نحن والحداثة

كلمات مضيئة ..نحن والحداثة

كلمة الحداثة من اهم المصطلحات التى اصبحت تتردد فى الحوارات العلمية , الحداثة هي امر بديهي ومنطلق حتمي فنحن ابناء عصرنا ومجتمعنا , واهم قضايانا هي التى نعيشها , وتكلمت كثيرا عن النص وان النص هو خطاب وان المخاطب به هو الانسان والانسان متجدد فى فكره ومتجدد فى اهتماماته ومتجدد فى فهمه لما خوطب به  , والتفسير له طرق كثيرة ولا احد اولى بالفهم من غيره , ولا مكان للتقليد ابدا , والفكر الذى لا يتجدد يستغنى عنه , والحداثة لا تعنى ان نعادى التراث او نقف موقف الرفض منه , التراث هو الذى يجعل حداثتنا اصيلة ذات جذور , الحداثة منطلق صحيح ولكن ان تعنى الاستغناء عن الدين  والتراث والقيم فهذا ليس من  الحداثة, ومن المؤسف ان معظم من رفع شعار الحداثة اعتبر ان الدين هو الذى يرفض الحداثة ويعاديها وان اي حداثة لا بد لها من معاداة الدين , وهذا ما يحاول  بعض دعاة الحداثة  الايحاء به , واعترف ان هناك من يرفض كل حداثة ويعتبرها هي الخطر الذى يهدد الدين وهذا خطأ فى فهم الحداثة , لا احد يمكنه ان يتجاهل الواقع واهمية فهم متطلبات كل عصر,  , مهمة التفسير متجددة والعقل المخاطب بالنص الدينى  مكلف بمهمة التفسيروالتأويل  , منهجان متناقضان وكل منهما يحمل فى داخله اسباب بطلانه ,  منهج دعاة الحداثة ومنهج الرافضين للحداثة , الحداثة لاتعنى العداء للدين , الحداثة منهج عقلانى واقعى ينطلق من فهم الواقع ومصالح كل مجتمع فيما يحتاج اليه , اول خطوة فى الحداثة ان تنطلق من الدين وفهم رسالة الدين والمقاصد التى يريدها الدين وهي رسالة ايمانية واخلاقية , الخصوصيات هي التى تجعل حداثتنا اصيلة عميقة الجذور , لابد من الثقة بالعقل اولا والعلم ثانيا وان نجتهد فى قضايانا والا نخاف من اعتماد عقولنا فى فهم تلك القضايا  , تعطيل العقل منهج ينافى فكرة التكليف والمسؤولية , العقل ليس هو نقيض الدين ولا النص لان العقل هو اداة فهم ذلك النص , ماليس من الدين فلا قداسة له , فلا قداسة للافراد ولا للتاريخ ولا للتراث , الوحي والنبوة مرجعان اساسيان  وما عدا ذلك فهو من جهد العقول المتجددة  , والعقل مؤتمن على البحث عن الحق , وماتراه العقول فينظر فيه ويخضع لمناهج نقدية وعلمية  , لا شيء يمنع مجتمعنا من ان يستفيد من فكر المجتمع المعاصر فيما يراه ملا ئما له ومفيدا , فالتراث الانسان هو جهد الاجيال المتعاقبة,  وكل جيل يضيف اليه ما اسهم فيه ذلك الجيل , تعالوا نرفع شعار الحداثة كمنهج للتفكير العقلانى , كلمة الحداثة لا ينبغى ان تخيف , ما يخيفنا ان نتوقف ومكتفى بما لدينا من تراث الاقدمين ونغلق كل الابواب والنوافذ ونتصور اننا بذلك نختار الطريق الصحيح ..  

( الزيارات : 832 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *