نعم..للقضاء على البطالة

 

 

ليس المهم أن نتّجه لزيادة الإنتاج وإنما المهم أن نتّجه لزيادة التشغيل ، والتخفيف من نسبة البطالة في المجتمع ، فالإنتاج لم يعد مهماً بعد أن أصبحت الآلة قادرةً على إنتاج يُغرق الأسواق ، ويجب أن يتجه الاقتصاد لإنتاج ما يحتاج إليه المجتمع من المواد الضرورية والغذاء والدواء والطاقة والكهرباء ، والاستفادة من التطور العلمي لإحياء الأراضي وزيادة إنتاجها ، وبناء السدود والاستفادة من الطاقة الشمسية وكلّ الطاقات الطبيعية ، وتطوير الزراعة ومضاعفة إنتاج الأرض.

ومجتمعنا يحتاج إلى إنتاج الحياة وليس إنتاج الرّفاه ، ويحتاج إلى اقتصاد يُشجع التشغيل ويُوفر العمل للعمال ، وليس إلى اقتصاد ينشر البطالة ويُفقّر العمال ويرمي بهم في الشوارع ، والأزمات الاقتصادية قادمة ، ولا يمكن إيقافها مادام النظام الاقتصادي العالمي يسير بطريقةٍ خاطئةٍ ، ويغرق أسواق العالم بإنتاج السلع الكمالية التي يمكن الاستغناء عنها ، وأصحاب الدخل المحدود هم الأكثر عدداً وهؤلاء يحتاجون إلى شراء السلع الضرورية ، ولا يملكون الأجور العالية التي تمكنهم من شراء السلع الكمالية ، وليسوا بحاجة إلى تشجيع البنوك باقتراض أثمان ما يشترون ، ومن الطبيعي أن تتكاثر الديون المتعسرة ويتوقف المدين عن سداد الدين والفوائد المترتبة عليه ، ولماذا يتجه الإعلام لتشجيع الاستهلاك وإغراق المستهلك بالديون ، عن طريق إغرائه بالسلع الكمالية الجديدة ، وهذا تغرير للمستهلك ودفعه للاقتراض المستمر ، في الوقت الذي تهدد البطالة هذه الشرائح الاجتماعية ، ولا خيار لهؤلاء إلا اللجوء إلى الجريمة والاختلاس والعنف للحصول على المال..

والوفاء بالأقساط المفروضة عليه لكي تتمكن البنوك من تحقيق أرباحها المتوقعة ، ولكي تضاعف المصانع من زيادة إنتاجها..

وإذا لم تتدخل الدول بقوانينها العادلة لضبط مسيرة الاقتصاد العالمي والتحكم في هذه الفوضى ، وتقييد الحريّات الفردية بالمصالح الاجتماعية فإن من المؤكد أن الأزمة الحالية هي بداية أزمات أكثر خطورة ، ولا يمكن تحقيق أرباح على حساب المستهلك الضعيف ، ويجب أن يُنتج الاقتصاد السلع التي يحتاجها المواطن …

ويجب أن يتجه الاهتمام لتشجيع الإنتاج الوطني ولو كان أقلّ جودة ، ولكنه الوسيلة الوحيدة للتخفيف من أخطار البطالة في المجتمع ، ولا يمكن أن ينمو اقتصاد الدول الغنية على حساب الدول الفقيرة ، ومن الطبيعي أن يتجه المستهلك لشراء السلع الرخيصة وأن يستغني عن السلع الغالية ..

( الزيارات : 1٬684 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *