نفحات روحية .لا تناقض اذا حسن الفهم.

 

 

نفحات روحية..لا تناقض اذا حسن الفهم..

عندما كنت اقرأ كلمة عن احد اعلام التصوف كنت اتساءل فى حوارى الداخلى مع نفسي عن كيفية التوافق بين  المنهجية الصوفية الروحية ذات البعد المثالى  وبين مطالب الحياة الواقعية واهمية ان يكون الانسان اجتماعيا ومتعايشا ومشاركا فيما هو مكلف به ومؤتمن عليه من المسؤوليات التى اناط الدين امرها بالانسان وجعله مؤتمنا عليها , كنت اتساءل هل هناك تعارض بين الامرين , وهل يعنى ذلك ان  يترك الانسان الاسباب , وهي من العبادة التى امر الله الانسان  بها  , كنت اضيق بمن يرى ان الصوفية تعنى السلبية والعزلة والغاء التدبير العقلى , وكنت اتذكر ابن عطاء الله الذى  كتب عن اسقاط التدبير , لم يكن لدى اي اشكالية فى ذلك التوافق بين المنهجين  ,  وكنت ارى ان احد المنهجين لا يلغى الاخر ولا يتناقض معه , وكان يعجبنى ذلك المنهج الروحي الذى يطرق بابى بين الفينة والاخرى يذكرنى بما كنت غفلت عنه من المعانى الروحية , وتوقفت عند كلمة جميلة كنت اتذكر معناها فى كثير من الوقفات التاملية التى كنت اعيشها فى منعطفات من حياتى الواقعية , هذه الكلمة لابي طالب المكى فى كتابه قوت القلوب  فى  الجزء الثانى منه  :

فمن عقل عن الله حكمته كان مع الله لاتعالى فيما حكم , مسلما له ما شهده لانه سبحانه باختياره انشأ الاشياء , وبمشيئته ابداها …لا يكون مع نفسه فيما يهواه ولا مع معتاده وعرفه فيما يعقل ,..

تأملت فى هذه الكلمة التى منحتنى شعورا بالراحة وشعورا بالسكون , وشعرت ان هذا الكون المحكوم بارادة الله وتدبيره يسير كما اراده خالقه ومدبره والحكمة فيما اختاره الله , وكلمة الرضا بما اختاره الله لا يعنى ان يرضى بالنقصان والتقصير,  وهذا لا يدخل فى باب الرضا , ومعنى الرضا ان ترضى بقضاء الله من باب الادب مع الله والا تعترض عليه ولا يعنى هذا ان ترضى بالتقصير وتدعى الرضا في كسلك وتقصيرك,  وهذا هو الجهل المذموم الذى يتنافى مع المعنى المراد , تلك تاملات فى لحظات نراجع فيه انفسنا ولا بد لنا من تلك التأملات التى تجعلنا اكثر فهما لما نحن فيه واقرب الى فهم ما اختاره الله لنا وقد يكون الخير فيه عندما تكتشف الحكمة ..

( الزيارات : 981 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *