى الاخر , من شخصيته وطبيعته , كان مولاي يوسف غضوبا شديد الانفعال وكنت هادي الطبع صبورا لا يظهر علي اثر الانفعال  ولو غضبت , كنا فى طبيعتين مختلفتين , وهناك الكثير مما يجمعنا , منذ ذلك اليوم اصبحنا صديقين يجمعنا حب متبادل وثقة لانهاية لها , كنا فى عمر واحد , كان يفهمنى وافهمه , كان من ابرز علماء دار الحديث الحسنية , وناقش اطروحته للدكتوراه فيها وقد سلمته شهادة الدكتوراه بتوقيعى , لم نختلف قط فى اي امر من الامور , كانت صداقتنا اقوى من كل المحاولات التى كانت تحاول ان تفسد تلك الصداقة , كان صريحا لا بعد الحدود وكنت كتوما , عندما ينفعل كنت امسك بيده , وكان يتقبل منى كل ملاحظة , كان احد ابرز علماء الدار الذين كانت لهم مواقف شجاعة فى الازمات التى مرت بها الدار , وجرى انتخابه نائبال لجمعية علماء الدار , الى جانب مجموعة مختارة من ابرز الخريخين الذين كانوا معى ومعظمهم من طلابي الذين كنت اشرف على اطروحتهم , ومن اشهرهم الذكتور السعيد بوركبة ريئس علماء الدار واحد اقرب المساعدين لى , والدكتور عمر الجيدى الفقيه المالكى الحجة , والدكتور نورى معمر والدكتور المحدث ابراهيم بن الصديق الغمارى علامة طنجه , والدكتور احد اليزيدى عالم القراءات والدكتور علال الخيارى والدكتور عبد السلام الادغيرى , معظم هؤلاء كانوا من طلابى الذين كنت اشرف على بحوثهم , كان الدكتور يوسف ذات شخصية متميزة وطموحة وشجاعة , ولا حدود لطموحه , كان متكلما وله علاقات اجتماعية واسعة وكان يحظى باحترام مجتمعه , لشخصيته المتميزة , وكانت له صلات خارجية كبيرة ويحظى بالاحترام , كنا نلتقى كل يوم لفترة طويلة , نلتقى قبا شروق الشمس ونمشى فى غابة هيلتون القريبة من منازلنا , كنا نرندى ملا بس رياضية واحذية خاصة بالرياضة ونتحدث فى كل شيء , كان يثق بى ويحدثنى عن كل شيء , كان يحب بغير حدود ويخلص لمن يحبه , وكان وفيالاصحابه ويحب عمل الخير , وكان حسن الفهم لما يسمعه , لم يكن ضيق الافق فى افكاره , كان يستطيع ان يختلط بكل الاوساط الاخرى و وكان مرحا متفائلا محبا ودودا حسن الظن يحب الحياة ويفهم كل الاخرين , اما اذا غضب فلا حدود لغضبه , انه يقاوم كل من يتصدى له مهما كان , وكنت اجلس الى جانبه فاذا انفعل امسكت بيده , وكنا مرة فى مؤتمر للعلماء فى طنجه , لتابين ريئيس رابطة علماء المغرب العلامة عبد الله كنون , واختيار خليفة له كرئيس للرابطة , ولما وجد ان الدولة تتدخل لاختيار الرئييس غضب وانفعل , وامسكت بيده وخرجنا من القاعة , وتحدثت معه طريلا الى ان استرد هدوءه , كنت اذكره باستمرار بذلك ونضحك معا , عندما نتحدث عن انفعالاته , تلك الانفعالات جعلت الكثير من اصحابه يخشون من تلك الانفعالات ان تحرجهم , كنا نسافر معا , وسافرنا الى طهران والى بلجيكا والى القاهرة , وذهبنا معا الى العمرة , فى مكة والمدينة , كان صديقا وفيا وكنت احبه واجد فيه النبل والخلق والوفاء , وكان يحبنى  ويفهمنى ويثق بى , ويحدثنى عن كل اسراره وعواطفه , كان يحب بغير حدود ويخاصم بغير حدود , كانت له صداقات كثيرة وعداوات كثيرة , كان فخورا بتراث اسرته الكتانية , وكان يحدثنى عن جده الشهيد سيدى محمد الكبير الكتانى , وكنت على صلة قوية بالاسرة الكتانية واهم فروعها احفاد سيدى محمد الكبير الكتانى  , وهو الفرع الاشهر , ومنهم الشخ عبد الرحمن والفرع الثانى فرع سيدى الطيب وابرز اولاده صديقى الاول الدكتور حمزة الذى كان عوزيرا وعمدة للرباط , وهناك الرع الذى اشتهر بالعلم وهو من احفاد سيدى محمد بن جعفر علامة المغرب والشام ومن اولاده السيد مكى الكتانى والسيد ادريس , ومن احفاده السيد المنتصر والدكتور جعفر واولادهم واحفادهم , وهم كثر فى دمشق والمغرب , وتضم الاسرة الكتانية اكثر من الف وخمسمائة شخص كماحدثنى الدكتر حمزة الذى اعد معجما بكل افراد الاسرة ةلهم مكتبة خاصة بالتراث الكتانى , عندما مرض زرته فى مرضه , ورأيته على خلاف ماعهدته , وحدثنى ابنه الوحيد سيدى المهدى انه بعد زيارتى له استعاد الكثير من صحته , لمدة من الزمن ثم عاد اليه , كنت عندما اراه اشعر ان المرض قد ثقل عليه ولم يعد كما كان وكما عهدته , وانتقل الى رحاب الله , وحزنت عليه كل الحزن , شعرت بقسوة فراق صديق استمر الصداقة بيننا تقارب الاربعين عاما , كان الاقرب لى والاحب الى نفسي , كان من وجوه الاسرة الكتانية ومن اعلامها , كانت له اسهامات علمية وثقافية , انشأ جمعية الامام البخاري واحيانا كان يدعونى لبعض نشاطاتها وندواتها فى عدد من المدن , واصدر عدة مجلات وكان يسعده ان اشارك معه فى كل نشاطاته , كان يفرح عندما احضر معه فى بعض هذه النشاطات , رحم الله مولاي يوسف الكتانى بن مولاي ابراهيم بن سيدى محمد بن الكبير الكتانى , احد ابرز اعلام المغرب واحد اهم ما انجبتهم دار الحديث الحسنية , كان وجها مضيئا من وجوه الدار , وتفخر الدار بمثله , كان يقول لى اننى افخر ان يكون توقيعك على شهادتى العلمية , وزارحلب والتقى بكبار علماء الكلتاوية و واقاموا له حفل تكريم كبرى , والقى كلمة فى ذلك الحفل كماتكلمت فيه , كان سعيدا بتلك الزيارة , كان محبا لسوريا وتلقى علمه الثانوية فى مدينة حلب فى ثانوية المامون فى اطار بعثة مغربية , وما يزال يذكر افضل الذكريات عن حلب , واننى اعتبره ن اكثر الاصدقاء مكانة فى نفسي , ادعو الله له بالرحمة وان يجزيه خيرا .  

( الزيارات : 1٬105 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *