واتقوا فتنة ..

كلمة اليوم
ما اروع الدلالة القرآنية وما اعظم بلاغة القرآن فى التعبيربكلمات قليلة عن اجمل معنى يعبر عن مسؤولية الانسان عن مقاومة الفتنة التى تعم والتى تهدد المجتمع كله فى حياته وامنه وماله واستقراره , وكلمة الفتنة وردت قرابة ستين مرة فى القران بمعان عدة , اهمها الاختبار والابتلاء التى يمر بالانسان او بالمجتمع , واحيانا تاتى بمعنى المعصية والكفر والاثم والقتال , واحيانا بمعنى الصد عن الشيء كما فى قوله تعالى : واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك , اي بمعنى ان يصدوك ويردوك , وتاتى كلمة الفتنة بمعنى الاضلال والكفر لقوله تعالى : ومن يرد الله فتنته , اي اضلاله وكفره , ويفهم المعنى المراد من خلال السياق العام للجملة الذى يوضح المعنى الاقرب , الا ان معنى الابتلاء والاختيار هو الاكثر دلالة كما فى قوله تعاى : ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى بها من تشاء , اي ابتلاؤك واختبارك , وهناك الفتنة بين المسلمين وهي تتمثل فى كثير من الاحداث التاريخية فى صدر الاسلام والحروب بين الصحابة وبخاصة فى معركة الجمل التى قتل فيها كبار الصحابة ومنهم طلحة والزبير ..
والقرأن الكريم يدعو المجتمع الاسلامي كله لتحمل مسؤولية الدفاع عن حقوقه وامنه واستقراره ضد الفتنة التى تهدد حياته وايقاف امتدادها واطفاء شعلة الشرفى النفوس, وكلمة اتقوا فتنة , دعوة صريحة تؤكد مسؤولية المجتمع فى حماية وجوده ومقاومة الظلم والعدوان على الانسان حيث كان مصدره فما يهدد المجتمع كله فالكل
مسؤول عنه لان الفتنة سيعم ضررها الجميع ولن تكون قاصرة على الظالمين , فاذا كان هناك ظالم فهناك مظلوم على وجه اليقين واذا كان هناك قاتل فهناك مقتول ايضا , فعندما يتصدى الانسان للظلم فانما يدافع عن وجوده وحياته , وهذا هو معنى التكافل للدفاع عن الحياة واسباب الحياة , والفتنة لابد الا ان ينعكس اثرها على الجميع ولولم يكونوا ظالمين او مشاركين او متسببين فيها..
ما احوجنا ان نستلهم من القران الكريم قيم التواصل الانسانى وان نفهم اكثر عن الاسلام لكيلا نخطئ الفهم والتاويل وبالتالى نخطئ فى القرار والسلوك..فما كان من الفتنة بين المسلم والمسلم والمواطن والمواطن فيجب ان يتصدى الجميع لدفع الفتنة بالوسائل الممكنة التى تخفف من معاناة الابرياء الذين لاذنب لهم ولا مسؤولية وهؤلاء يجب ان يتكافل الجميع لرفع الظلم عنهم لكيلا يدفعوا ثمن صراع الاقوياء على السلطة والمال والنفوذ..

( الزيارات : 3٬203 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *