في صباح اليوم المخصص لإلقاء الدرس زارني الأستاذ عبد الرحمن الدكالي في المغرب، وحمل معه هدية ملكية هي (الجلابة الملكية ) مع توابعها والطربوش المغربي الأبيض، وقال لي :جلالة الملك يهديك جلابته الشخصية ، وارتديتها في نفس اليوم وذهبت بها إلى القصر، وألقيت الدرس وأنا أرتديها، وعندما رآني الملك وأنا أرتدي الجلابة ابتسم وظهرت عليه معالم السرور، وقد أثارت هذه المبادرة الملكية تساؤلان عن مغزى هذه الهدية وقد سعدت بهذا التكريم وشعر الجميع بأهمية هذه اللفتة المعبرة عن التكريم والرعاية
وخلال الزيارة الثالثة كانت صلتي بأصدقائي المغاربة قد اتسعت وأصبحت في نظر الجميع صديق المغرب ، والضيف المرحب به في المجالس المغربية , وكان نشاطي الثقافي خلال هذه الزيارة واسعاً، وألقيت عدة محاضرات وشاركت في مجالس حوار ثقافي في الجامعات والكليات والتقيت بعدد من علماء المغرب في مقر دار الحديث الحسنية وجرى حوار علمي مفيد تناول بعض القضايا المعاصرة , وقد أتاحت لي هذه الزيارات إلى المغرب فرصة التعرف إلى المغرب ومعرفة الكثير عن خصائص الشخصية المغربية ذات العمق الحضاري والأصالة والانفتاح والتطلع إلى الأفضل ، وكانت معظم لقاءاتنا حافلة بالحوار الفكري الجاد , وكنا نقضي معظم الأمسيات في مثل هذه اللقاءات الثقافية ورأيت تعطش المغاربة للثقافة والمعرفة وكان مستوى الحوار متميزاً بتناوله للقضايا الفكرية الجادة , ويملك المغرب كغاءات علمية وفكرية ذات رؤية عميقة ونظرة شمولية مع التزام واضح بالقبم الاسلامية…
وأهم ما أثار إعجابي هو أنني رأيت في المغرب صورة مغرب التاريخ الإسلامي بكل أمجاده وتقاليده ً، ومغرب الحداثة والفكر الملتزم مع الاعتزاز بالقيم الإسلامية الأصيلة .
اترك تعليقاً