نفحات روحية

نفحات روحية
العلم الذى اهتمت الشريعة به واولته كل الاهتمام هو العلم الذى يتعلق بافعال الجوارح وسلوكيات الانسان , من عبادات ومعاملات , وما تجاوز ذلك هو منهج تربوي يراد به الارتقاء بالانسان المكلف لكي تصدر عنه افعاله بطريقة اسمى وارقى , ففى مجال العبادات يكون اكثر صدقا واخلاصا فى ادائها , ولاشيء يجعل الجوارح خارج المسؤولية , فما هو مكلف به الانسان ان يؤدى ما يجب عليه بكل اركانه وادابه , وما هو مدرك ومشاهد يمكن الحكم عليه , وما هو فى القلب من الخواطر والبواعث لا يمكن التحكم فيه الا بارادة صاحبه , والانسان مسؤول عما يصدر عنه ولا سلطان لاحد عليه فيما يختاره لنفسه من انواع السلوك , ومن الجهل ان يدعي البعض انهم اوصياء على الخلق فيما يختارون لانفسهم من انواع السلوك , وكل فرد مكلف ومسؤول عما يصدر عنه , اما المعاملات التى يحتاج اليها الانسان فالعلم فيها ان تعرف قواعدها واحكامها وتؤديها من غير اخلال بقواعد العدالة او استغلال لضعف الاخرين , وقد وضع الدين ثوابت المعاملات وترك للانسان ان يختار ما يصلح له فى عصره وفي مجتمعه , ولا يتجاوز ثوابت الدين فى اخلاقية تلك المعاملات , , والمتغيرات كثيرة وهي كل ما يحتاج اليه الانسان لكمال الحياة واستمرارها , وكل مجتمع يضع نظامه الاجتماعي بما يراه افضل له واكمل , والانظمة تتجدد لانها من وضع الانسان , ولكن لا يمكن تجاوز الثوابت التى اقرها الدين واهمها كرامة الانسان وحقوقه الانسانية ولاتفاضل عند الله الا بالعمل الصالح , والمصالح معتبرة ولا يمكن تجاهلها , وكل ما يؤدى الى ظلم الانسان وبخاصة المستضعفين فهو مما يحرمه الدين , واقرب الناس الى الله هم الصالحون ولا مكان لاعداء الانسان عند الله مهما فعلوا , فى مجال الحكم فلا سلطان لاحد على غيره فى امره الا بتفويض ارادي منه لا اكراه فيه ولا تخويف ولا اذعان لهيبة , وفي مجال المال فلا احد يملك مالا يملكه غيره الا بجهده وقيمة عمل من غير تجاوز لذلك , وبما يساوى قيمة عمله , وكل مال نما عن طريق الفساد والاحتكار واستغلال المستضعفين فلا شرعية له ولا يورث , لانه غير مملوك لصاحبه الذ ى يدعيه ويسترد المال المغتصب ممن اغتصبه ممن يملطون القوة وما جاء عن طريق التغلب فلا شرعية له من سلطة اومال ويطبق عليه ما يطبق على كل الحقوق المغتصبة , من غير تردد فى ذلك , ولا احد يحرم من الرزق الذى اراده الله لكل خلقه من الموارد الطبيعية وما فى البحار والفضاء واعماق الارض ,وهذ هو الرزق الذى لا يحرم منه من يحتاجه والمستضعفون امانة فى اعناق مجتمعهم لا يحرمون من رزق ولا كرامة ولا اي حق من حقوقهم الانسانية , ومن اعتدى على الابرياء من خلق الله من اية فئة او دين او مذهب فقد حارب الله فى الاساءة لخلقه ولو كانوا فاسدين او منحرفين وحسابهم على الله وليس للانسان سلطان وصاية او اذلال للاخرين ومن اعتدى او تجاوز او اخاف الابرياء فقد سعى فى الارض فسادا , ولا احد اقرب الى الله ممن امن وعمل صالحا , وهؤلاء لهم اجرهم عند ربهم ..
( الزيارات : 1٬023 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *