نفحات روحية

 

  نفحات روحية

 

ليس مما ينتقص به الانسان ان يجد نفسه فى واقع يفرض عليه ان يهتم باشياء لايجد سعادته فيها سواء فى عمله اوفى محيطه او فيما نشأ فيه , لا احد يمكنه ان يتحكم فيما عاش فيه فى طفولته  , وهناك فريقان من الناس , هناك من يجد سعادته فيما هو فيه ولو كان مما لا يليق به لان قلبه هو فى هذا المرتبة , وهناك فريق اخر لا يجد سعادته فىما لا يليق به ,  ويتعلق قلبه فيما هو اسمى واعلى من الاهتمامات والاستعدادات  , مالا تجد نفسك فيه لا يسعدك واذا فعلته فسرعان تضيق بما فعلت , وتهمس فى داخلك : لست انا من يحب هذا او يفعل هذا  , هناك من يتعلق قلبه  بالاعلى ولو كان فى الادنى مكانا وواقعا , وهناك من يتعلق قلبه  بالادنى ولو كان فى الاعلى , حقيقة الانسان هو ماتعلق قلبه به , وبهذا يقع التفاضل والتمايز .. وهذا هو مصدر السعادة الحقيقية ولا سعادة للانسان فيما لا يجد سعادته فيه سواء فى الادنى او الاعلى , وتلك هي حقيقة الانسان ..

 

 

 

 

 

نفحات روحية

 

من طبيعة النفس انها تستلذ الملذات الحسية وتشتاق اليها وتبحث عنها , وتشمل الملذات الحسية كل ما ارتبط بالشهوات المادية الملذوذة  , والانسان يملك اداة تلك الشهوات وهي الغريزة , والغرائز عمياء لاتحسن التفكير فيما تجد لذتها فيه , وعندما يمنع الانسان منها يغضب وينفعل ويخاصم ويعادى ,

 

 والتساؤل الملح ..

 

اين هو العقل وهو اداة التمييز ,

 

 اين كل ما يملكه الانسان من قدرات على التمييز ,

 

 لا شيء يقف فى وجه جموح الشهوة اذا تمكنت وترسخت , وعندئذ تطغى على كل ما يملكه الانسان , امور ثلاثة توقف طغيات الشهوات المادية , الخوف من المجتمع فالعاقل لا يقدم على ما يسيء اليه , والخوف من العقاب وهو العامل الثانى , ويمكن للانسان ان يفعل ما يريد ويضمن السرية لنفسه فيما يفعل , وهناك العامل الثالث وهو الخوف من الله وهو الذي يراقبه ويحاسبه , وهناك عامل رابع وهو حب الكمال والتعلق بالكمال , وهذه مرتبة عالية وراقية , هناك فئة يتعلقون  بالكمال فلا يفعلون ما هو من النقصان ولو تمكنوا من ذلك , هذا فضل من الله لمن اراد هدايته الى محبة الكمال ,  هؤلاء   لا يجدون لذتهم فى الاشياء المادية وانما يجدونها فى اللذة العقلية عن طريق التامل العقلى او يجدون لذتهم فى القضايا الروحية الناتجة عن المجاهدات , وهؤلاء يجدون سعادتهم فيما هم فيه , لذة البحث عن الكمال هو شوق غريزى وهو اشد من شوق كل المحبين ,

 

مهمة التربية بكل انواعها النفسية والروحية ان يصل الانسان الى درجة الكمال وهذه هي الفضيلة الانسانية التى هي اسمى معنى للاخلاق , محبة الكمال تجعل كل الاستعدادات والاهتمامات تبحث عن ذلك الكمال بطريقة عفوية لاتكلف فيها ..

 

ْ

( الزيارات : 654 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *