نفحات روحية

نفحات روحية

لا احد من الخلق يبلغ الكمال المطلق على الدوام ، لحظات صفاء قد تعترى النفوس ولاتدوم ولا يمكنها ان تدوم ، فمن شعر بشيء من الصفاء فى لحظات الصفاء اصابه خير كبير ، ويمكن لهؤلاء ان تصدر منهم هفوات فى لحظات الغفلة ولاتدوم ويستيقظون بسرعة من تلك الغفلة ، لا احد من السالكين لاتعتريه الغفلة واذا شعر بها فلا يعنى ذلك انه قد اضاع كل شيء ..
………………………………………………..
نفحات روحية
يراد بالسر هو ما غيبة الحق عن الخلق لحكمة ارادها واختصها بذاته فلا يطلع عليها غيره ، والسر مكانه القلب فلا احد يطلع عليه ، وعندما تطهر القلوب وتصفو يكون ما تخفيه سرا لاتعكره خواطر السوء ولاغفلة القلوب ، وهناك عقد السر وهو ما يعاقد به العبد ربه من الالتزام بما يحبه الله منه فلا يتحاوز ولا يصدر منه ما هو مخالف لما وعد به والتزم ، قلة من اهل الصفاء القلبى اذا عقدوا فى سرهم امرا التزموا به فلا يفعلون خلافه ، لانهم عقدوا فى السر عهدا ان يلتزموا به..
……………………………………………….
نفحات روحية..
التربية الروحية كالفيتامين الذى يحتاجه البدن لكي يكون اكثر قوة ومناعة ، والتربية الروحية غايتها ان تكون النفس اكثر قوة ومناعة فى مواجهة الغرائز الفطرية الملحة الشهوانية اولا والغضبية ثانيا التى تستجيب لها معظم النفوس ، غاية التربية الروحية ان تجعل النفوس اقل استجابة لتلك الغرائز ، اذا تجاوزت التربية الروحية المقادير المقررة ووقع الاهتمام بها والمبالغة فيها اعطت نتائج عكسية وساءت النفوس وانعكس ذلك على سلوكها ومشاعرها وتحكمت فيها الوسائس والاوهام وشعر صاحبها بالتميز الذى يشعره بالكبر والترفع ولا يقبل الاخر ويضيق به ويحسب انه فى درجة الكمال ، قد يكون بعض هؤلاء صادقين فيما هم فيه ولكن النفوس تستجيب بسرعة لاوهامها وتتحكم فيها اهواؤها ..
…………………………………………………
نفحات روحية..
عواطف الحب والكراهية هي ثمرة للمعرفة فمن عرف الشيء احبه او كرهه ، ومن عرف الرجال احبهم او ابغضهم ، المهم ان تبنى المعرفة على اساس صحيح لاتوهم فيها ، من تعرفه جيدا وتراه الافضل تحبه لامحالة ، ومن تراه الاسوأ تكرهه ، ومن احب اخر ولم يكن يعرفه فقد يتراجع عن حبه له اذا عرفه ، ومن عرف الله حق المعرفه احبه وتعلق به وهو اسمى عواطف الحب…
………………………………………………..
نفحات روحية
التربية الروحية تجعلك اكثر ادبا وارقى خلقا وأكثر رحمة وأقرب الى الآخرين وبخاصة المستضعفين فى الارض ، اذا لم تكن هذه الاوصاف فيمن تربى فى ظل التربية الروحية فلا أهمية لتلك التربية ولا فائدة منها ، كل شيء يطلب لثمرته ، فان لم تظهر تلك الثمرة المرجوة فلافائدة مماتغرسه من أشجارها ..
……………………………………………………………
نفحات روحية
كنت الاحظ خلال رحلتى العلمية ان هناك طائفتين من الدعاة الى الله والمتفرغين للدعوة ، شعارهما واحد وهو العمل لله تعالى ، الطائفة الاولى كانت تقرب الناس من الله تعالى بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة والوصول الى القلوب والتأثير فيها وتغذيتها بقيم الرحمة والمحبة والتسامح والاسهام فى اصلاحها والنهوض بها لكي تكون اقرب الى الله واحب اليه ، وهناك طائفة اخرى ترفع شعار الدين والتمسك به ، و قد وجهت سهامها الى كل الاخرين تكفيرا واتهاما وتنفيرا، وجعلت المؤمن مشركا ، والمذنب مجرما ، والبرئء متهما ، والقريب من الله بعيدا ، ما اقسى مافعله هؤلاء فى مجتمع الاسلام من تشويه للقيم الاسلامية وتشكيك برموز الاسلام واعلامه ، كل طائفة من هاتين الطائفتين تؤدى وظيفتها ، فمن احسن منهما فله احسانه ومن اساء فعليه وزر ما اساء فيه…
……………………………………………………………..
نفحات روحية
اهل الصفاء الروحي يدركون بالنور الالهي مالا تدركه عقولهم مهما ارتقى فهمها ، ويقفون على الشواطئ يتساءلون..
……………………………………………………………………..
نفحات روحية
هناك لذات بدنية يميل اليها الطبع وتستلذها النفس الا انها تنتهي سريعا وعندما يعتادها الانسان يمل منها ، واحيانا تولد انقباضا فى النفس ، بخلاف اللذات الروحية فقد تضيق بها النفوس فى البداية وتشعر بالانقباض منها ، وعندما يقبل الانسان عليها يشعر بالتثاقل منها ويتمنى انها لاتكون ، الا انه يشعر بلذتها فيما بعد ، اللذات الروحية اكثر دواما وتعتمد على التخلص من الشهوات البدنية بعد مجاهدات قاسية ، لا احد تشعره المجاهدات الروحية بالسعادة الا اذا استلذها ، وهناك من يجد سعادته فى مقاومة اللذات البدنية والتغلب عليها طلبا لما هو اسمى ، وهؤلاء قلة من اهل الرعاية ..
………………………………………………………………………
نفحات روحية
من تأمل فى سر التسخير ادرك الحكمة فى التدبير…
……………………………………………………………………
نفحات روحية
من علامات محبة الله لعبده انه يحبب الاستقامة الى قلبه فتصبح له خلقا وطبعا ، هذه هي الكرامة التى يكرم الله بها الصالحين من عبادة ولاكرامة خارج الاستقامة ، من توهم الكرامة خارج الاستقامة فقد اخطأ الفهم وانحرف عن الطريق ..
………………………………………………………………………..
نفحات روحية
يخطئ الانسان عندما ينسب لنفسه من القوة مالا يملك ،انت قوي ليس بذاتك ، ولكن بمن يحميك ومن يمدك بتلك القوة ، عندما تتجاوز فانت مسؤول امام من يحميك الاتفعل مايسيء والا تتجاوز ماهو مرسوم لك لئلا تؤدى حركتك ونشاطك الى استفزاز مشاعر الاخرين والاساءة اليهم ، لاتتوهم انك اكبر مما انت فيه ، من طبيعة الانسان ان يكبر بالوهم ويزداد بذلك خطؤه ، من استغرق فى نومه وطال رقاده فلا بد الا ان يوقظه ضوء الصباح ، غاية الابتلاء التى يوقظ الله به الغافلين من عباده ولو كانوا من الصالحين ، انه يشعرهم بالحكمة واحيانا بالرعاية ، بعض الابتلاء يحمل معنى الرعاية لكي يستيقظ الانسان من غفوته فى الوقت المناسب..
……………………………………………………………………
نفحات روحية
اذا طوقتك خاطرة واخذت تطوف حولك وتمسك بك ولاتغادرك فلاتدعها تذهب ، استجب لها ولاتجعلها تفلت منك ،انت لاتعرف الغيب ،ما جاءتك عبثا فلا شيء من العبث فى الحياة ، لا تحاول ان تفهم كل شيء ،فهناك مالا يفهم ولو بدا لك مفهوما ، تلك اسباب ومقدمات ولا شيء خارج الاسباب ، ماتراه قد يفتح لك بابا مغلقا او يغلق عليك طريقا كنت تريد ان تمشي فيه ، بعض الطرق مظلمة ولكنها تخفى اسرارها وتبدو لك باسمة ومنيرة ، فكر وتأمل واستشر ، ولكن فى النهاية سيكون ماهو مقدر عليك …ما اشد غباء الانسان عندما يظن انه يعلم كل شيء من امر التدبير الالهي للكون والانسان …
……………………………………………………………………….
نفحات روحية
الاصل فى النفس البشرية بحسب الفطرة والتكوين انها تميل الى الفضائل والكمالات ولكنها تميل بحكم العادة والاعتياد الى الملذات الحسية والجسدية ، والعادة مؤثرة وغالبة ، وتستجيب النفس لها من غير تردد ، لان الملذات مطلوبة وملذوذة ، الصحة النفسية تكتمل عندما تتجه النفس لتحقيق كمالاتها ، وعندما تتجه النفس الى سلوكيات النقصان تعبر عن المرض النفسي وهو خلاف الصحة النفسية ، الصداقة مؤثرة فى تكوين العادات وترسيخها ، فمن احسن اختيار من يصادقه كان اقرب الى الكمال ، ومن اساء فى اختيار صديقه شجعه على ماتميل اليه النفس من الملذات والشهوات..
………………………………………………………………………
نفحات روحية
تنتشر ظاهرة خوارق العادات لدى كثير من العوام وفى المجتمعات الاقل فهما لثوابت الدين واصوله ، عندما يكثر الجهل ويعم تكبر المبالغات والاوهام التى تسيء لثوابت العقيدة وينسب الى الدين ما يشوه صورته مما لا اصل له فى الدين ..
………………………………………………………………………….
نفحات روحية
قلت لطلابى فى الدكتوراه قبل ان اودعهم : لقد اعطيناكم العلم كله ونجحنا فى مهمتنا ، وفشلنا فى اعطائكم اخلاقية العلم ، فاخلاقية العلم هي الاشجار التى تورق وتثمر فى القلوب خيرا ونورا..
………………………………………………………………….
نفحات روحية
التاديب خاص لمن كان له اهلية لبلوغ الكمال ، وفاقد الاستعداد للكمال فلا ينفع معه التأديب ..
……………………………………………………………………………
نفحات روحية
قال لى السيد النبهان طيب الله ثراه :
تعلم منى ما لايمكن لك ان تجده فى الكتب ..
………………………………………………………………………..
نفحات روحية
العقول محكمة ، فما رفضته لقبحه فلا مجال لقبوله..
……………………………………………………………………..
نفحات روحية
لا شيء من الاحوال الروحية والسلوكية مبررة او مقبولة او محمودة اذا تضمنت شيئا مخالفا لاصول العقيدة والشريعة او مما ترفضه العقول الراجحة التى بها يكون التكليف والاهلية ، وما تجاوز ذلك فهو من التجاوز الجاهل..
………………………………………………………………………..
نفحات روحية
من الادب مع الله الا تتكلم فيما اختص الله به من حكمة التدبير ، عندما تفهم عن الله ما يريد ترضى بما اختاره لك..
……………………………………………………………………..
نفحات روحية
كل علم خاض فيه غبر اهله من غير العارفين باسراره والمدركين لاصوله والراسخين فى معرفة طرقه اساؤوا اليه وانحرفوا عنه واضافوا اليه ماليس منه وتجاوزوا منه مالم يفهموه وعبثوا بمفاهيمه جهلا منهم به , ما اشد محنة العلوم بمن ادعى العلم بها من غير اهلها , لكل علم اهله العارفون به والغيورون عليه , ليس كل من ادعى العلم فهو مصدق فيما ادعاه , لا يحتج بعلم عالم الا ان يكون من اهل الاختصاص اولا واهل التقى والاستقامة ثانيا , من تعلم ولم يتعلم اخلاقيات ذلك العلم فلا يحتج بعلمة , العلم معرفة , ولا يؤتمن غير اهل الاستقامة على ما يعلمون , اذا لم تهتم مؤسسات العلم ومعاهده باخلاقيات العلم فلا قيمة لذلك العلم , ولن تنبت اشجاره ما يرجى منها من ثمار ..
………………………………………………………………………………
نفحات روحية
امور ثلاثة اساءت الى صورة التربية الروحية ولو استقامت تلك الامور وحسنت لاستطاعت تلك التربية ان تكون افضل مما هي عليه ،
اول هذه الامورقلة الاهتمام بتلك التربية وقلة الصدق فيمن اهتم بها ، وصدق الارادة هو اهم شرط فى هذا الطريق ، ليس هذا الطريق رحلة سياحية ممتعة يطمع فيها من دفعه هواه فيها وانما هي اختيار وارادة ،
وثانى هذه الامور هو انتحال كثير من الجهلة من العلماء والعوام لها وما اكثر هؤلاء فى هذا العصر ، وهؤلاء ادعوا المعرفة بالطريق والذكر وتحدثوا فى الكرامات والغيبيات والشطحات وامسكوا المسابح وادعوا معرفة كل شيء عن الطريق ..
وثالث الاسباب ان معظم رموز التربية الروحية والصوفيه فى عصرنا وفى مجتمع يكثر الجهل فيه يكثر هؤلاء ، و هم جاهلون بادب الطريق والسلوك واصبح ادعاء الطريق مهنة للوصول الى الدنيا من مال وجاه ، ومعظم هؤلاء هم عن الاستقامة بعيدون وعن الحق مبعدون..
………………………………………………………………….
نفحات روحية
من عرف الله عن طريق المحبة ولم يشعر بالخوف منه فلا بد الا ان يتمكن منه البسط والتساهل وقد يقوده ذلك التساهل الى ترك ما هو واجب عليه , وما اكثر الذين ضلوا عن الطريق وانحرفوا بما اصابهم من العجب والكبر والترفع , وقد يسيطر الوهم عليه فيتخيل انه الا قرب الى الله والاحب اليه , ما اشد جهل هؤلاء بربهم , وفى هذة المرتبة تكثر الشطحات والانحرافات , وانحرافات هؤلاء لا علاج لها , وقلما يفيقون من الوهم , وهناك فريق اخر يسيطر عليهم الخوف ويكبر فى داخلهم ويتوهمون انهم الاكثر ذنوبا والاقل قربا , ولا اجد فى هؤلاء فهما لمعنى المحبة التى تشدهم الى الله وتشعرهم بالانس به, من كبر الخوف فى قلوبهم كانوا عرضة للانقطاع عن الله ويشتد عليهم الشعور بالوحشة , والعلاقة بالله تعالى لا بد فيها من المحبة والخوف معا , لكيلا تكون الوحشة غالبة , تعالوا نقترب من الله بتصحيح المفاهيم الروحية والاقتراب من الله مع الهيبة منه , وهذه هي المرتبة الاكثر فهما وسموا ..
……………………………………………………………………
نفحات روحية
القوة الشهوانية اذا تمكنت اثمرت الطمع ، والقوة الغضبية اذا برسخت ادت الى الحقد ، والقوة العقلية اذا نضجت قادت صاحبها الى الحكمة ، كل قوة من القوى الثلاث اذا زادت او نقصت كانت رزيلة ، واذا اعتدلت كانت فضيلة، مهمة المجاهدات النفسية انها تمنع تجاوزات تلك القوى وجموحها ..
…………………………………………………………………………….
نفحات روحية
المجاهدات الرو حية المتكلفة والتى تخفى حظا من حظوظ النفس فى تطلعها للتميز والظهور لا قيمة لها ولا ثمرة ، المجاهدات ليست بالمجاهدات التى تتطلب حمل النفس على مالا تطيق من انواع السلوك التى ترفضه الفطرة السليمة ، وانما بما تخلفه من آثار وما تنبته من ازهار ، المجاهدات الحقة والمفيدة والمثمرة هي ما كانت ناتجة عن احوال روحية ونفحات نورانية ملهمة ، تنتج صفاءا وتوقد عزما ، حظوظ النفس لاتتجاوز النفس وفى الغالب تجعل العوائد من العبادات وسلوكيات الغفلة من القربات ..
………………………………………………………………………………
نفحات روحية
كان يمكن للفكر الصوفي ان يتطور وينهض ويسهم فى رقي المجتمعات الاسلامية فكرا وتربية وسلوكا نظرا لاهمية التربية الروحية فى التخفيف من النزعة الفردية والانانية البغيضة والمغالبات بين الانسان والاخر للبحث عن الكمال ، ومن المؤسف ان الفكر الصوفى تراجع وتوقف وانشغل بالاوهام والمبالغات والشطحات ، وسار بعيدا عن مناهج ائمته الصالحين واصبحت مجالسه الروحية اقل التزاما وادبا مما كان عليه السابقون ،اصبحت الصوفية فى عصر المتاخرين اكثر تعلقا بالدنيا واكثر تطلعا الى مظاهرها ، صوفية الاولين كانت صافية نقية بعيدة عن الدنيا واقرب الى الاستقامة والصفاء الروحي ..
……………………………………………………………………
نفحات روحية
ليس الباطن من شؤون الغيب الذى لا يجوز الخوض فيه ، وهو مدرك بآثاره ، وهو من صفات النفس التى تخضع للتاديب والترويض ، بخلاف الغيب والإيمان به فهو غير مدرك بالعقل ، وهو مما اختص الله به وأمر الانسان بالايمان به تسليما وعدم الخوض فيه الا بمالا يتجاوز ماهو معلوم منه عن طريق النقل وليس العقل فلا سلطان للعقل فيما لا يدركه العقل ، الباطن هو ما ارتبط بالبواعث والنوايا والمقاصد ، وقد يكون ما يخفيه الانسان منه حسنا او سيئا ، كالرياء والعُجب والحقد والكبر ، وهي صفات البا طن ، فاذا حسُنت وارتقت كانت حمدا وشكرا وصفاءا وإخلاصا ، ما اجمل ان يكون الباطن نقيا وصافيا لا كراهية فيه ولا بغضاء ، باطنه كظاهره ، وهذه هي صفات الصالحين ًً
…………………………………………………………………
نفحات روحية
احيانا تعرف اشخاصا قبل ان تلقاهم ، وعندما تلقاهم تشعر كانك تعرفهم من قبل ، الارواح تتلاقى احيانا قبل ان تلتقى اجسامها ، ما اروع ان تلتقى الارواح بعيدا عن الحجب ، وان تصفو النفوس وتكون اكثر رقيا فى مشاعرها الانسانية واكثر رحمة بكل الاخرين ، قسوة القلوب يحتاج الى تغذية ايمانية وروحية تخفف من اثارها لكي تكون اكثر رحمة ..
……………………………………………………………………….
نفحات روحية
الخير يصدر من أهله والشر لا يصدر حتما الا من اهله والمستعدين له ولا يصدر من غيرهم الا مكرهين عليه ، لا يصدّق المسلم فى إسلامه اذا اقبل على فعل الشر راضيا به من غير تردد ولا تململ ، افعال الشر تعبر عن نفسية قلقة مكتئبة قاسية لا مكان فيها لمحبة الله ولا للقرب منه وان ادعى صاحبها التقى والورع ، الصالحون المحبون لله تعالى لا يصدر منهم الشر ولو حُملوا عليه كرها او اجبروا على فعله ، ان فعلوه كرها ضاقوا به وحاولوا التخلص منه ، انهم يخجلون منه لانه لا يليق بهم ، فاعل الشر تلا زمه آثاره وتنعكس على ملامحه ظلماته ..
……………………………………………………………………….
نفحات روحية
ليست الغاية من الطاعة والعبادة للله تعالى الا تصاب بماتكره من الكوارث والامراض والالام فى صحتك ومالك واسرتك ، ما قدره الله عليك وماقامت الاسباب عليه سيكون لامحالة ، فلن يندفع عنك ماهو مقدر عليك مما يسبب لك الالام والاحزان ، مهمة الايمان والطاعة انه يساعدك على فهم ماهو مقدر عليك والرضا به وتجد الحكمة فيه وتكون اقدر على الصبر عليه وتشغر ان الله معك برعايته و رحمته ..
……………………………………………………………………………
نفحات روحية
مجالس الذكر اذا تضمنت ما يخل يالادب مع الله فلا فائدة منها ولا اثر لها ، اذا تضمنت ما ينكره الدين او الاخلاق او ماترفضه العقول السليمة فهو منكر لادلالة له الا الجهل باداب الدين ، لا شيء يرافق الاذكار سوى الادب فى ادائها ، الوجدانيات المنكرة والشطحات والحركات والانفعالات وما نجده فى مجالس الذكر هو من المنكرات التى لا يقرها الدين ولا يبررها العفل ولا تستسيغها الاداب الاجتماعية ..قاوموا ماهو منكر بانكاره ..
………………………………………………………………………………. 

نفحات روحية
الخاطرة التى مصدرها العقل يمكن ان تكون محمودة او مذمومة ، فاذا كانت مؤيدة بفوة روحية جعلتها اكثر اخلاقية وانسانية لان العقل وحده يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر والمصالح والمفاسد ، ولكنه يضعف امام القوة الغريزية التى هي اكثر الحاحا ، وتوجه العقل اذا تمكنت منه الى الانزلاق فى متاهات الاهواء التى تخضعه لسيطرتها ويستجيب لها راضيا مقبلا واحيانا يغالبها ويصارعها ولايستطيع العقل ان يتصدى لتلك الاهواء دائما الا بجهد عقلي مؤيد بقوة روحية تجعل العقل نوراني الاستعدادات ويمسك بزمام صاحبه عندما تناديه خاطرة الهوى ، لا بد من قوة تؤيد دور العقل لكي يكون اختياره عاقلا وراقيا ويليق بكمال الانسان ، كم من العقول انحدر اصحابها من قمة الى هاوية ، ليس كل من ملك العقل استجاب له ، هناك عقول ارهقت اصحابها بسيطرة اهوائها على قراراتها واختياراتها فكانت الكوارث والنكبات ، ليل العقلاء طويل وشديد الظلمة الا اذا اضاءت المشاعل الروحية انواره وجعلته اكثر حكمة وانسا واقل كأبة وحزنا..
…………………………………………………………………………..
نفحات روحية
اهم شيء تميز به الفكر الصوفي وتفوق ولم يستطع احد ان يصل الى ما وصل اليه ذلك الفكر من اهتمام بالنفس ومجاهدة جموحها و التغلب على صفاتها المذمومة ، واهمها ما هو ناتج عن قوتها الشهوانية وقوتها الغضبية ، لا احد لا يملك نفسا امارة بالسوء اذا قويت طغت واذا تحكمت ظلمت واذا استغنت تعالت واذا حكمت قست وطغت ، مهمة التربية الصوفية انها تجعل النفوس اكثر استعدادا للخير واكثر قدرة على التحكم فى الغرائز الفطرية لكي تكون خاضعة لقبضة العقل والشرع ، هذه اهم ما اهتمت به التربية الصوفية الاصيلة قبل ان تنطفئ انوارها وتغرب شمسها وينحرف الكثير من رموزها ومدعيها عن منهج الاولين من الاهتمام بالصفاء الروحي والادب والخلق والتواضع ومحبة الاخرين والتماس العذر للمذنبين والعمل فى خدمة المستضعفين ، هذه هي صوفية التربية الروحية التى تجعل النفس اكثر رقيا واقل تعاليا واستكبارا ..ما احوجناالى تلك الصوفية الراقية فى اهدافها الاكثر التزاما يثوابت الدين والاقل حقدا وطمعا وقسوة وظلما وغفلة عن الله تعالى ..
……………………………………………………………………….
نفحات روحية
الورع هو الابتعاد عما حرمه الله ، فمن ادعاه وتظاهر به ولم يكن فيه خسر وثقل عليه ابتلاؤه..
………………………………………………………………………….

نفحات روحية
يشتد الجهل عندما تتمكن الغفلة من الانسان ، والجهل هنا ليس نقيض العلم ، وانما هو نقيض الفهم ، فهناك الكثير من اهل العلم وهم جاهلون لا يحسنون الفهم ، وهناك اخرون اقل علما ولكنهم يحسنون الفهم عن الله ، اداة الفهم هي الفطرة الصافية التى لم تلوث بتعلقات الدنيا ، فمن تعلق قلبه بالدنيا تحكمت فيه اهواؤه وسيطرت عليه شهواته ، من علامات الغفلة امران : الاول :قلة الصدق مع الله والالتفات الى الخلق رياءًا وظهورا ، والثانى : قلة الأدب مع الناس في معاملاتهم وحقوقهم ، وقلة الأدب من أبرز ثمرات الغفلة عن الله ، من تعلق قلبه بالدنيا فلا يمكن ان يصل الى اليقين ابدا ..
………………………………………………….
نفحات روحية
العلم هو معرفة الاشياء الظاهرة المدركة بالعقول على ماهي عليه ، ولا علم خارج الإدراك العقلي ، وكل ما ارتبط بالعقل فانه يحتاج الى دليل يثبته ويؤكده ، والعلاقة بين العلم والعقل وثيقة ، فالعقل هو المخاطب بالعلم ، وهذا هو معنى التكليف ، ولا بد من الثقة بالعقل اولا والعلم ثانيا ، وكل منهما اداة العبودية ولا يتجاوزها بالفهم ولا المعرفة ، اما المعرفة فقد تتجاوز العلم وهي أوسع مجالا من العلم ، وهي ظنية ونسبية ولاحدود لها ، وهي تحتاج الى سعة وحسن فهم ، وتتعدد المعرفة وهي كالنور يمتد اثره الى غيره ، العلم خاص بالموجودات ، والعقل لا يتجاوز أدواته ، ولذلك يحتاج الى دليل لاثبات ما يراه ويحكم به ، العلم لا يتجاوز زمانه ولا صلة له بما هو خارج الإدراك ، ولا حدود لقدرات الفكر على تخطى الموجودات الى ما يمكن الوصول اليه ..
…………………………………………………….
نفحات روحية
المجاهدات الروحية منهج تربوي عاقل ملتزم لاتجاوز فيه ولا انحرافات ولا شطحات غايته ان تمسك بزمام نفسك فلا تسمح للاهواء ان تبعدك عن الله ولا لشهواتك ان تذلك وتملك عليك امرك ، ماتجاوز ثوابت الدين منها فلا يعتد به ، وما اريد به غير الله فلا ثمرة له ، مبالغات الجهلة لادلالة لها على صلاح وتقى ، وشطحات اهل الاهواء من الاوهام المتكلفة والاحوال المنحرفة …الطر يق الى الله لاتنطفئ انواره بسبب جهل الجاهلين وعبث العابثين..
………………………………………………….
نفحات روحية
كنت اجد الرعاية التى يخص الله بها من أراد من عباده الصالحين فى أمور ثلاثة ، الحفظ اولا والستر ثانيا والتسخير ثالثا ، مراتب ثلاث يخص الله بها من اخلص له وعمل صالحا ، هذه نعم من الله يكرم بها من خصهم بالرعاية ، ولاتكون الرعاية الا لمن طهر داخله واراد الخير وعمل له ، اهل الرعاية وان ارتكبوا الذنوب والآثام فانهم سرعان ما يعودون تائبين منكسرين ، من اعتقد انه من اهل العناية فقد توهم ، لا عناية الا لمن توفرت فيه اسبابها ، من توهمها فى نفسه اشتدت عليه محنه ، وطال عليه ليله والتبست عليه اموره ..
……………………………………………………
نفحات روحية
ليس الباطن ما يظنه العامة باطنا من الغيبيات والمكاشفات والكرامات فذلك امر خارج عن التكليف ، وهو مما انفرد الله بعلمه ، ولا يمكن لاحد ان يدعيه لنفسه الا لمن أراده من عباده ، والصادقون فيه قلة نادرة ، والمدعون له كثرة ، ولا عبرة لما يقولون فى هذا الامر ، وهو امر خارج عن التكليف ولا يجوز الخوض فيه ومن خاض فيه من غير اهله فقد اساء ضَل عن الطريق ، ولا مبرر لتبرير الشطحات والانزلاقات المناقضة لأصول الدين من الكلمات المبهمة والعبارات التى لا يقرها اهل العلم ، الباطن فى حقيقته مرتبط بالظاهر وهو ضمن التكليف الشرعي الذى تدرك اثاره ، وهي صفات محمودة مرتبطة بالقلب وغير مدركة بالحواس الظاهرة ، وليست من اختصاص الفقهاء الذين اهتموا بما تقوم به الحواس من العبادات والمعاملات والحقوق ، موطن الباطن هو القلب ، وما يكون فى القلب من خواطر واحوال وانفعالات ، صفاء القلب وطهارته هي الباطن غير المدرك بالحواس ، فاذا كان القلب صافيا وطاهرا ، كان أداء صاحبه لعبادته اكثر اخلاصا ، فلا رياء يخفيه فى باطنه ولا احقاد تحركه فى أعماله الجهادية ، ولا يخفى فى باطنه من البواعث ما يخجل منه ، فمن أدى عبادته رياءًا معجبا بنفسه لينال اعجاب الخلق بما يفعل او تصدق وهو يمنّ على من تصدق عليه فقد اخفى فى باطنه ما يجعل عبادته لغير الله ، ما تخفيه القلوب فهو باطن وهو كل البواعث والمقاصد ، هناك من كانت هجرته لله ، وهناك من كانت هجرته لهدف يخفيه غير الله فهجرته لما هاجر اليه ، صفاء القلوب تجعل الاعمال مثمرة ، فإذ انتفى الإخلاص فكل أشجار البساتين لن تثمر عند الله شيئا ، وكذلك اولعبادات والقُربات ، الكلمة الصادقة تنشرح لها القلوب والكلمة الفاقدة للإخلاص تنقبض لها القلوب وتضيق بسماعها ، ولو كان قائلها اكبر علماء الدين وشيوخ الاسلام..
……………………………………………………………………….
نفحات روحية
النعم الظاهرة التى اكرم الله بها عباده هي ما يرى بالحواس من الالتزام بالطاعات والحقوق والصحة والعلم والعقل وهي نعم كثيرة ولاحدود لها ، اما النعم الباطنة فهي الطمأنينة القلبية واليقين الذى يجعل صاحبه اكثر سعادة واقل شقاءا ، اذا انتفى اليقين فالنفوس فى حالة خوف وقلق ، حاجة الانسان الى اليقين يدركها اهل العقول ويرون فى اليقين النور الالهي الذى يشرق فى قلوبهم ..
…………………………………………………………………..
نفحات روحية
تأمل فى الحياة وما خلق الله فيها من انواع الخلائق ،ماكان ظاهرا وما كان باطنا ، وماكان مدركا بالعقول وماكان خفيا عنها ، تأمل فى كل ذلك وفكر فيه ، اكتشف عظمة الخالق وسر الخلق ، ماتراه يقودك الى الله لامحالة ، لاتتجاوز ماانت قادر عليه ، لا تحاول ان تستكشف الغيب بعقلك فلا سلطان لك عليه ،ذلك من امر الله ، لاتخض فى امر ليس من اختصاصك وليس فى طاقتك ، عقلك اداتك للفهم فلا تعطله ولاتحمله مالاطاقة له به ، الايمان بالله والعمل الصالح وماعداه فانت مكلف به ان تختار الافضل والاكمل من غير عدوان ، غفلة الخلق عن ربهم يجعلهم اكثر قسوة وانانية وغرورا ، الحقيقة امامك وبين يديك فلاتبحث عنها فى الكتب ، انت بفطرتك الايمانية تدرك مالا تدركه اعظم العقول المتعالية ، تامل فى الخلق تعرف الخالق وتحبه وتقترب منه بحبك لخلقه ..
……………………………………………………………
نفحات روحية
اذا ارادك الله فى مكان شرح صدرك له ، واذا ارادك الا تكون فى مكان ضاق صدرك به وانقبضت نفسك منه ، الى ان تغادره وتنصرف عنه ، لوفهمت عن الله مراده لرضيت بما اعطاك ، الاسباب موصلات ولولا الاسباب لما تحققت الغايات ..
……………………………………….
الشهر الخامس
نفحات روحية
المجاهدة النفسية قد تكون ثقيلة على النفس فى البداية , وعندما يحمل الانسان نفسه عليها بمدافعة الاهواء عن طريق العبادة والاذكار فانه يستطيع ان يتغلب على تلك الاهواء والخواطر الى ان يتمكن من السيطرة عليها , ثم تعتادها النفس وتشتاق اليها ولا تجد صعوبة فيها , والغاية من مجاهدة النفوس هو ايقاف جموحها الى ان تصبح اكثر استعدادا لافعال الخير , ومن الجهل ان تكون المجاهدة قاسية ومرهقة لان النفوس تملّ منها وتضيق بها , وقد يؤدى التشدد فيها الى انفلات النفوس واستسلامها لشهواتها , الاعتدال فى المجاهدات دليل فهم للغاية من تلك المجاهدات , المجاهدات ليست مطلوبة لذاتها وانما هي دواء لعلاج جموح النفوس , من اراد بالمجاهدات ان يتفاخر بها لدى العامة كنوع من القربات للمفاخرة بها فهذا من الغفلة والجهل , كل مجاهدة متكلفة اريد بها الرياء لايمكنها ان تثمر سوى الوساوس والاوهام..
…………………………………………………………….
نفحات روحية
الخواطر التى تعترض القلب ليست واحدة , وتختلف اهميتها باختلاف مصدرها , فهناك خواطر مصدرها العقل وتدفع صاحبها الى التأمل والتفكر , وهي خواطر خير او شر بحسب طبيعة القلب فى تلك اللحظة , اذا كان القلب غافلا فلا بد الا ان تكون الخاطرة داعية له الى عمل سيء من حقد او حسد او انتقام , واذا كان القلب يقظا ومشرقا فخواطره ستعبر عما فى قلبه من سماحة وسعة ومحبة ورحمة , واذا كانت الخواطر مصدرها النفس فانها تدعوه الى تلبية الرغبات الشهوانية والاهواء التى تدفعه الى تلبية تلك الرغبات المكبوتة والمختزنة , وقلما يستطيع الانسان التحكم فى خواطره الغريزية الشهوانية والغضبية , احيانا يمكن للعقل ان يمسك بزمامها ويخضعها لميزانه , واحيانا ينفلت زمامها وتتحكم فى صاحبهاوتقوده الى الهاوية , ما اقسى خواطر الشر عندما يكون الانسان فى لحظة انفعال غاضب وتتراءى له كل الخواطر الشريرة التى تعبر عن الانتقام , كل الجرائم تبتدئ بخاطرة فى لحظة غضب وتتولد بعدها الارادة والعزم ثم السلوك الاجرامى , الخاطرة اولا ثم تكون الارادة والعزم ثانيا ثم يكون السلوك ثالثا , اذالم نتحكم فى الخاطرة فمن المستحيل ان نتحكم فى السلوك الاجرامى , اصلاح الخاطرة هي البداية لكي يكون فكرنا هو ثمرة لما فى قلوبنا من ارادة الخير الذى تدفعنا الى العمل الذى يحبه الله من عباده , وهذه هي رسالة الدين فى الحياة ان نحب الكمال والا نفكر فيما يقودنا الى الشر والانحراف

( الزيارات : 1٬240 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *