نفحات نبهانية..

ذاكرة الايام..مع السيد النبهان..
ما زلت اذكر الكثير مما تعلمته فى طفولتى من السيد النبهان طيب الله ثراه فى المواقف والمشكلات والازمات وفى السلوكيات وفى اسلوبه التربوى فى التكوين والتوجيه , لم اره قط يستعمل اسلوب العنف او الزجر اواللوم او الاساءة للاخر مهما كان صغيرا او مستضعفا , كان يتجاهل ما كان يراه من تقصير او اهمال وكانه لا يراه , كنت اظنه لا يراه فى البداية ثم اكتشفت فيما بعد انه كان يعرف كل شيء ولكنه كان يتجاهل كل ما كان يعلمه .. كان اسلوبه البيان اولا وتغذية قيم الخير والمشاعر الايمانية فى القلب , لم اره قط يسيء لاحد بكلمة او اشارة او يعرض به فى مجالسه ولو فى مجالسه الخاصة مع اقرب الناس اليه , ولم يرد قط على من كان يسيء الادب فى مجلسه فاذا صادف من لا يحسن الادب كان يعرض عنه وكأنه لم ير شيئا او يسمع شيئا , لم يتتبع احدا فى مبالغاته او تجاوزاته فيما كان يقوله او يدعيه عن نفسه , وكان صبورا بغير حدود وكانه لاشيء بالرغم من قسوة بعض ما كان يواجهه , لم اره قط متألما او شاكيا او ضعيفا او يائسا ..كان بعيدا كل البعد عن التطرف والتعصب والتزمت والتشدد بالرغم مما ينسب اليه من التشدد , كان ملتزما بثوابته الشرعية والسلوكية وهذه لايقبل فيها تنازلا او مساومة , كنت اراه كبيرا فى المواقف شامخا فى شخصيته من غير كبر ولاغرور , وكانت له معايير خاصة فى تقييم الرجال ويعجبه كبار المواقف ولو كانوا من خصومه ..كان قليل المزاح جادا يحب مداعبة الاطفال والشيوخ وكل الناس الطيبين , وكان قريبا اليهم ولم اره قاسيا فى اي موقف ولا متعصبا ولا معاندا , ومن اليسير الوصول الى قلبه بيسر ومن غير مشقة ..عندما اتذكر بعض خصاله ازداد احتراما له ..كان يخصنى باهتمام خاص ورعاية كاملة من غير دلال , كان ينصت لى ويسمع منى ويثق بى ويشعرنى بالمحبة , وهذا مما كان يسعدنى فى حينها وفيما بعد , وما زلت اذكر بعض المواقف التى مازالت تشعرنى بالفرحة والسرور ..

( الزيارات : 1٬686 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *