هل نحتاج الى فهم اعمق للدين..

نفحات روحية.. هل نحتاج الى فهم اعمق للدين..

عندما تشتد على اعناقنا قبضة اليأس والشعور بالاحباط نتيجة ما يعانيه مجتمعنا من مآسى واختناقات نجد انفسنا نطل من خلف النوافذ المغلقة على اشراقة نور ونسمة امل تعيدنا من جديد الى الحياة وتجعلنا اكثر فهما لها واعمق ايمانا بان الله تعالى سبحانه خلق الانسان وابتلاه لكي يختبره فيماآتاه من فضله , فى لحظة ما فى حياتنا نرفع ايدينا الى السماء داعين مستسلمين مرددين من اعماقنا اياك نعبد واياك نستعين..

كنت اتساءل اين نقطة الخطأ فى حياتنا اليوم وقد اشتد الكرب واصبحنا لا نهتدى الى الطريق , عندما تاملت فى احداث التاريخ كنت اجد ما نجده اليوم من انحدارات وانزلاقات وفتن متلاحقة قد تكون اشد قسوة  مما نحن فيه  , عندما اشتدت الفتن فى القرن الاول الهجرى وبداية القرن الثانى ارتفع صوت فى البصرة وكانت من اهم عواصم الاسلام ازدهارا ينادى ويوقظ ويدعو الى الزهد فى الدنيا والتعلق بالله , كان الحسن البصرى وقد تمكن الترف والبذخ والتسابق على الدنيا والتنافس فيها على الحكم والمال والجاه ينادى فى مجالسه الموقظة الى العودة الى الاسلام الاصيل والروحية التربوية فى السلوك الاجتماعى  , التف الناس حول مجالسه واخذوا ينصتون باهتمام الى ذلك الصوت الذى يدعوهم الى احياء الاسلام فى القلوب والاقلاع عما هم فيه من الغفلة عن الله , كان مجتمعه بحاجة الى ذلك الصوت الذى انصت الكل له , تلك الصيحة الاولى كانت النواة لمنهجية روحية تمثل اهم خصوصيات التربية الاسلامية , ربما كانت تلك المجالس هي حركة احتجاجية على ما كان فى ذلك المجتمع من صراعات ومغالبات وانحرافات  , واخذت التربية الروحية تقتحم المجالس المغلقة التى كان يعيش فيها رموز السلطة والقوة والترف وكانوا بما هم فيه غافلين  , النزعة الروحية ليست وهما وليست ترفا فى الفكر او السلوك وانما كانت تطلعا فطريا للصفاء الفطرى والاستقامة وفهم اصيل لرسالة الدين , كانت روحية بانية عاقلة ملتزمة موقظة ولم تكن مذهبية ولا عصبية ولا تجارة دنيوية  , كانت اقرب الى الفطرة الانسانية , كانت دعوة للخير والمحبة والايثار والاخلاص والاستقامة , كان الناس بحاجة لتلك المجالس التى تحدت مجتمعها بانعزالها عنه ترفعا وزهدا واعراضا  وتركت الجميع يتصارعون ويتنافسون ويتدافعون , كانت هذه النزعة تنادى لكل الاخرين الذين يتنافسون على الدنيا:  كفى ما انتم فيه , كبرت هذه الظاهرة وانتشرت ولم تعد كما كانت , تحكم فيها الجهل والتعصب وانحرف بعض من حمل اسمها عن جادة المنهجية التربوية الى مجالس غفلة وتنافس تكثر فيها الشطحات والمنزلقات , وازدهرت مختلف العلوم الاسلامية وكانت التربية الروحية جامعة موجهة , وفى عصر الامام الغزالى فى القرن الخامس ادرك الغزالى مدى ما اصاب علوم الدين من انحراف عن الدين فألف كتابه احياء علوم الدين وكتب فى مقدمته ان العلم غايته العمل والعمل ليس ثمرة للعلم ابدا فكم من عالم لا يعمل بعلمه , وان العلم يحتاج الى تقوى وصفاء ويقظة لكي يثمر العمل ,  ولا اهمية لعلم لا يثمر عملا , وابتعد الغزالى عن كل الانزلاقات التى رافقت هذ المنهج الروحي الذى يهتم بالاداب الاسلاحية اولا ,  واهمها طهارة الداخل وطهارة القلوب , وان العلم وحده اذا خلا من التقوى فلاقيمة له ولا اثر له فى السلوك , والعلم هو الذى يوصلك الى المعلوم والمعرفة ومن عرف الله كان اكثر هيبة له وتعظيما ,  فان لم يفعل فلا فائدة منه وان اليقين العقلى لا يمكن ابدا ان يوصل صاحبة الى اليقين الذوقى الذى يحتاج الى صفاء قلبى قلما يصل اليه الا من اخلص لله  وكان تقيا  ومن علامته السكون القلبى , ما اكثر ما عانى منه مجتمعنا من الجهل والتعصب والتأويلات الباطلة التى لا تستقيم مع حقيقة الدين وتؤدى الى سلوكيات منحرقة واخطاء كبيرة , كل الفرق الباطنية انحرفت بسبب الجهل والتحكم فى مفاهيم الدين بما يبعدها عن معانيها ومقاصدها , لا شيء كالتعصب الجاهل وتحكيم الاهواء والمصالح والتغالب على الدنيا يسيء الى الدين , لقد اردنا الدين ان يكون مطية لنا فيما نريده ان يكون , الدين ليس هو مانراه , كنت اجده فى رجال لا يملكون شيئا من الدنيا وهم اكثر فهما له بفطرتهم وصفاء نفوسهم  , لسنا فى الطريق الصحيح ولن نكون ما دمنا نريد ان نجعل الدنيا كما تشاء امواؤنا , نريد الاسلام الحق وليس اسلام الجهلة والمتعصبين , الدين ليس مجرد شعارات ترفع فى المناسبات لاستمالة العامة باسم الدين . الدين يستمد من كلام الله ورسوله ولا شيء اكثر من ذلك , يحترم جهد الانسان وهو جهد العقول ويستفاد منه ويضاف اليه , وكل جيل يضيف اليه ما يراه محققا لمقاصدة المرجوة التى يريدها الدين ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نفحات روحية.. هل نحتاج الى فهم اعمق للدين..

عندما تشتد على اعناقنا قبضة اليأس والشعور بالاحباط نتيجة ما يعانيه مجتمعنا من مآسى واختناقات نجد انفسنا نطل من خلف النوافذ المغلقة على اشراقة نور ونسمة امل تعيدنا من جديد الى الحياة وتجعلنا اكثر فهما لها واعمق ايمانا بان الله تعالى سبحانه خلق الانسان وابتلاه لكي يختبره فيماآتاه من فضله , فى لحظة ما فى حياتنا نرفع ايدينا الى السماء داعين مستسلمين مرددين من اعماقنا اياك نعبد واياك نستعين..

كنت اتساءل اين نقطة الخطأ فى حياتنا اليوم وقد اشتد الكرب واصبحنا لا نهتدى الى الطريق , عندما تاملت فى احداث التاريخ كنت اجد ما نجده اليوم من انحدارات وانزلاقات وفتن متلاحقة قد تكون اشد قسوة  مما نحن فيه  , عندما اشتدت الفتن فى القرن الاول الهجرى وبداية القرن الثانى ارتفع صوت فى البصرة وكانت من اهم عواصم الاسلام ازدهارا ينادى ويوقظ ويدعو الى الزهد فى الدنيا والتعلق بالله , كان الحسن البصرى وقد تمكن الترف والبذخ والتسابق على الدنيا والتنافس فيها على الحكم والمال والجاه ينادى فى مجالسه الموقظة الى العودة الى الاسلام الاصيل والروحية التربوية فى السلوك الاجتماعى  , التف الناس حول مجالسه واخذوا ينصتون باهتمام الى ذلك الصوت الذى يدعوهم الى احياء الاسلام فى القلوب والاقلاع عما هم فيه من الغفلة عن الله , كان مجتمعه بحاجة الى ذلك الصوت الذى انصت الكل له , تلك الصيحة الاولى كانت النواة لمنهجية روحية تمثل اهم خصوصيات التربية الاسلامية , ربما كانت تلك المجالس هي حركة احتجاجية على ما كان فى ذلك المجتمع من صراعات ومغالبات وانحرافات  , واخذت التربية الروحية تقتحم المجالس المغلقة التى كان يعيش فيها رموز السلطة والقوة والترف وكانوا بما هم فيه غافلين  , النزعة الروحية ليست وهما وليست ترفا فى الفكر او السلوك وانما كانت تطلعا فطريا للصفاء الفطرى والاستقامة وفهم اصيل لرسالة الدين , كانت روحية بانية عاقلة ملتزمة موقظة ولم تكن مذهبية ولا عصبية ولا تجارة دنيوية  , كانت اقرب الى الفطرة الانسانية , كانت دعوة للخير والمحبة والايثار والاخلاص والاستقامة , كان الناس بحاجة لتلك المجالس التى تحدت مجتمعها بانعزالها عنه ترفعا وزهدا واعراضا  وتركت الجميع يتصارعون ويتنافسون ويتدافعون , كانت هذه النزعة تنادى لكل الاخرين الذين يتنافسون على الدنيا:  كفى ما انتم فيه , كبرت هذه الظاهرة وانتشرت ولم تعد كما كانت , تحكم فيها الجهل والتعصب وانحرف بعض من حمل اسمها عن جادة المنهجية التربوية الى مجالس غفلة وتنافس تكثر فيها الشطحات والمنزلقات , وازدهرت مختلف العلوم الاسلامية وكانت التربية الروحية جامعة موجهة , وفى عصر الامام الغزالى فى القرن الخامس ادرك الغزالى مدى ما اصاب علوم الدين من انحراف عن الدين فألف كتابه احياء علوم الدين وكتب فى مقدمته ان العلم غايته العمل والعمل ليس ثمرة للعلم ابدا فكم من عالم لا يعمل بعلمه , وان العلم يحتاج الى تقوى وصفاء ويقظة لكي يثمر العمل ,  ولا اهمية لعلم لا يثمر عملا , وابتعد الغزالى عن كل الانزلاقات التى رافقت هذ المنهج الروحي الذى يهتم بالاداب الاسلاحية اولا ,  واهمها طهارة الداخل وطهارة القلوب , وان العلم وحده اذا خلا من التقوى فلاقيمة له ولا اثر له فى السلوك , والعلم هو الذى يوصلك الى المعلوم والمعرفة ومن عرف الله كان اكثر هيبة له وتعظيما ,  فان لم يفعل فلا فائدة منه وان اليقين العقلى لا يمكن ابدا ان يوصل صاحبة الى اليقين الذوقى الذى يحتاج الى صفاء قلبى قلما يصل اليه الا من اخلص لله  وكان تقيا  ومن علامته السكون القلبى , ما اكثر ما عانى منه مجتمعنا من الجهل والتعصب والتأويلات الباطلة التى لا تستقيم مع حقيقة الدين وتؤدى الى سلوكيات منحرقة واخطاء كبيرة , كل الفرق الباطنية انحرفت بسبب الجهل والتحكم فى مفاهيم الدين بما يبعدها عن معانيها ومقاصدها , لا شيء كالتعصب الجاهل وتحكيم الاهواء والمصالح والتغالب على الدنيا يسيء الى الدين , لقد اردنا الدين ان يكون مطية لنا فيما نريده ان يكون , الدين ليس هو مانراه , كنت اجده فى رجال لا يملكون شيئا من الدنيا وهم اكثر فهما له بفطرتهم وصفاء نفوسهم  , لسنا فى الطريق الصحيح ولن نكون ما دمنا نريد ان نجعل الدنيا كما تشاء امواؤنا , نريد الاسلام الحق وليس اسلام الجهلة والمتعصبين , الدين ليس مجرد شعارات ترفع فى المناسبات لاستمالة العامة باسم الدين . الدين يستمد من كلام الله ورسوله ولا شيء اكثر من ذلك , يحترم جهد الانسان وهو جهد العقول ويستفاد منه ويضاف اليه , وكل جيل يضيف اليه ما يراه محققا لمقاصدة المرجوة التى يريدها الدين ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نفحات روحية.. هل نحتاج الى فهم اعمق للدين..

عندما تشتد على اعناقنا قبضة اليأس والشعور بالاحباط نتيجة ما يعانيه مجتمعنا من مآسى واختناقات نجد انفسنا نطل من خلف النوافذ المغلقة على اشراقة نور ونسمة امل تعيدنا من جديد الى الحياة وتجعلنا اكثر فهما لها واعمق ايمانا بان الله تعالى سبحانه خلق الانسان وابتلاه لكي يختبره فيماآتاه من فضله , فى لحظة ما فى حياتنا نرفع ايدينا الى السماء داعين مستسلمين مرددين من اعماقنا اياك نعبد واياك نستعين..

كنت اتساءل اين نقطة الخطأ فى حياتنا اليوم وقد اشتد الكرب واصبحنا لا نهتدى الى الطريق , عندما تاملت فى احداث التاريخ كنت اجد ما نجده اليوم من انحدارات وانزلاقات وفتن متلاحقة قد تكون اشد قسوة  مما نحن فيه  , عندما اشتدت الفتن فى القرن الاول الهجرى وبداية القرن الثانى ارتفع صوت فى البصرة وكانت من اهم عواصم الاسلام ازدهارا ينادى ويوقظ ويدعو الى الزهد فى الدنيا والتعلق بالله , كان الحسن البصرى وقد تمكن الترف والبذخ والتسابق على الدنيا والتنافس فيها على الحكم والمال والجاه ينادى فى مجالسه الموقظة الى العودة الى الاسلام الاصيل والروحية التربوية فى السلوك الاجتماعى  , التف الناس حول مجالسه واخذوا ينصتون باهتمام الى ذلك الصوت الذى يدعوهم الى احياء الاسلام فى القلوب والاقلاع عما هم فيه من الغفلة عن الله , كان مجتمعه بحاجة الى ذلك الصوت الذى انصت الكل له , تلك الصيحة الاولى كانت النواة لمنهجية روحية تمثل اهم خصوصيات التربية الاسلامية , ربما كانت تلك المجالس هي حركة احتجاجية على ما كان فى ذلك المجتمع من صراعات ومغالبات وانحرافات  , واخذت التربية الروحية تقتحم المجالس المغلقة التى كان يعيش فيها رموز السلطة والقوة والترف وكانوا بما هم فيه غافلين  , النزعة الروحية ليست وهما وليست ترفا فى الفكر او السلوك وانما كانت تطلعا فطريا للصفاء الفطرى والاستقامة وفهم اصيل لرسالة الدين , كانت روحية بانية عاقلة ملتزمة موقظة ولم تكن مذهبية ولا عصبية ولا تجارة دنيوية  , كانت اقرب الى الفطرة الانسانية , كانت دعوة للخير والمحبة والايثار والاخلاص والاستقامة , كان الناس بحاجة لتلك المجالس التى تحدت مجتمعها بانعزالها عنه ترفعا وزهدا واعراضا  وتركت الجميع يتصارعون ويتنافسون ويتدافعون , كانت هذه النزعة تنادى لكل الاخرين الذين يتنافسون على الدنيا:  كفى ما انتم فيه , كبرت هذه الظاهرة وانتشرت ولم تعد كما كانت , تحكم فيها الجهل والتعصب وانحرف بعض من حمل اسمها عن جادة المنهجية التربوية الى مجالس غفلة وتنافس تكثر فيها الشطحات والمنزلقات , وازدهرت مختلف العلوم الاسلامية وكانت التربية الروحية جامعة موجهة , وفى عصر الامام الغزالى فى القرن الخامس ادرك الغزالى مدى ما اصاب علوم الدين من انحراف عن الدين فألف كتابه احياء علوم الدين وكتب فى مقدمته ان العلم غايته العمل والعمل ليس ثمرة للعلم ابدا فكم من عالم لا يعمل بعلمه , وان العلم يحتاج الى تقوى وصفاء ويقظة لكي يثمر العمل ,  ولا اهمية لعلم لا يثمر عملا , وابتعد الغزالى عن كل الانزلاقات التى رافقت هذ المنهج الروحي الذى يهتم بالاداب الاسلاحية اولا ,  واهمها طهارة الداخل وطهارة القلوب , وان العلم وحده اذا خلا من التقوى فلاقيمة له ولا اثر له فى السلوك , والعلم هو الذى يوصلك الى المعلوم والمعرفة ومن عرف الله كان اكثر هيبة له وتعظيما ,  فان لم يفعل فلا فائدة منه وان اليقين العقلى لا يمكن ابدا ان يوصل صاحبة الى اليقين الذوقى الذى يحتاج الى صفاء قلبى قلما يصل اليه الا من اخلص لله  وكان تقيا  ومن علامته السكون القلبى , ما اكثر ما عانى منه مجتمعنا من الجهل والتعصب والتأويلات الباطلة التى لا تستقيم مع حقيقة الدين وتؤدى الى سلوكيات منحرقة واخطاء كبيرة , كل الفرق الباطنية انحرفت بسبب الجهل والتحكم فى مفاهيم الدين بما يبعدها عن معانيها ومقاصدها , لا شيء كالتعصب الجاهل وتحكيم الاهواء والمصالح والتغالب على الدنيا يسيء الى الدين , لقد اردنا الدين ان يكون مطية لنا فيما نريده ان يكون , الدين ليس هو مانراه , كنت اجده فى رجال لا يملكون شيئا من الدنيا وهم اكثر فهما له بفطرتهم وصفاء نفوسهم  , لسنا فى الطريق الصحيح ولن نكون ما دمنا نريد ان نجعل الدنيا كما تشاء امواؤنا , نريد الاسلام الحق وليس اسلام الجهلة والمتعصبين , الدين ليس مجرد شعارات ترفع فى المناسبات لاستمالة العامة باسم الدين . الدين يستمد من كلام الله ورسوله ولا شيء اكثر من ذلك , يحترم جهد الانسان وهو جهد العقول ويستفاد منه ويضاف اليه , وكل جيل يضيف اليه ما يراه محققا لمقاصدة المرجوة التى يريدها الدين ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نفحات روحية.. هل نحتاج الى فهم اعمق للدين..

عندما تشتد على اعناقنا قبضة اليأس والشعور بالاحباط نتيجة ما يعانيه مجتمعنا من مآسى واختناقات نجد انفسنا نطل من خلف النوافذ المغلقة على اشراقة نور ونسمة امل تعيدنا من جديد الى الحياة وتجعلنا اكثر فهما لها واعمق ايمانا بان الله تعالى سبحانه خلق الانسان وابتلاه لكي يختبره فيماآتاه من فضله , فى لحظة ما فى حياتنا نرفع ايدينا الى السماء داعين مستسلمين مرددين من اعماقنا اياك نعبد واياك نستعين..

كنت اتساءل اين نقطة الخطأ فى حياتنا اليوم وقد اشتد الكرب واصبحنا لا نهتدى الى الطريق , عندما تاملت فى احداث التاريخ كنت اجد ما نجده اليوم من انحدارات وانزلاقات وفتن متلاحقة قد تكون اشد قسوة  مما نحن فيه  , عندما اشتدت الفتن فى القرن الاول الهجرى وبداية القرن الثانى ارتفع صوت فى البصرة وكانت من اهم عواصم الاسلام ازدهارا ينادى ويوقظ ويدعو الى الزهد فى الدنيا والتعلق بالله , كان الحسن البصرى وقد تمكن الترف والبذخ والتسابق على الدنيا والتنافس فيها على الحكم والمال والجاه ينادى فى مجالسه الموقظة الى العودة الى الاسلام الاصيل والروحية التربوية فى السلوك الاجتماعى  , التف الناس حول مجالسه واخذوا ينصتون باهتمام الى ذلك الصوت الذى يدعوهم الى احياء الاسلام فى القلوب والاقلاع عما هم فيه من الغفلة عن الله , كان مجتمعه بحاجة الى ذلك الصوت الذى انصت الكل له , تلك الصيحة الاولى كانت النواة لمنهجية روحية تمثل اهم خصوصيات التربية الاسلامية , ربما كانت تلك المجالس هي حركة احتجاجية على ما كان فى ذلك المجتمع من صراعات ومغالبات وانحرافات  , واخذت التربية الروحية تقتحم المجالس المغلقة التى كان يعيش فيها رموز السلطة والقوة والترف وكانوا بما هم فيه غافلين  , النزعة الروحية ليست وهما وليست ترفا فى الفكر او السلوك وانما كانت تطلعا فطريا للصفاء الفطرى والاستقامة وفهم اصيل لرسالة الدين , كانت روحية بانية عاقلة ملتزمة موقظة ولم تكن مذهبية ولا عصبية ولا تجارة دنيوية  , كانت اقرب الى الفطرة الانسانية , كانت دعوة للخير والمحبة والايثار والاخلاص والاستقامة , كان الناس بحاجة لتلك المجالس التى تحدت مجتمعها بانعزالها عنه ترفعا وزهدا واعراضا  وتركت الجميع يتصارعون ويتنافسون ويتدافعون , كانت هذه النزعة تنادى لكل الاخرين الذين يتنافسون على الدنيا:  كفى ما انتم فيه , كبرت هذه الظاهرة وانتشرت ولم تعد كما كانت , تحكم فيها الجهل والتعصب وانحرف بعض من حمل اسمها عن جادة المنهجية التربوية الى مجالس غفلة وتنافس تكثر فيها الشطحات والمنزلقات , وازدهرت مختلف العلوم الاسلامية وكانت التربية الروحية جامعة موجهة , وفى عصر الامام الغزالى فى القرن الخامس ادرك الغزالى مدى ما اصاب علوم الدين من انحراف عن الدين فألف كتابه احياء علوم الدين وكتب فى مقدمته ان العلم غايته العمل والعمل ليس ثمرة للعلم ابدا فكم من عالم لا يعمل بعلمه , وان العلم يحتاج الى تقوى وصفاء ويقظة لكي يثمر العمل ,  ولا اهمية لعلم لا يثمر عملا , وابتعد الغزالى عن كل الانزلاقات التى رافقت هذ المنهج الروحي الذى يهتم بالاداب الاسلاحية اولا ,  واهمها طهارة الداخل وطهارة القلوب , وان العلم وحده اذا خلا من التقوى فلاقيمة له ولا اثر له فى السلوك , والعلم هو الذى يوصلك الى المعلوم والمعرفة ومن عرف الله كان اكثر هيبة له وتعظيما ,  فان لم يفعل فلا فائدة منه وان اليقين العقلى لا يمكن ابدا ان يوصل صاحبة الى اليقين الذوقى الذى يحتاج الى صفاء قلبى قلما يصل اليه الا من اخلص لله  وكان تقيا  ومن علامته السكون القلبى , ما اكثر ما عانى منه مجتمعنا من الجهل والتعصب والتأويلات الباطلة التى لا تستقيم مع حقيقة الدين وتؤدى الى سلوكيات منحرقة واخطاء كبيرة , كل الفرق الباطنية انحرفت بسبب الجهل والتحكم فى مفاهيم الدين بما يبعدها عن معانيها ومقاصدها , لا شيء كالتعصب الجاهل وتحكيم الاهواء والمصالح والتغالب على الدنيا يسيء الى الدين , لقد اردنا الدين ان يكون مطية لنا فيما نريده ان يكون , الدين ليس هو مانراه , كنت اجده فى رجال لا يملكون شيئا من الدنيا وهم اكثر فهما له بفطرتهم وصفاء نفوسهم  , لسنا فى الطريق الصحيح ولن نكون ما دمنا نريد ان نجعل الدنيا كما تشاء امواؤنا , نريد الاسلام الحق وليس اسلام الجهلة والمتعصبين , الدين ليس مجرد شعارات ترفع فى المناسبات لاستمالة العامة باسم الدين . الدين يستمد من كلام الله ورسوله ولا شيء اكثر من ذلك , يحترم جهد الانسان وهو جهد العقول ويستفاد منه ويضاف اليه , وكل جيل يضيف اليه ما يراه محققا لمقاصدة المرجوة التى يريدها الدين ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( الزيارات : 1٬323 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *