نحو سياسة اقتصادية ذات بعد انسانى

                       

الاقتصاد العالمي يمرّ اليوم بأزمةٍ خانقة ، وهي بداية الأزمة ، ولن يخرج عالمنا من هذه الأزمة ، وسوف  تزداد الأزمة خطورة مع الأيام ، لأن الاقتصاد المعاصر بُني على أساسٍ غير أخلاقي ، ولم تُراع فيه مصالح الشعوب والطبقات العاملة ، وهناك تنافس غير أخلاقي على تحقيق الأرباح والنجاح في المنافسة ، وحلّت الآلة مكان الإنسان ، واستُخدمت الآلة وانتشرت البطالة بين العمال ، وأصبح العالم يبحث عن سُبل جديدة للتشغيل ، وأصبح شعار الاقتصاد المعاصر ، استهلكوا كلّ شيء ، وزيدوا في الاستهلاك ما استطعتم ، واشتروا كلّ شيء ، ما تحتاجون ومالا تحتاجون ، وانتشرت الإعلانات لترويج البضائع والسلع ، ودعوة الناس للاقتراض من البنوك لشراء كلّ شيء ، وبهذا الأسلوب تزدهر المصانع المنتجة وتزداد أرباحها وتزداد أرباح البنوك بما تقرضه للمحتاجين ، وتزداد ثروة الأغنياء ويحمل الفقراء أعباء هذه السياسة الاقتصادية الأنانية الغبية التي ستقود العالم لا محالة إلى حافة الإفلاس..

لا بد من التغيير والإصلاح ، فلا يمكن الاستمرار في هذه السياسة الاقتصادية ، والطريق مسدود ، ولا يمكن لشركات الإنتاج العالمية أن تبني مجدها على أنقاض المستهلك الضعيف الذي تغريه بالشراء ، وتقرضه المال ثم تلاحقه لتسديد ديونه ….

لا يمكن لشركات السيارات أن تتنافس في الإنتاج بأكثر مما يحتاجه السوق ، ثم تدعوهم لشراء كلّ هذا الإنتاج ، ماذا يخسر المجتمع العالمي لو أنتجت مصانع السيارات نصف إنتاجها ، وأغلقت بعض مصانع السلاح أبوابها ، ولا يمكن للعالم أن يقبل بشن حروب مدمرة لترويج السلاح ، وإعادة إعمار ما هدمته الحرب لكي يزدهر الاقتصاد العالمي ، لقد احتلت أمريكا العراق ظلماً وعدواناً ، ودمرت كلّ بنيته التحتية ، من طرق وسدود ومصانع ومنشآت عمرانية وإعادة الإعمار سوف يمكن الاقتصاد العالمي من استعادة قوته بفضل ما سوف يُنفقه العراق ويدفعه لشركات الإعمار ، وسوف تتمكن مصانع السلاح من عقد صفقات السلاح ، لكي تتمكن دول الخليج من الدفاع عن نفسها في مواجهة الخطر الإيراني ….

ما أسوأ ما نراه ، وما أكذب ما يقوله أولئك الذين يروجون لمصالحهم ويسوّقون إنتاجهم من السلاح والمشروعات الوهمية بالتخويف من دول الجوار وإثارة الحساسيات المذهبية ، ويجب أن نحذر من هؤلاء الذين يُظهرون المودة ، وهم يخططون للاستيلاء على ثرواتنا وابتزاز دولنا ، والكلّ يعرف ما يفعلون ولا أحد يجرؤ على التصدي لما يخططون ..

( الزيارات : 1٬700 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *